محمد قتل والدته وقطع أخته.. ماذا حدث في جريمة عيد الأم بالشرقية؟
"أمك والباقي تعوضه الأيام".. حكمة تؤكد معنى وقيمة من يكرمك الله لأجلها ويجعل المكوث بين قدميها في طاعة كأنه والجنة سواء، إلا أن ما لاقته "نجفة" - الأم التي بدأت للتو عامها الأول بعد الستين من عمرها - فاق حد العقوق والتنكيل على يد فلذة كبدها الذي جاء إلى الدنيا من رحمها قبل نحو ثلاثة وعشرون عامًا.
في الوقت الذي كانت الإذاعات تصدح بأناشيد وعبارات تكريم الأم في يوم عيدها "21 مارس" كانت "نجفة" كعادة أي أم مصرية لا ترجو غير سعادة ابنائها، وقد بدأت للتو تجهيز وجبة الإفطار بعدما فرغت من صلاة الظهر، لكن بينما يعم الهدوء المكان تبدلت الأمور على يد ابنها "محمد" ذاك الشاب العشريني غريب الأطوار الذي سولت له نفسه سفك الدماء.
خلافًا بسيطًا لا يذكر تفاصيله أحد دب بين الشاب وشقيقته "إسلام" ربة المنزل التي تكبره بنحو ثلاث سنوات، ليهرول ناحية المطبخ ويعود حاملًا سكينه ويهم بالتعدي على أخته وتقطيع بطنها وظهرها ويديها اليمنى واليسرى وكأنها فريسته التي لن يترك فيها قطعةً على حالها.
لم تستوعب الأم "نجفة" بشاعة ما تراه من مشاهد دموية متلاحقة بطلها السيء ابنها وضحيتها ابنتها، وبينما تحاول منعهما كانت يد ابنها وسكينه أقرب إلى روحها ليطعنها ويودي بحياتها وتخر صريعة ودمائها تختلط بدماء ابنتها وولدها الذي طالته طعنة استقرت في بطنه ونفذت إلى داخل جسده بما كسبت يداه من شرٍ وعقوق.
نحو الساعة الواحدة والنصف كان عربات الإسعاف تتراص أمام منزل الأسرة في منطقة "مساكن أحمد حلمي" وسط بندر قسم شرطة فاقوس في محافظة الشرقية، وبين هذا وذاك امتلأت ساحة المنطقة الناس والجميع يسأل ويُجيب ويخبر الناس بعضهم بعضًا: "محمد قتل أمه وقطع جسم أخته بالسكين".
تبع حضور عربات الإسعاف رجال الأمن والبحث الجنائي في قسم شرطة فاقوس، وتبع التحريات إجراء المعاينة الجنائية قبل نقل جثة الأم المقتولة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق وانتداب أحد الأطباء الشرعيين لتشريحها وبيان سبب الوفاة وكيفية حدوثها.
داخل مستشفى فاقوس المركزي أجريت عملية جراحية لـ"محمد" لرأب الطعنة النافذة التي أصابت بطنه، في الوقت الذي كان خلاله أطباء المستشفى يقدمون الإسعافات الطبية والعلاجية اللازمة وينتهون من تقطيب جروح شقيقته.
تحرر عن ذلك المحضر رقم 2005 جنح قسم شرطة فاقوس لسنة 2024، وبالعرض على النيابة العامة قررت التحفظ على الابن المتهم "محمد م" في المستشفى لحين تعافيه، قبل أن تأمر بحبسه على ذمة التحقيقات بتهمة قتل والدته "نجفة م" ربة منزل في الستين من عمرها، والشروع في قتل شقيقته "إسلام" ربة منزل عمرها 26 عامًا، مع مراعاة التجديد له في الموعد القانوني.