في العشر الأواخر من رمضان.. هل يجوز الدعاء على من ظلمني؟
يبذل الصائمون جهودهم للفوز بـ ليلة القدر خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، والتي اقتضى المولى عز وجل أن تكون مخفية بين ليالي العشر الأواخر، وذلك ليجتهد العابد في طلبها، ويظفر بهذه الليلة المباركة المسلم الأكثر تقربًا واخلاصًا في الأعمال، فقال الله في كتابه العزيز: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 5]
ومن ضمن عبادات ليلة القدر التي يقوم بها الصائمون، الدعاء والتضرع إلى المولى عز وجل، ويتخذ بعض الأشخاص هذه الأيام المباركة فرصة للدعاء على من ظلمهم.
من هنا نوضح هل يجوز الدعاء على الظالم في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك؟، أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني أنه يستحب أن تردّ الإساءة بالمعروف.
وتابعت «الإفتاء» اذكر قوله تعالى: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: 34]، ولا ينبغي الدعاء على المسلم بالمرض؛ لأنه إيذاءٌ له وضررٌ به.
كما أوضح الدكتور محمود شلبي أمين، الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر بث مباشر سابق على الصفحة الرسمية لـ «الإفتاء» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الشرع الشريف يدعو دائمًا إلى أن يكون الإنسان حسن الخلق، ولا يكون معاديًا أو ظالما، فالظلم ظلمات يوم القيامة.
وأضاف أن هناك أشخاصا لا يُردُّ لهم الدعاء منهم الوالدان والصائم والمظلوم، لافتًا أنه ورد حديث عن أبي هريرة قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين».
فيما أردف أنه يجوز للمظلوم أن يدعو على الشخص الذي قام بظلمه، فالفقهاء أشاروا بجواز ذلك الأمر ولا حرمة فيه.
مع ذلك، نصح «شلبي» المظلوم بالعفو، فقد تحصل على أجر العافين عن الناس، ولكن إن رفض ذلك فلا شيىء عليه.