حملت منه وأجهضت الجنين.. حكاية ريكو وإسراء تنتهي بجثة في صندوق قمامة
داخل عيادة طبيب وقفت "إسراء" آنسة 23 عامًا، -سودانية الجنسية تقيم بمصر حاليًا-، تتلوى من الألم الذي يتزايد مع الوقت في بطنها، لا تعلم أن بانتظارها فحص طبي يليه كلمة "مبروك أنتي حامل" ليزداد ألم الفتاة.
ما أن طرقت الكلمة مسامع الفتاة، حتى شرد عقلها بالذكريات لقرابة عام مضى، حينما التقت بعشيقها "ريكو" سوداني الجنسية، الذي ارتبطت به رغم خطبتها قبل عامين من "سعد" الذي لم تنفصل عنه حتى هذا الوقت المشؤوم.
الفتاة تداركت الأمر سريعا بابتسامة زائفة علت وجهها الشاحب قبل مغادرتها العيادة حتى لا ينكشف أمرها أمام الطبيب؛ بينما في هِمة هاتفت عشيقها "ريكو"، لتخبره بحملها فما كان رده عليها سوى: "خلاص لما نتقابل نشوف حل" ـ حسبما سردت الفتاة في التحقيقات.
في محاولة من "ريكو" للتهرب من فعلته أغلق جواله لـ 30 ليلة، دون أن يتقابل فيها العشيقان، حتى التقيا داخل كافيه -محل عمل الفتاة- كعادتهما، حينها اتفقا على أن يجدا حلًا لخطيئتهما لكن دون جدوى "كنت خايفة أقول لأي حد اني حامل".
أواخر مارس 2023، لاحظ "سعد" خطيب الفتاة، علامات الحمل على خطيبته أثناء زيارته لها، لكنها بررت الموقف "تعبانه وعندي انتفاخ مش أكتر"، دون أن تفصح له عما حدث لها "خايفة أقوله ليقول لأهلي"، حسبما قالت الفتاة بالتحقيقات.
شكوك الحمل
اشتد ألم الحمل على "إسراء" حينما انزلقت قدماها داخل الحمام ما جعلها تأن ليل نهار دون أن تخبر أحد من أسرتها، لكن "انتفاخ بطن" الفتاة أثار شكوك شقيقتها ومن قبلها والدتها عقب وصولها بأيام من الخرطوم إلى مصر: "ماما سألتني مالها بطنك منفوخة في إيه؟.. قولتلها ده انتفاخ"، وفق أقوال الفتاة.
وذات أمسية وأثناء تبادل الأخوات أطراف حديثهن داخل حجرتهن، فاجأت "إسراء" شقيقتيها "أنا حامل!". الأمر الذي أغضب الأختان، فيما تشاجرا معها على فعلتها:"مين اللي عمل فيكي كده؟"؛ قصت لهما "إسراء" حكايتها وطالبتهما بعدم فضح أمرها أمام والدتها "خايفه أقول لماما تروح فيها"، بينما خططت للتخلص من جنينها دون أن ينكشف أمرها أمام خطيبها.
حال جلوس "إسراء" مع صديقاتها على إحدى المقاهي الشعبية بفيصل، تعرفت على فتاة سودانية روت لها حكايتها فدلتها على"هيفاء" من ذات الجنسية، لم تتردد العشرينية لحظة "رحت قلت لها أنا حامل وازاي اتخلص منه"، اتفقت الأخيرة على أن تُعطي الفتاة "حبة إجهاض"، مقابل 250 جنيهًا على أن تسدد 150 جنيها كـ"عربون" والباقي عند الاستلام "أدتني البرشامة وخدت 100 جنيه". تستطرد "إسراء" حديثها أمام.
التخلص من الجنين
الخامسة فجرًا ومع خلو الشوارع من المارة وبعد أن تأكدت "إسراء" من إجهاض جنينها ووضعه داخل شنطة بلاستيك، اصطحبت شقيقتها الصغيرة لإلقاء القمامة في مكان قريب من مسكنهما، بعد أن نفذت مخططها دون أن يراها أحد، لكن في الصباح عثر أحد عمال النظافة على الجثة حال قيامه بتفريغ الصندوق.
مع شروق الشمس دلفت الفتاة لغرفة نومها لتنال قسطا من الراحة، لكن ثمة طرق كثير على باب الشقة أيقظها من وهلة نومها لتتفاجئ برجال الشرطة "تعالي معانا القسم وأنتي تعرفي!" فقد رصدت كاميرات المراقبة الفتاة وهي تلقي "كيس بلاستيك" به جثة في مقلب قمامة رفقة أخرى.
وأمام رجال الشرطة أقرت العشرينية بتخلصها من جنينها خشية افتضاح أمرها "كنت خايفة أقول لحد أني حامل".
واعترفت المتهمة أمام جهات التحقيق أنها بيتت النية وعقدت العزم على قتل جنينها مع سبق الإصرار معللة "أنا عملت كده بس مش قصدي أقتله". مضيفة أنها خططت للتخلص من جنينها عقب علم شقيقتها بذلك "نزلت الشارع قابلت بنات سودانين على القهوة كنت بسألهم على حد بيبع برشام انزل بيه الجنين، فقالوا لي في واحدة اسمها "هيفاء" ووصفوها ليا، رحت قولتلها انى حامل وحسيت بوجع وعايزة برشامة تنزل الجنين".
وأضافت تحقيقات النيابة العامة أن المتهمة قامت بإخفاء جثة الجنين بوضعه في كيس أبيض اللون بداخل كيس أسود، وألقته بصندوق قمامة قاصدة من ذلك إخفائه لعدم اكتشاف أمرها، وذلك بعد أن تناولت عقاقير دوائية تسببت في إجهاض الجنين ونتج عن ذلك وفاته في الحال.
وأحالت النيابة العامة القضية رقم 20987 لسنة 2023 جنايات بولاق الدكرور والمُقيدة رقم 4751 لسنة 2023 كُلي جنوب إلى محكمة جنايات جنوب الجيزة.
وأدانت المحكمة المختصة المتهمة "إسراء" بالسجن لمدة 6 أشهر.