مأساة منة.. احترفت التسول وهربت من الكتعة وعادت لأسرتها بعد 7 سنوات
لم تتحمل "منه" التي لم يتجاوز عمرها الـ12 سنة، اعتداءات زوجة والدها الذي تزوجها بعدما ماتت والدتها من أسبوع، وتعذيبها، لرفضها العمل بـ"بيع مناديل"، وقررت الهروب.
قبل أن تنفذ قرارها، نشطت ذاكرتها على ما حدث معها منذ سبع سنوات، عندما كانت رفقة والديها بمنطقة الحصري وأثناء لهوها أوقفتها السيدة التي ادعت أنها أمها (السيدة التي ماتت)، وخطفتها وأوتها مع زوجها بمنزلهما وتعدت عليها بالضرب ولسعها بلهيب من النار، وإجبارها على بيع المناديل الورقية بالشوارع. فلم تجد المراهقة الصغيرة مفرا من تنفيذ قرارها، وهربت من منزلها.
قصة "منة" المأساوية بدأت بحسب ما قالته أمام محكمة الجنايات بإنها منذ سبع سنوات تقريبًا كانت برفقة والديها بمنطقة الحصري وحال لهوها أوقفتها المتهمة الأولى وأبدت لها رغبتها في اصطحابها للإقامة معها فانصاعت لها فأوتها الأخيرة والمتهم الثاني بمنزلهما وأتبعت بتعدي سالفي الذكر عليها بالضرب بعصى خشبية ولسعها بلهيب من النار فضلا عن إجبارها حال مراقبتها من المدعوة شهد أحمد رمضان على بيع المناديل الورقية بالشوارع وإلزامها بجلب مبلغ 200 جنيه يوميًا وفي حالة عدم إتيانها ذلك المبلغ يتعديا عليها وأكملت بأنه جراء تلك الأفعال معها تركت المعيشة مع سالفي الذكر منذ أسبوع تقريبًا.
وقالت "سومة"، 56 سنة، (السيدة التي نشرت صورتها على السوشيال ميديا) بائعة في التحقيقات إنها حال توجهها لعملها أبصرت المجني عليها الطفلة مستلقية أرضًا وأسفل رأسها حقيبة بلاستيكية من أوراق صحية "مناديل ورقية" وبها بعض الإصابات فاسترعى ذلك انتباهها فتوقفت للاستفسار منها أجابت بوفاة والدتها منذ أسبوع تقريبا وبفرارها من والدها لقيام زوجة والدها بتعذيبها، وأنها تبيع المناديل الورقية مما دفعها إلى إبلاغ الشرطة بالواقعة.
وقال محمد رمضان والد الطفلة منة، 46 سنة، عامل بقيام المتهمة الأولى بخطف طفلته منذ عام تقريبًا وأنه بالبحث عنها لم يجد لها أثر حتى فوجئ بصورة نجلته على مواقع التواصل الاجتماعي فذهب للقسم لاستلامها.
كشفت تحقيقات النيابة العامة قيام المتهمين "سيدة.ر.أ"، 36 سنة، ربة منزل، "ماهر.س.أ"، 54 سنة، بدائرة قسم الهرم بمحافظة الجيزة بارتكاب جريمة الاتجار بالبشر بتعاملهما في الطفلة منة محمد، والتي لم تبلغ من العمر 12 عامًا بأن اختطفتها المتهمة الأولى لمسكنها واستغلا حالة الحاجة والضعف لها مهددين إياها بالإيذاء البدني إن لم تنصع لأمرهما وتعديا عليها ضربًا فأضحت تحت سيطرتهما واستخدمها في أعمال التسول وبيع المناديل الورقية وكان ذلك بقصد استغلالها في الحصول على منافع مادية لهما.
وأضافت التحقيقات قيام المتهمين بحجز المجني عليها الطفلة "منة" عقب اقتراف المتهمة الأولى جرم - محل الاتهام الخامس – بأن استغلا إبعادها عن ذويها وصغر سنها وإخضاعها لسيطرتهما وأعاقا مبارحتها للمنزل حارمين إياها من حريتها وقد اقترنت ذلك بتعذيبات بدنية مهددين إياها بالإيذاء بأن انهالوا عليها ضربًا بأنحاء متفرقة بجسدها وبإحراق أجزاء من جسدها وتمكنا بتلك الوسيلة القسرية من شل مقاومتها وإعدام إرادتها وبلغا من ذلك مقصدهما.
وأكدت التحقيقات قيام المتهمة الأولى بخطف الطفلة المجني عليها بأن استدرجتها تحيلا مستغلة صغر سنها وتواجدها بمفردها بعيدًا عن ذويها بالطريق العام إذ أوعزت لها بترك مكانها والذهاب معها لإنفاذ جرمتها محل الوصف الأول، فتمكنت بذلك من انتزاعها من بيئتها الطبيعية وإبعادها عن ذويها وأعين مراقبيها.
وفي النهاية عاقبت محكمة جنايات القاهرة، سيدة وزوجها لخطفهما طفلة واستغلالها في أعمال التسول بمنطقة الهرم بمحافظة الجيزة بالسجن المشدد 5 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه وألزمتهما المصاريف الجنائية.