نهاية العالم.. تفاصيل السيناريوهات المحتملة بعد حدوث العاصفة الشمسية
بسلسلة من التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية، يشهد العالم الآن ظاهرة طبيعية نادرة سببتها العاصفة الشمسية التي ضربت الكرة الأرضية، والمتوقع أن يمتد نطاقها بعيدًا عبر نصف الكرة الشمالي، وسط تحذيرات من العواصف الشمسية باعتبارها الخطر القادم حال إرسال الشمس رشقات نارية أكبر من المعتاد الأمر الذي قد يهدد البشرية، وفق صحيفة واشنطن بوست.
وحذرت الصحيفة من أن الأزمة العالمية القادمة يمكن أن تأتي من الشمس، بسبب تأثير تلك العواصف التي تمثل تهديدا حقيقيا (قد يكون نهاية العالم).
كيف تحدث العاصفة الشمسية؟
تنطلق العواصف الشمسية وفق ما ذكرت الصحيفة، من أكثر البقع سطوعا أو ما يعرف بـ«التوهجات الشمسية»، وهي المناطق التي تنبعث منها هذه الرشقات النارية، والتي قد تسبب ضررا بالغا بالمكونات الإلكترونية في الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بارتفاع يصل 35 ألف كيلو متر عن سطح الكرة الأرضية، ولهذا قد تتأثر الاتصالات السلكية واللاسلكية والأقمار الصناعية.
ويمكن أن تتسبب العاصفة الشمسية الشديدة في حدوث أعطال بالأقمار الصناعية الأقرب إلى الأرض، وفي الحالات القصوى، قد تصطدم بأجسام أخرى في الفضاء أو الغلاف الجوي.
الانفصال عن العالم الخارجى
ينتج الاضطراب الشمسي الشديد عاصفة مغناطيسية «تغلف الأرض»، ما يشكل تهديدا لشبكات الطاقة الكهربائية، مع تعرض كابلات الألياف الضوئية تحت سطح البحر، والتي تعد العمود الفقري للإنترنت العالمي، بالإضافة إلى خطر انقطاع التيار الكهربائي الذي يستمر من بضع دقائق إلى عدة ساعات، لذا تعتبر الصحيفة أن أحد أكبر التهديدات للبنية التحتية العالمية يأتي من الشمس.
محطات النشاط الشمسى
أشارت الصحيفة إلى بعض التواريخ المهمة بشأن النشاط الشمسي، ففي عام 2011، كانت الشمس في مرحلة نشطة إلى حد ما، تركزت خلالها مناطق القطبية المغناطيسية الإيجابية والسلبية في أقطاب متقابلة.
وبحلول عام 2013، انخفض النشاط الشمسي قليلا، وبعد مرور عام، كانت هناك ذروة ثانية، تشكل حدا أقصى شمسيا غير عادي ومزدوج الذروة.
وفي معظم الأحيان، تنتج عدة ظواهر منتظمة، يمكن ملاحظتها على الأرض فقط مثل: الشفق القطبي، تتأرجح خلالها الخطوط المتشابكة لهذا المجال إلى الخارج وتنفجر، ما يؤدي إلى إطلاق رشقات نارية هائلة من الطاقة في الفضاء، يمكن أن تنتج ما يعرف باسم التوهج الشمسي، وهو ثوران للإشعاع يمكن أن يتداخل مع إشارات الراديو عالية التردد والأقمار الصناعية على طول الجانب المشمس من الكرة الأرضية.
عالم الفيزياء الشمسية، ريان فرينش، يوضح، أن سحبا ضخمة من الجسيمات المشحونة التي يمكن أن تتحرك بسرعة آلاف الكيلومترات في الثانية، وتتوسع مع اقترابها من الأرض، من خلال تحفيز الكهرباء الزائدة على المرور عبر الأرض وعبرها، يمكنها إلحاق أضرار كارثية بشبكات الطاقة وربما حتى كابلات الإنترنت تحت سطح البحر.
وأضاف: حدد العلماء ثلاث عواصف في السنوات الـ150 الماضية بحجم كاف لإحداث اضطراب حقيقي: واحدة في عام 1859، وثانية في عام 1872 وثالثة في عام 1921، موضحا: أنه في العاصفة الأولى التي يطلق عليها اسم «حدث كارينجتون» تأثرت آلات التلغراف في جميع أنحاء العالم، توقف بعضها عن العمل، أرسل بعضها رسائل غريبة، دون أن يقوم بذلك أي إنسان.
وتعد ظواهر مثل التوهجات الشمسية الكبيرة وCMEs أكثر شيوعا خلال فترات «الحد الأقصى للطاقة الشمسية» التي تحدث كل 11 عاما تقريبا- بعد ذلك بحوالي عام 2025.
يمكن لأشد التوهجات «من الفئة X»، أن تطلق نفس كمية الطاقة مثل 10 مليارات ميجا طن من مادة تي إن تي، والتي يمكن أن تزعج «الأيونوسفير»، وتعطل أي عملية تعتمد على الإشارات المرسلة من الفضاء، ويمكن لهذه العواصف التأثير أيضا على التواصل مع الطائرات والسفن وأنظمة الجي بي إس والعمليات العسكرية ومنصات النفط والغاز الطبيعي وكل ما يتعلق بدقة البيانات مثل البورصات ومؤسسات التمويل في العالم ووسائل الإعلام.
وقدمت الصحيفة مثالا على الأقمار الصناعية الخاصة بشركة ستارلينك المملوكة لإيلون ماسك، وهي الأقمار الموجودة على ارتفاع منخفض لخدمة الاتصال بالانترنت والتي قد تكون أكثر عرضة للتاثر، لافتة إلى احتمالية تضرر 38 من إجمالي 49 قمرا صناعيا.
فيما يقدر تقرير الأكاديمية الوطنية للعلوم، أن العاصفة الشمسية الكارثية، يمكن أن تكلف ما يصل إلى 2 تريليون دولار خلال عامها الأول وحده، قائلة: لن يضطر الناس فقط إلى استبدال المحولات المحترقة وغيرها من المعدات، ولكن كل ساعة من انقطاع التيار الكهربائي الذي قد يستمر شهورا تتسبب في خسائر فادحة- بسبب تعليق الاقتصاد والحياة اليومية.
ولفتت إلى أن الباحثين يقدرون أن العواصف ذات الحجم الكافي لإحداث فوضى حقيقية تحدث مرة واحدة فقط كل مائة عام.
واستطردت: أنه يجب على الحكومات أن تعد نفسها للعواصف الشمسية كما تفعل مع الوباء، من خلال الاستعداد لمنع الكارثة في المقام الأول، وكذلك من خلال بناء القدرة على الاستجابة بسرعة إذا وقعت، واختتمت الصحيفة فى تقريرها بعبارة « لا داعي للذعر، ومع ذلك هناك حاجة إلى الاستعداد».