بعد وفاة طالبة العريش.. القصة الكاملة لابتزاز فتاة وتهديدها بصور فاضحة في الجيزة
في حجرتها، اعتزلت الفتاة (م)- طالبة ثانوي- أسرتها، رفضت الحديث معهم لأيام، لم تلبِ طلباتهم على غير عادتها، وحين فاض بها الكيل وحاصرتها الأزمة التي ألمت بها، أخرجت كل ما يجيش في صدرها لأبيها: «يا بابا، بصراحة كنت بحب واحد صاحبي في المدرسة.. بس قطعت علاقتى بيه خالص.. لكنه لم يتركني وشأني استغل صورا خاصة لينا وبعتها لصاحبه والأخير بعتها لى رسالة على (الواتساب) وطلب مني حاجة وحشة.. مش عارفة أعمل إيه؟».
وتضمنت الرسالة ادعاءً من صديق حبيبها السابق إنه «عارف إنك بتاعة شباب!»، مصحوبةً بتهديد: «هفضحك لو معملتيش اللي أنا عايزه»، وفق ما روت الفتاة الضحية لأبيها، والذي اصطحبها إلى قسم شرطة المنيرة الغربية، حيث تقابلا مع المقدم مصطفى الدكر، رئيس المباحث، والذي طالب الضحية بالهدوء: «حقك هيرجع.. ثقي في الكلام ده»، لتنهار: «ابتزني بصور عارية».
إدارة المساعدات الفنية بمديرية أمن الجيزة فحصت ما يحتويه هاتف الضحية من بيانات، وتوصلت إلى صحة ما تقدمت به من بلاغ، كما حدّدت هوية ورقم الهاتف المحمول المرسل منه التهديد والابتزاز والصور الخاصة بالفتاة صاحبة الـ18 عامًا، وبالعرض على اللواء محمد الشرقاوي، مدير المباحث الجنائية بالمحافظة، وجه بالقبض على المتهم بانتهاك حرمة الحياة الخاصة للفتاة عقب استئذان النيابة العامة.
المتهم يُدعى «ب»، اعترف بارتكابه الجريمة أمام المقدم محمد ربيع، مفتش مباحث إمبابة، قائلًا: «صاحبي (ف) كان على علاقة بالفتاة، ولما سابوا بعض، قاللى ابعت لها صور وهي هتمشي معاك، وسمعت كلامه وفوجئت بالقبض عليا».
انتهاك حُرمة الحياة الخاصة
تحريات الشرطة توصلت إلى صحة أقوال المتهم المقبوض عليه، وأن صديق الفتاة السابق هو المحرض، فألقي القبض عليه، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.
«وكانت قد نوهت النيابة العامة في بيان لها، بمناسبة التحقيقات المُجراة بشأن وفاة نيرة صلاح، الشهيرة بـ«طالبة العريش» التي تعرضت لانتهاك خصوصيتها على يد اثنين من زملائها، لأن حرمة الحياة الخاصة مصونة بمقتضى نصوص الدستور والقانون، وأنها ستتصدى بحزم لأي وقائع تتضمن انتهاكا لهذا الحق، كما ستتصدى لظاهرة النشر والتداول على مواقع التواصل الاجتماعي لأخبار من شأنها إثارة الرأي العام وإشاعة الفتن ونشر الكذب دون التريث والتحقق من المعلومات قبل النشر، وذلك للحفاظ على قيم المجتمع وتماسكه أمام أي سلوكيات دخيلة تعمل على تفكيكه وإبعاده عن ثوابته الأصيلة.
تفاصيل التحقيقات في وفاة طالبة العريش
وقررت النيابة العامة حبس المتهمين في واقعة وفاة طالبة كلية الطب البيطري بجامعة العريش، إذ توصلت تحريات الجهات الأمنية إلى أن المتوفاة تعرضت لضغوط نفسية ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها وأرسلتها إلى زميلها (المتهم الثاني) الذي قام بدوره بالتدوين على المجموعة التي تتضمن جميع طلاب الدفعة بالجامعة على تطبيق (الواتساب)، بأن إحدى الطالبات (دون الإشارة إليها تحديدا) لها مراسلات وصور خاصة بها، مهددا إياها بنشرها في الوقت الذي يختاره الطلاب على (الغروب) وصحب ذلك طلبه منها الاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى».
وأضاف بيان للنيابة العامة: «وجهت النيابة العامة للمتهمين الاثنين تهمتي التهديد كتابة بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة المصحوب بطلب (جناية) والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها (جنحة)، وأمرت بحبسهما احتياطيا على ذمة التحقيقات والتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما وبالمجني عليها لاستيفاء الإجراءات نحوها».
وتابع: «اضطلع فريق تحقيق النيابة العامة بالعريش بتتبع خط السير المتوقع للمتوفاة حال مغادرتها حرم المدينة الجامعية حتى توصلوا إلى أحد محال بيع المبيدات الزراعية الذي أقر مالكه لأعضاء النيابة وبالتحقيقات بأن المجني عليها حضرت بسيارة أجرة لطلب شراء حبوب غلة، وعقب إبلاغه لها بعدم توافرها، غادرت.. وقد تحققت النيابة العامة من صحة تلك الرواية عن طريق مشاهدة تسجيلات كاميرات المراقبة الخاصة بالمحل، كما تمكنت عن طريق تلك التسجيلات من تحديد رقم السيارة الأجرة التي كانت تستقلها المتوفاة».