يقتل القتيل ويدور على جثته.. حكاية عريس البراجيل مع صاحب عمره في أرض أوسيم
20 عامًا لم تؤتي أكلها بين "حسام" وصديق عمره"سيد"، صداقة قوية ربطت أواصرها الشابين حتى أن نار الغدر أفسدت ما بينهما من علاقات على أطراف قرية البراجيل، أمسية السبت الماضي.
العاشرة مساءًا؛ جمع "سيد" وصديقه "حسام" لقاء الوداع أمام منزل "محمد" ـ صبي في مغسلة سيارات ـ بعد أن قضوا يوم عمل شاق، حينها طلب الأخير من "سيد" أن يوصلوا الصبي لمنزله:"الوقت متأخر على الواد"، من ثمٌ أعقبها طلبه الأخير: "هنروح نجيب فلوس لأبويا ونرجع" يحكي الأب.
الثانية عشر،عاد "حسام" ولم يعد صديقه "سيد" ثم ذهب لمنزل "سيد" الذي لم يبعد سوى أمتار يسأل والده عنه:"قالي يا عم بركه هو سيد جه من بره.. قلت له شوفه في المغسلة تلاقيه قاعد". حينها كان الجاني نفذ ما خطط له:" خنقه بالكوفية اللي كان لابسها".
الواحدة بعد منتصف الليل، هاتف الأب الخمسيني، نجله"سيد" عدة مرات لكن دون جدوى "قعدت أرن علي ابني تليفونه مغلق ديما"، حينها ذهب لصديقه "حسام" يسأله عن نجله:" قولته فين ابني رد عليه قالي جينا من المشوار وهو نزل يتكلم في التليفون". يكلم الأب حديثه، حينها أظهر كاميرات المراقبة كذب الصديق: "الكاميرا صورته هو رايح وهو جاي كان واحدة". يكمل الأب حديثه.
كالنار في الهشيم ذاع خبر اختفاء "سيد" بين قريته والقرى المجاورة: "لفينا البلد حته حته ومش لقينه، وصاحبه اللي قتله ده كان بيدور معانا" حتى قبيل الفجر:"روحنا الأقسام والمستشفيات وبرضوا مش لقينه.. كُنا نروح اي حته بعيده عن مكان يقول أنا دورت هنا". يقولها احمد صديق الضحية.
7 ساعات مضنية استمرت فيها مساعي الأهالي في البحث عن المفقود لكن جميعها باءت بالفشل. حتى كانت الطامة الكبرى صبيحة اليوم التالي حينما عثر الأهالي على "سيد" جثة هامدة (تظهر عليها آثار خنق وعليها حجر كبير) وسط قطعة أرض لم تبعد كثيرا عن طريق أوسيم البراجيل، لكن فوجئ الأب بشئ غريب وهو أن صديقه اختفى.
بعد اختفاء حسام ثارت الشكوك حول علاقته بالواقعة، وهو ما أكدتها رؤية كاميرات المراقبة حيث كان المجني عليه رفقة "حسام"، وليس كما قال الصديق لوالد المتوفى الذي أبلغ الشرطة بما حدث.
نحو 5 ساعات احتاجها رجال البحث الجنائي في تدقيق المعلومات، عقب تلقيهم بلاغ من الأهالي بالعثور على قتيل وسط شكوك أسرته بأن الجاني صديقه كونه آخر لقاء جمعهما على أطراف القرية محل البلاغ، حتى تمكنوا من ضبط الجاني عقب هروبه بعد ارتكابه لفعلته، وبتضييق الخناق عليه أقر بارتكابه الجريمة.
يصف الأب المكلوم ما جرى لابنه على صديق العمر: "خنق ابني بالكوفية واخد فلوس الجمعية وإيراد المغسلة"، يحاول الأب أن يستجمع قواه وأن يحبس دموعه دون جدوى:" ابني اللي كان سندي وضهري راح.. صاحبه كان عارف أن محتاج كل قرش عشان يتأجر شقة ويتجوز فيها"
48 ساعات ظل فيها جثمان "سيد" داخل مشرحة زينهم وعقب انتهاء الإجراءات صرحت النيابة بدفن الجثمان لمثواه الأخير بمقابر الأسرة وسط حزن الأهالي، بعد توقيع الكشف الطبي على جثته، لتحديد أسباب الوفاة.
وأدعى وكيلي ورثة أهلية المجني عليه المحاميان سعيد حواش وأحمد السقيلي، مدنيا بمبلغ مليون وواحد على سبيل التعويض المؤقت في القضية.
ورد بلاغا من الأهالي مفاده بالعثور على جثة شاب مقتول وسط أرضي زراعية بمنطقة البراجيل، على الفور انتقلت قوة امنية من رجال المباحث إلى محل البلاغ وبالفحص تبين العثور على جثة "سيد" عشريني جثة هامه، تم نقله غلى المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
تحريات الأولية التي أشرف عليها رئيس مباحث القسم أشارت إلى أن واتهام صديقه "حسام" بالتورط في الجريمة، وأمكن ضبط الجاني وأدلي بإعترافته امام رجال المباحث.
وجري اتخاذ الإجراءات القانونية.