الهوس الوجداني كلمة السر.. تفاصيل صادمة عن مقتل مُعلمة على يد ابنها في الشرقية
لم تكن تدري "صفاء" المُعلمة بالمعاش التي كدت وتعبت لأجل تربية ولدها "عبدالرازق" وتحملت ما لا يُطاق وفوق طاقتها حين داهمه المرض النفسي مرارًا، أن خاتمة الأمر ستكون بجريمة ربما لن يُعاقب على ارتكابها حين يُنهي حياتها.
بينما تترقب المنطقة القابع داخلها منزل الأسرة في نطاق مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية خيوط ميلاد فجر يوم جديد، ووسط سكون مُطبق كعادة تلك الساعات، شق الصمت صرخاتٍ مدوية مصدرها أم جسدها يتلقى طعناتٍ عدة على يد ولدها الذي ضاقت ذرعًا بمعاناته وذهابه مراتٍ ومرات إلى أحد المستشفيات الخاصة لعلاج الأمراض النفسية على أمل الشفاء.
الطعنات التي طالت جسد الأم بينت التحريات الأولية أن عددها كان أربع في منطقتي البطن والصدر، فضلًا عن جروح قطعية في يديها وظهرها سقطت على إثرها أرضًا لتفارق الحياة غارقة بدمائها أمام أعين من جاء إلى الدنيا عبر رحمها وكبر ليُشاهد موتها بيدها ويتابعها تلفظ آخر أنفاسها وهو مُمسك بسلاح جريمته الذي يقطر دمائها.
دقائق معدوداتٍ فصلت بين ما جرى داخل منزل الأسرة وبين حور الجهات المعنية من إسعاف وشرطة ألقت القبض على الابن وسلاح جريمته، والذي دلت التحريات الأولية على أنه - المتهم - مراقب صحي في وحدة صحية بإحدى القرى التابعة لإدارة ديرب نجم الصحية "مريض هوس وجداني وانفصام بالشخصية منذ عقدين من الزمان دخل على إثرها إحدى مستشفيات علاج الأمراض النفسية الشهيرة عدة مرات" - وأنه من أنهى حياة والدته المجني عليها داخل منزل الأسرة، فيما لا تزال تلك المعلومات قيد التحقق من قِبل الجهات المعنية لبيان مدى صحتها.
البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الشرقية، إخطارًا يفيد بورود بلاغ بالعثور على "صفاء مصطفى" 65 سنة، مُعلم أول بالمعاش، جثة هامدة داخل منزلها في نطاق مركز شرطة ديرب نجم.
بالانتقال والفحص تبين مقتل السيدة جراء إصابتها بطعنات في أنحاء متفرقة بمنطقتي البطن والصدر وجروح قطعية في اليد اليمنى والظهر، وأن وراء ارتكاب الواقعة نجل المجني عليها المدعو "عبدالرازق ال ع م" 36 سنة ويعمل مراقب صحي بإحدى الوحدات الصحية في قرية تابعة لنطاق مركز شرطة ديرب نجم.
التحريات الأولية بينت أن المتهم مريض بالهوس الوجداني وانفصام بالشخصية وسبق دخوله إحدى مستشفيات العلاج النفسي عدة مرات، فيما جرى ضبط المتهم والتحفظ عليه تحت تصرف النيابة العامة، التي طلبت تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابساتها وكيفية حدوثها، وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريح الجثة وبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة.