غواصة نووية وقصف لـ60 هدفا وبيان عاجل لـ10 دول.. ماذا حدث في اليمن فجر الجمعة ؟
ازدادت حدة التوترات في منطقة الشرق الأوسط بعد استهداف التحالف الدولي مواقع حركة أنصار الله المعروفة بـ جماعة الحوثي في اليمن، إذ استهدفت الغارات عدة مدن يمنية من بينها الحديدة وصنعاء وتعز وصعدة، وفقًا لمصادر بالتحالف.
وتأتي تلك الهجمات بعد اعتماد مجلس الأمن الدولي مشروع قرار، أول أمس الأربعاء، بإدانة العمليات العسكرية التي يشنها جماعة الحوثي ضد سفن تجارية في البحر الأحمر، ردًا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في شهر أكتوبر الماضي.
أعلنت القوات الجوية الأمريكية، في وقت سابق من اليوم، قصف 60 هدفًا في 16 موقعا تابعًا لجماعة الحوثي، منها مركز قيادة وذخيرة وقواعد مرتبطة بالمسيرات والصواريخ الباليستية والرادارات.
الغواصة النووية «USS Florida»
كشفت مصادر لشبكة «CNN» أن القوات الأمريكية استخدمت الغواصة النووية «USS Florida» خلال الهجوم على اليمن، منوهين إلى أن الغواصة أطلقت صواريخ «توماهوك» الهجومية على مواقع داخل اليمن.
وأكدت الشبكة أن الغواصة دخلت البحر الأحمر في 23 نوفمبر الماضي.
«حق أصيل للدفاع عن النفس»
وفي أعقاب حدوث الضربات، أوضحت كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة البريطانية، اليوم الجمعة، في بيان مشترك مع 8 دول أخرى، أن الهدف من تلك الضربات هو تهدئة التوترات في البحر الأحمر، وأنها حق أصيل للدفاع عن النفس، كما أن ضرباتهم ضد الحوثيين أضعفت قدرتهم على تهديد الملاحة.
وفي بيان مشترك آخر، أكدت حكومات عشر دول أن الضربات التي استهدفت مواقع حوثية فجر اليوم جاءت بناء على الحق الأصيل في الدفاع الفردي والجماعي عن النفس بما يتوافق مع ميثاق الأمم المتحدة.
وجاء في بيان الدول وهي أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وألمانيا وهولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، الذي ورد على الموقع الرسمي للبيت الأبيض أنه «إقرارًا منا بالإجماع واسع النطاق الذي أعربت عنه 44 دولة من مختلف أنحاء العالم يوم 19 من شهر ديسمبر الماضي، وبالبيان الصادر عن مجلس الأمن الدولي يوم 1 ديسمبر الماضي؛ لإدانة هجمات الحوثيين على السفن التجارية التي تمر في البحر الأحمر، قامت حكوماتنا بإصدار بيان مشترك بتاريخ 3 يناير الجاري ودعت فيه إلى الوقف الفوري لهذه الهجمات غير المشروعة، كما حذرنا من أنه ستتم محاسبة الجهات الفاعلة في حال واصلت تهديد الأرواح والاقتصاد الدولي والتدفق الحر للتجارة في المسارات المائية الحيوية في المنطقة.
وأضاف البيان إلى أنه رغم هذا التحذير القوي تواصلت الهجمات في البحر الأحمر، واشتملت على توجيه العديد من الصواريخ والطائرات الهجومية أحادية الاتجاه لاستهداف سفن في البحر الأحمر يوم 9 يناير الجاري، وبما فيها سفن أمريكية وبريطانية.
«بايدن» يصف الضربات بالناجحة
وفي بيان له، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن:«اليوم، بتوجيه مني، نفذت القوات العسكرية الأمريكية- بالتعاون مع المملكة المتحدة، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا، ضربات ناجحة ضد عدد من الأهداف في اليمن التي يستخدمها المتمردون الحوثيون لتعريض حرية الملاحة للخطر، في واحد من أهم الممرات المائية حيوية في العالم».
وأضاف أن هذه الضربات ردًا مباشرًا على هجمات جماعة الحوثي غير المسبوقة ضد السفن البحرية الدولية في البحر الأحمر، بما في ذلك استخدام الصواريخ الباليستية المضادة للسفن لأول مرة في التاريخ، موضحًا:«وقد عرّضت هذه الهجمات أفراد الولايات المتحدة والبحارة المدنيين وشركاءنا للخطر».
وتعقيبًا على الأمر، أوضح وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان نشرته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عبر موقعها الإلكتروني، أن الهدف من الضربات العسكرية المشتركة ضد أهداف عسكرية يسيطر عليها جماعة الحوثي في اليمن تهدف إلى تعطيل وإضعاف قدرات الحوثيين لتعريض البحارة للخطر وتهديد التجارة العالمية في أحد الممرات المائية الأكثر أهمية في العالم.
بريطانيا: سنواصل دورياتنا في البحر الأحمر لردع هجمات الحوثيين
من جانبه، أكد ريشي سوناك، رئيس الوزراء البريطاني مواصلة بلاده دورياتها في البحر الأحمر لردع هجمات جماعة الحوثي، مُضيفًا أن بريطانيا تقوم بتقييم نتائج الضربات في اليمن، والمؤشرات الأولية تقول إن قدرة الحوثيين على تهديد الشحن التجاري قد تلقت ضربة قوية.
كذلك قال وزير الدولة البريطاني للقوات المسلحة، جيمس هيبي:«تحركنا وتحرك الأمريكيين الليلة الماضية كان دفاعًا عن النفس، وندرس اتخاذ المزيد من الإجراءات على أساس فردي».
«طلب لـ «جلسة طارئة بمجلس الأمن»
وفي نفس السياق، طالبت روسيا بعقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي على خلفية الضربات التي شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا على اليمن.
كما قالت وزارة الخارجية السعودية، إن المملكة العربية تتابع بقلق بالغ العمليات العسكرية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر والغارات الجوية التي تعرض لها عدد من المواقع في الجمهورية اليمنية.