لأول مرة.. العلماء يكشفون حقيقة القمر
يعتبر القمر بشكله وطبيعته علامة استفهام كبرى لدى العلماء، يحاولون إيجاد حل واحد يفسر ما يروونه على سطح الجسم المعتم، فأحدث ما توصلوا إليه كان بمثابة مفاجأة كبرى عن تكوين القمر ونشأته.
فقد توصل العلماء إلى فكرة أن القمر قلب نفسه من الداخل إلى الخارج ليشكل سطح الفوهات الذي نراه اليوم، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وجمع الباحثون بين عمليات المحاكاة الحاسوبية والبيانات لإظهار كيف غرقت محيطات الصهارة ثم ارتفعت إلى سطح القمر مرة أخرى على مدى مليارات السنين لتشكل شكله الحالي.
يقول علماء الفلك إن محيطات الصهارة هذه تقلبت على مدى آلاف السنين بسبب عدم استقرار الجاذبية، ويوضح فريق البحث الأمريكي إن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تقدم رؤى مهمة حول تطور قمرنا وحتى احتمالية تطور كواكب مثل الأرض والمريخ.
منذ حوالي 4.5 مليار سنة، اصطدم كوكب صغير بكوكبنا الشاب، مما أدى إلى قذف الصخور المنصهرة إلى الفضاء، وعلى مدى آلاف السنين الماضية، تجمع الحطام الناتج ببطء، ثم تم تبريده وتصلبه، لتشكل قمرنا.
ومع ذلك، فإن تفاصيل كيفية حدوث هذه العملية ظلت حتى الآن محل نقاش كبير من قبل علماء الفلك، فقد تأتي معظم معرفتنا حول أصول القمر من تحليلات العينات الصخرية التي جمعها رواد فضاء أبولو منذ أكثر من 50 عامًا، بالإضافة إلى النماذج النظرية.
وأظهرت عينات من صخور الحمم البازلتية تركيزات عالية بشكل مدهش من التيتانيوم، في حين وجدت عمليات رصد الأقمار الصناعية في وقت لاحق أن هذه الصخور البركانية الغنية بالتيتانيوم تقع في المقام الأول على الجانب القريب من القمر.
لكن كيف ولماذا وصلوا إلى هناك ظل لغزا حتى الآن، وبما أن القمر تشكل بسرعة وساخنة، فمن المحتمل أنه كان مغطى بمحيط من الصهارة العالمية.
ومع تبريد الصخور المنصهرة وتصلبها تدريجيًا، شكلت عباءة القمر والقشرة اللامعة التي نراها عندما ننظر إلى القمر المكتمل ليلًا.
وأوضح ويجانج ليانج، الذي قاد البحث كجزء من رسالة الدكتوراه في مختبر القمر والكواكب (LPL) بجامعة أريزونا: "نظرًا لأن هذه المعادن الثقيلة أكثر كثافة من الوشاح الموجود تحتها، فإنها تخلق عدم استقرار في الجاذبية، وتتوقع هذه الطبقة لتغوص بشكل أعمق في باطن القمر".
وفي آلاف السنين التي تلت ذلك، غرقت تلك المادة الكثيفة في الداخل، واختلطت مع الوشاح، ثم ذابت وعادت إلى السطح مع تدفق الحمم البركانية الغنية بالتيتانيوم التي نراها على السطح اليوم.
وقال المؤلف المشارك الدكتور جيف أندروز هانا، الأستاذ المشارك في LPL: "لقد قلب قمرنا نفسه حرفيًا رأسًا على عقب".