بين ترند السوشيال ونصوص القانون.. هل أصبح سكان القاهرة من الأقاليم؟
بالتزامن مع نقل مقر مجلس النواب إلى العاصمة الإدارية الجديدة، والذي شهد حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي لمدة رئاسية جديدة، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عددًا من المنشورات الساخرة التي تتحدث عن تحول سكان العاصمة القاهرة إلى «سكان أقاليم».
ورغم أن العاصمة الإدارية تقع ضمن نطاق محافظة القاهرة، لكنها تبعد عن المدينة بنحو 60 كيلو مترًا، الأمر الذي اعتبره البعض انتقالا لمقر الحكم من القاهرة بعد أن دام لأكثر من 1100 سنة.
ورغم عدم دقة الطرح كون «العاصمة الإدارية» تقع بالفعل في محافظة القاهرة، إلا أن عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا الأمر بتهكم على مدينة القاهرة، الذين ظلوا يتباهون على مدار حقب زمنية بأنهم أهل العاصمة ومن دونهم أقاليم، لكن الوضع أصبح مختلفا بعد الآن.
وانتشر منشور على منصات التواصل الاجتماعي يقول: «لأول مرة منذ ألف سنة، سكان القاهرة هيبقوا بكرة أقاليم... يا أقاليم!»، مرفق صورة للفنانة الطفلة «ريما» من مسلسل «خلي بالك من زيزي»، إيماءً لكلمتها الشهيرة «يا فلاحة».
بينما تساءل صاحب أحد الحسابات على منصة «إكس»: «هو كده القاهرة حتبقى أقاليم زيها زي أبوحمص والروس حتتساوى ولا إيه؟ الكلام خلاص بقى فيه عاصمة جديدة وخرجنا من عباءة القاهرة».
وعلى غرار النكات التي تلصق بأهل الصعيد كتب أحد المتابعين: «مرة واحد قاهراوي دخل فيلم لقاه مكتوب عليه 18+ راح جايب 17 واحد من قرايبه»
منشور آخر يفترض حوارا بين أحد سكان العاصمة الإدارية وأحد قاطني قاهرة المعز، لينتهى باعتبار الأخير أحد سكان أقاليم مصر.
منشور آخر ساخر يتشفى في سكان محافظتي القاهرة والجيزة قائلًا: «قلبي عند بتوع الجيزة والقاهرة اللي كانوا طول عمرهم بيقولوا إحنا العاصمة وباقي المحافظات أقاليم.. عشان بقوا أقاليم هم كمان خلاص» 😂
فيما نشر حساب آخر تغريدة لحوار ساخر بين زوجين من سكان القاهرة على غرار حوار الفنان سمير غانم والفنانة شيرين في مسرحية المتزوجون: سكان القاهرة: هو إحنا كده هنبقى أقاليم يا مسعودي.. فشر إحنا هنبقى موالي وأهل ذمة يا روحي».
بعيد عن التريند.. هل أهل القاهرة أصبحوا أقاليم؟
لكن بعيدًا عن التريند فهل بالفعل أصبح سكان القاهرة والجيزة من أقاليم مصر وليسوا أهل العاصمة؟
العاصمة الإدارية الجديدة مدينة جديدة من مدن الجيل الرابع، وتُديرها شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، أُنشئت المدينة بقرار رئيس جمهورية مصر العربية عبدالفتاح السيسي رقم 57 لسنة 2016
والذي نص في مادته الأولى على إنشاء العاصمة الإدارية في «الأراضي الواقعة جنوب طريق القاهرة / السويس البالغ مساحتها (١٦٦٦٤٥) فدانًا شرق الطريق الدائري الإقليمي، (۱۷۵۷۱) فدانًا غرب الطريق الدائري الإقليمي».
أي أنها في بداية الأمر لم تكن تتبع محافظة القاهرة، لكن في يونيو 2022 وافق مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن تعديل الحد الشرقي لمحافظة القاهرة، بحيث تضم مساحات أراضى العاصمة الإدارية الجديدة وامتدادها، ليصدر القرار الجمهوري في يوليو 2022 رقم 314 لسنة 2022 بتعديل الحد الإداري الشرقي لمحافظة القاهرة.
ويُلزم الدستور المصري وجود البرلمان داخل نطاق القاهرة، ما يستلزم تبعية العاصمة الإدارية الجديدة لمحافظة القاهرة، وفقًا لما جاء في نص المادة 114، التي تقول: «مقر مجلس النواب مدينة القاهرة، ويجوز له في الظروف الاستثنائية عقد جلساته في مكان آخر، بناءً على طلب رئيس الجمهورية، أو ثلث أعضاء المجلس.. واجتماع المجلس على خلاف ذلك، وما يصدر عنه من قرارات، باطل».
معلومات عن القاهرة الكبرى
وتقع القاهرة على الضفة الشرقية لنهر النيل، ويحدها من الشمال محافظة القليوبية، من الناحية الشرقية والجنوبية الظهير الصحراوي، ومن الناحية الغربية نهر النيل ومحافظة الجيزة، وهناك أيضا ما يعرف باسم إقليم القاهرة الكبرى، وهو كيان إداري يضم بالإضافة إلى مدينة القاهرة، مدينة الجيزة وبعضًا من ضواحيها ومدينة شبرا الخيمة من محافظة القليوبية.
نشأة قاهرة المعز
يعود تاريخ نشأة القاهرة إلى العصر الفاطمي حين حكم الفاطميين لمصر، حيث نجحت الدولة الفاطمية في المغرب في الوصول إلى حكم مصر في عهد خليفتها المعز لدين الله الفاطمي.
ووضع قائد جيوشه جوهر الصقلي يوم 17 شعبان 358 هـ،الموافق 6 يوليو عام 969 م حجر أساس مدينة القاهرة لتكون عاصمة جديدة لمصر «شمال مدينة القطائع» أسماها القاهرة وشيد بها «جامع الأزهر» والذي يعد أشهر جامعة إسلامية في العالم، وقد اتخذ هذا التاريخ «6 يوليو» ليكون عيدًا قوميًا للمحافظة.
ومن العصر الفاطمي حتى الأيوبي والمملوكي.. شهدت القاهرة أرقى فنون العمارة الإسلامية التي تمثلت في بناء القلاع والحصون والأسوار والمدارس مثل قلعة صلاح الدين ومدرسة السلطان برقوق ومدرسة الأشرف قايتباي وخان الخليلى ومسجد الرفاعي ومسجد الحسين وغيرها.
أطلق على القاهرة العديد من الأسماء، فهى مدينة الألف مئذنة كما سماها الرحالة القدماء بذلك لكثرة الجوامع المبنية فيها ومدينة مصر المحروسة وقاهرة المعز.