لا نهاية للحرب.. إصرار اسرائيلي على القضاء على حماس وابعادها من غزة
أكثر من 100 يوم مرت منذ بدء الحرب الاسرائلية على غزة بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، ومازال الأبرياء يتساقطون في قطاع غزة شهداء بعشرات الآلاف، وفي الوقت التي تصر فيه حركة حماس على الاحتفاظ بالرهائن الاسرائيليين هناك بالتوازي اصرار اسرائيلي على استمرار الحرب لحين عودة الرهائن والقضاء على حماس في ذات الوقت.
الاصرار الاسرائيلي على استمرار الحرب جاء مدعوما من الغرب وبعض الدول الخليجية التي تريد هي الأخرى تغيير حكم حماس في غزة، وابعاد الحركة تماما من القطاع.
فمن جانبه قال نير بركات، وزير الاقتصاد والصناعة الإسرائيلي، إن إسرائيل تُصرّ على ألا تنتهي حملتها ضد حركة «حماس» قبل أن تستسلم الحركة الفلسطينية، وتعيد جميع الرهائن المحتجَزين لديها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وأكد نير بركات، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، اليوم الاثنين: «علينا أن نحصل على الاستسلام التام من حركة حماس، وعلينا استعادة رهائننا، وعلى حماس أن ترفع الراية البيضاء»، وفقًا لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».
وكانت إسرائيل قد أشارت إلى أنها لا تنوي تخفيف الهجوم في غزة، الذي بدأ بعد أن شنّت حركة «حماس» هجومًا من قطاع غزة، في 7 أكتوبر الماضي، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص في جنوب إسرائيل، واحتجاز أكثر من 200 آخرين رهائن.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» للأنباء أن الجيش الإسرائيلي سحب بعض قواته من غزة، في وقت سابق من هذا الشهر، وقال إنه أنجز كثيرًا ما كان يعتزم القيام به في الجزء الشمالي من الأراضي الخاضعة لسيطرة «حماس».
ومع ذلك لا يزال القتال محتدمًا في القطاع، وقال مسؤولون إسرائيليون إن القتال قد يستمر لعدة أشهر، إن لم يكن لفترة أطول. وقد تحوّل جزء كبير من قطاع غزة إلى أنقاض، واستشهد أكثر من 24 ألف شخص، وفقًا لما ذكره مسؤولو الصحة هناك.
وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن إسرائيل تركز معظم هجومها البري والجوي على وسط وجنوب القطاع، في الوقت الحالي.
ويعتقد بركات، وهو عضو في حزب الليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه «لا يوجد بديل آخر» للهزيمة الكاملة لحركة «حماس»، التي تُصنّفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية. وقالت بعض الدول العربية إنه بالإشارة إلى ذلك، وبالنظر لجذور «حماس» العميقة داخل غزة، وحقيقة أنها تدير القطاع منذ عام 2007، سيتعيّن أن يكون لها دور في مرحلة ما بعد الحرب.
وقال بركات: «علينا أن نبحث عن شخص لديه الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، ولا يريد ذبح وقتل ومحو إسرائيل من فوق الخريطة». والمعروف أن «حماس» ملتزمة بتدمير إسرائيل ولا تعترف بالدولة اليهودية.
"اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة، كان له نصيبه هو الآخر من المقترحات والمبادرات الإقليمية والغربية، منها ما يشير إلى ضرورة إخراج "حماس" من القطاع، وعودة السلطة الفلسطينية إلى الحكم، ولكن بعد تنفيذها عدة إصلاحات، وأخرى تدعم فكرة إطلاق حوار فلسطيني للوصول إلى شراكة سياسية استعدادًا للمرحلة المقبلة.
وتدعم الولايات المتحدة، توحيد قطاع غزة مع الضفة الغربية تحت حكم السلطة الفلسطينية، لكن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، شدد، الأسبوع الماضي، على "ضرورة تنفيذ إصلاحات في السلطة لتتحمل مسؤولية الحكم في قطاع غزة".
ولكن رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي، فقد تطرق إلى "عدم وجود مؤشرات حتى هذه اللحظة، تشير إلى أن هناك توافقًا فلسطينيًا داخليًا بشأن ما يجري أو بشأن إمكانية توحيد السلطة الفلسطينية".
وقدمت جهات غربية بدائل للسلطة الفلسطينية في حال تعثر دخولها إلى غزة منها، إنشاء قوات دولية تحت إشراف الأمم المتحدة، أو قوات مشتركة عربية ودولية، لكن وزراء خارجية مصر وقطر والسعودية وفلسطين والأردن وتركيا، شددوا على أنه "إذا أراد العالم أن تشارك الدول العربية، في لعب دور في إعادة إعمار غزة، ودعم السلطة الفلسطينية، فيجب أن يكون هناك مسار تجاه إقامة دولة فلسطينية".
وشدد الكاتب والباحث الفلسطيني سعيد زيداني، على الحاجة إلى "قوات خارجية إما عربية بقيادة دولية أو الأمم المتحدة لكي تساعد على معالجة ليس الأمور المدنية العادية فقط، وإنما أيضًا إعادة بناء قطاع غزة، والحفاظ على الأمن العام".
إسرائيل من جهتها، كشفت عن خطتها للمرحلة التالية من حرب غزة والتي تضمنت عدم سيطرة "حماس" على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، واحتفاظ إسرائيل بالحرية في العمليات العسكرية داخل القطاع.
واستبعدت الخطة الإسرائيلية، التواجد المدني الإسرائيلي في غزة، لكنها أشارت إلى تحميل هيئات فلسطينية مسؤولية القطاع "طالما لم تكن هناك أي أعمال عدائية ضد إسرائيل"، بحسب ما ذكره وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.
ورفضت حركة "حماس" المقترحات التي تتحدث عن حكم غزة، إذ وجه القيادي في الحركة، أسامة حمدان، رسالة إلى واشنطن، قائلًا: "توقفوا عن التفكير في التخطيط لحكم غزة بعد الحرب".
كل هذه المعطيات تؤكد أنه لا وقت محدد لنهاية هذه الحرب التي يدفع فاتورتها الأبرياء في غزة وسط تمترس حماس بالانفاق والاصرار الاسرائيلي الواضح للقضاء على حماس وابعادها من غزة نهائيا.