ماذا يحدث في «ثويتس الجليدي»؟.. نهر يوم القيامة يُهدد بإغراق العالم
حذر العلماء من انهيار الأنهار الجليدية، بسبب الاحتباس الحراري الذي أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وبالتالي بدأت الأنهار الجليدية في الذوبان، وهذا ما يشكل خطر على البشرية والكرة الأرضية.
ومن أبرز الأنهار خطورة في حالة الذوبان نهر ثويتس الجليدي، ويشكل هذا النهر خطر على العالم لأنه يحمل أكثر من نصف متر (1.6 قدم) من الارتفاع العالمي المحتمل في مستوى سطح البحر، ولذلك يسمى هذا النهر بـ «يوم القيامة».
كما أن انهيار «نهر ثويتس» يمكن أن يؤثر على الأنهار الجليدية المجاورة مما يتسبب في ارتفاع المياه في المحيطات إلى ثلاث أمتار، لأن حجم النهر يساوي مساحة ولاية فلوريدا الأمريكية.
وسيكون انهيار نهر ثويتس صداء عالمي، لأنه سيتسبب في ارتفاع منسوب سطح البحر بنسبة 4%، حيث يتخلص من مليارات الأطنان من الجليد سنويًا في المحيط، وقد يؤدي انهيارها الكامل إلى رفع مستوى سطح البحر بأكثر من قدمين.
نتائج الأبحاث حول نهر ثويتس
وتتطابق نتائج الدراسة مع الأبحاث السابقة حول نهر باين آيلاند الجليدي المجاور، وهو أحد أكبر الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية، والذي وجد العلماء أيضًا أنه بدأ في التراجع بسرعة في الأربعينيات.
وقالت جوليا ويلنر، الأستاذة المساعدة في الجيولوجيا بجامعة هيوستن وأحد مؤلفي الدراسة، إن هذا يجعل البحث مهمًا. وقالت لشبكة CNN إن ما يحدث لـ نهر ثويتس لا يقتصر على نهر جليدي واحد، ولكنه جزء من السياق الأكبر للمناخ المتغير.
وأضاف ويلنر: «إذا كان كلا النهرين الجليديين يتراجعان في نفس الوقت، فهذا دليل إضافي على أنهما مجبران بالفعل على شيء ما».
وباستخدام تقنية الاستشعار عن بعد وصور من تحت الماء تم التقاطها بواسطة روبوت، تمكن فريق من الباحثين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من مراقبة العملية مباشرة تحت نهر ثويتس الجليدي لأول مرة.
وقال جيمس سميث، عالم الجيولوجيا البحرية في هيئة المسح البريطانية لأنتاركتيكا والمؤلف المشارك في الدراسة، إن النتائج مثيرة للقلق لأنها تشير إلى أنه بمجرد حدوث تغييرات كبيرة، سيكون من الصعب جدًا إيقافها.
وصرح لشبكة CNN: «بمجرد بدء تراجع الغطاء الجليدي، يمكن أن يستمر لعقود، حتى لو لم يتفاقم ما بدأ».
وأضاف سميث أنه في حين حدثت تراجعات مماثلة في الماضي، إلا أن الغطاء الجليدي تعافى ونمو من جديد. لكن هذه الأنهار الجليدية «لا تظهر أي علامات على التعافي، وهو ما يعكس على الأرجح التأثير المتزايد لتغير المناخ الذي يسببه الإنسان».
كيف تراجع نهر ثويتس
قال سكامبوس، في إشارة إلى ظاهرة النينيو، إن النظام الذي كان بالفعل على وشك عدم الاستقرار «تلقى ضربة كبيرة من حدث طبيعي في الغالب». وقال لشبكة CNN: «الأحداث الإضافية الناجمة عن اتجاه المناخ الاحترار أخذت الأمور إلى أبعد من ذلك، وبدأت في التراجع واسع النطاق الذي نشهده اليوم».
في واحدة من ورقتين تم نشرهما في مجلة “Nature”، بقيادة العالمة بريتني شميت من جامعة كورنيل، وجد الباحثون أن المياه الأكثر دفئًا كانت تشق طريقها إلى الشقوق والفتحات الأخرى المعروفة باسم المصاطب، ما تسبب في ذوبان جانبي لمسافة 30 مترًا (98 قدمًا) أو أكثر في السنة.
وكشفت لقطات جديدة أن نهر ثويتس الجليدي (نهر يوم القيامة) في القارة القطبية الجنوبية يتقلص من أسفل بطريقة أسرع من توقعات العلماء بسبب ذوبان سريع على طول الشقوق في قاعدته.
ويبلغ عرض نهر يوم القيامة، 130 كيلومترا، ويمكن أن يؤدي ذوبانه إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بأكثر من 65 سم خلال القرن المقبل.
وتراجعت النقطة التي يلتقي فيها نهر القيامة بالمحيط وقاع البحر، والمعروفة باسم «خط التأريض»، حوالي 14 كيلومترا منذ التسعينيات وتضاعفت كمية الجليد المتدفقة من المنطقة.
نهر يوم القيامة يهدد العالم
ورأى الباحثون أن الماء الدافئ تسبب في زيادة التشققات، وتسارع الذوبان بشكل أكبر من المتوقع.
وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة Nature، قالت بريتني شميت، عالمة الأرض بجامعة كورنيل، إن «هذه الطرق الجديدة لرصد النهر الجليدي تسمح لنا بفهم أن الأمر لا يقتصر فقط على مقدار الذوبان الذي يحدث، ولكن كيف وأين يحدث ذلك في هذه الأجزاء الدافئة جدا من القارة القطبية الجنوبية».
وقالت شميت لرويترز في مقابلة «الماء الدافئ يتغلغل في أضعف أجزاء الجبل الجليدي ويزيد الأمر سوءا».
صدوع في نهر يوم القيامة
ورصد الروبوت Icefin الشقوق أو الصدوع في قاعدة النهر كما شوهدت الشقوق تتقدم على طول سطح النهر الجليدي، ما دفع العلماء للتنبؤ بأنها قد تلعب يوما ما دورا مهما في انهيار النهر الجليدي.
ويقول بيتر ديفيس، عالم المحيطات في هيئة المسح البريطاني لأنتاركتيكا: «نتائجنا مفاجئة، لكن النهر الجليدي لا يزال في مأزق».