ذكرى الخيانة.. لماذا تمنع الكنيسة القبلات والأحضان خلال الـ3 أيام الأخيرة من أسبوع الآلام؟
دخل مسيحيو العالم في "“أسبوع الآلام”" مساء الأحد الماضي، وذلك عقب انتهاء قداس أحد الشعانين. ويُعدّ هذا الأسبوع من أهم الأسابيع المقدسة في الديانة المسيحية، ويتميز بصلوات وطقوس خاصة تُقام خلاله.
منع التقبيل يوم الخميس
ويعتبر الأقباط أسبوع الآلام أقدس أيام السنة وأكثرها روحانية من خلال الأبتعاد عن مظاهر الفرح والغاء كافة الحفلات، والصوم فيه في أعلى درجات النسك أكثر من أي وقت آخر، وتقام خلال أسبوع الآلام، صلوات "البصخة المقدسة".
واعتاد الأقباط عددا من التقاليد التي يتبعونها خلال هذا الأسبوع، الذي يعتبر الأقدس لديهم خلال العام، حيث يمثل أحداث تسليم السيد المسيح وصلبه وآلامه، ثم ينتهي بقيامته من الموت في اليوم الثالث، وفق العقيدة المسيحية.
ويقوم الأقباط بعدد من العادات من خلال ربط حياتهم اليومية بطقوس أسبوع الآلام، واختاروا ما يلائمه من ملابس ومأكولات وممارسات تتوافق مع هذا الأسبوع الحزين وصلواته المقدسة.
قبلة "يهوذا" الخائن
نصت طقوس الكنيسة على منع التقبيل تماما منذ ليل الأربعاء وطوال يوم خميس العهد، وحتى الانتهاء من قداس العيد يوم سبت النور، وذلك لتذكير الأقباط بقبلة "يهوذا" كقبلة خائن، والتي هي علامة لتسليم يهوذا أحد تلاميذ المسيح له وهو ما قاله السيد المسيح وورد في النص الإنجيلي: "أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟".
نفورا من القبلة الخائنة
فمن ضمن أحداث "أربعاء البصخة"، قبلة يهوذا الخائنة والتي بها سلم السيد المسيح، وفى قداس خميس العهد لا يقول الشماس "قبلوا بعضكم بعضًا"، ولا يقول هذا أيضا فى قداس سبت النور، كل ذلك لكى تغرس الكنيسة فى أذهان المؤمنين نفورا من القبلة الخائنة ومن خيانة يهوذا لمعلمه.
وتذكارا لخيانة يهوذا، تصوم الكنيسة كل أربعاء طوال السنة محتجين على التآمر على السيد المسيح، هذا التآمر الذى اشترك فيه يهوذا أحد تلاميذه بخيانة بشعة وفى البصخة ينشد المؤمنون كلهم مديحة تبكيت يهوذا.
ويهوذا الإسخريوطي، هو تلميذ السيد المسيح، من بين اثني عشر تلميذا، يمثل أشهر تجسيد للخائن في تاريخ المسيحية، ذكره العهد الجديد من الكتاب المقدس عشرات المرات بالسلب، متهما إياه بخيانة السيد المسيح وتعاونه مع الرومان الذين كانوا يحتلون القدس وقتها، وتسليمه لهم وصلبه وفقا للمعتقد المسيحي.
خميس العهد وغسل الأرجل
يتميز طقس قداس خميس العهد بقيام الكاهن بغسل أرجل الشمامسة والرجال، اقتداء بما قام به السيد المسيح في هذا اليوم بغسل أرجل التلاميذ، وهو يعبر عن العشاء الأخير للسيد المسيح مع التلاميذ قبل أن يسلم لأيدى الجنود الرومان على يد يهوذا الخائن.
خروج النور المقدس
سبت النور سمى بهذا الاسم تعبيرا عن خروج النور المقدس من قبر المسيح، يوم السبت السابق لعيد القيامة، وفيه تصلى الكنيسة قداس العيد الذى يمتد حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، وتتلقى خلاله الكنيسة التهانى بعيد القيامة.
وفي وقت سابق، قال قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، إنه يجب خلال أسبوع الآلام ألا ننشغل باي شيء وأن يوجد في كل بيت نموذج للصلبوت تجتمع حوله الأسرة للصلاة.
وأضاف البابا، أنه من الممكن أن تستخدم أثناء الصلاة "صليب وشمعة وكتاب طقس أسبوع الآلام وإشارة سوداء من القماش" ونتابع الصلوات بألحانها البسيطة التى يحفظها معظم الأقباط.
وتابع قائلا، إن قراءات أسبوع الآلام عميقة وغنية روحيا وتضم أجزاء من العهدين القديم والجديد إلى جانب عظات وشرح للأباء.
وبدأ الأقباط الصوم الكبير في 11 مارس الماضي، والذي تبلغ مدته 55 يوما، وينقسم الصوم الكبير، حسب طقس الكنيسة، إلى أسبوع الاستعداد، والأربعين يوما المقدسة، التي صامها السيد المسيح صوما انقطاعيا، "أى 7 أسابيع أو 7 آحاد" وتنتهي الأحد الموافق 5 مايو المقبل بعيد القيامة المجيد، على أن يكون الأحد الثامن.