11 مارس.. حكاية موعد مهم ينتظره جميع المصريين
يصادف يوم 11 مارس المقبل حدثًا استثنائيًا لا يتكرر كثيرًا، وهو موعد بدء الصوم الكبير وشهر رمضان الكريم.
أيام قليلة تفصلنا عن بدء الصوم الكبير وشهر رمضان الكريم ففي سابقة لا تتكرر كثيرا يبدأ الصيامين المباركين في نفس اليوم 11 مارس المقبل، وفق إعلان الكنيسة وحسابات الفلك.
أطول فترة صوم في الكنيسة
ويعد الصوم الكبير أطول فترة صوم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ومدته 55 يومًا، ويكون الانقطاع عن الطعام فيه من 12 ليلا إلى غروب الشمس، وهي أطول فترة انقطاع عن الطعام في أصوام الكنيسة.
وتصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الصوم المقدس لمدة 55 يومًا بدءًا من الاثنين 11 مارس وحتى الأحد 5 مايو عيد القيامة 2024.
وتقسم فترة الصوم الكبير 2024 في الكنيسة إلى الصوم الأربعيني كما صامه السيد المسيح مضاف عليها أسبوع الآلام بالإضافة أسبوع الإستعداد وسبت النور.
يذكر أن الكنيسة تقسم أصوامها إلى درجتين الأولى وهي الأكثر نسكا وزهدا وهي صوم يومي الأربعاء والجمعة، لأنها تذكار خيانة يهوذا الإسخريوطي تلميذ المسيح، ويوم صلب المسيح بحسب الإيمان المسيحي، وكذلك صوم أهل نينوى وأيضًا الصوم الكبير الذي يستغرق 55 يوما متصلة، يضاف اليهم صوم البرامون وهو الفترة التي تسبق عيدي الميلاد والغطاس وتتغير سنويا من يوم إلى ثلاث أيام.
أقدم وصية عرفتها البشرية
بينما أصوام الدرجة الثانية، هي صوم الميلاد المجيد الذي يأتي يوم 25 من شهر نوفمبر سنويًا ويستغرق 43 يومًا متصلة، وصوم السيدة العذراء الذي يحل يوم 7 أغسطس سنويا ويستغرق 14 يوما متصلة، وصوم الرسل الذي يأتي في اليوم التالي لعيد العنصرة سنويا بمدة وموعد متغيرين، وتسمح الكنيسة في هذه الأصوام بتناول المأكولات البحرية.
ويقول البابا شنودة الثالث في كتاب “روحانية الصوم” إن الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية، فقد كانت الوصية التي أعطاها الله لأبينا آدم، هي أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات، من شجرة معينة بينما يمكن أن يأكل من باقي الأصناف، وبهذا وضع الله حدودًا للجسد لا يتعداها.
ومن المقرر أن يترأس البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في مايو 2024 قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية.
فضل شهر رمضان الكريم
أما شهر رمضان الكريم هو الشهر التاسع في السنة القمرية، ويأتي بعد شهر شعبان، ويتبعه شهر شوال، وقد فضله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة؛ لأنه أحد أركان الإسلام، كما أن صيامه فرض على كل مسلم، وعنه قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ).
وكانت كشفت الحسابات الفلكية التى أعدها معمل أبحاث الشمس بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، عن موعد شهر رمضان 2024، حيث تشير الحسابات إلى أن أول أيام شهر رمضان 2024 فلكيا سيكون الإثنين 11 مارس 2024، وعدته ستكون 30 يومًا.
وفي وقت سابق، نشرت دار الإفتاء المصرية، عددًا من الفتاوى الرمضانية، ومن بينها فضل الصيام والقيام وأثره على حياة الفرد والمجتمع.
وأوضح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن شهر رمضان فضّله الله على سائر السَّنَة بنزول القرآن الكريم فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185].
وأضاف شيخ الأزهر، أن الله سبحانه وتعالى ميز هذا الشهر الكريم بأن أمر بصيام نهاره؛ فقال: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: 185].
رمضان هو شهر المغفرة
وأكد فضيلته أهمية الصوم فهو من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع؛ فهو يعوّد الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس، ويربط العبد بربه وخالقه، وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله، وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان.
وتابع: رمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار، ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم، ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها؛ فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.