قلبت الليل نهار.. حكاية أكبر عاصفة شمسية ضربت الأرض وهذه علاقتها بنهاية العالم
لم يتوقف الحديث خلال الساعات الماضية عن العاصفة الشمسية التي ضربت الأرض وكانت ذروتها السبت الموافق 11 مايو، خاصة أن هذه الاضطرابات المغناطيسية الأرضية القوية لم تحدث منذ 20 عامًا، ومن الممكن أن يمتد نطاقها إلى البنية التحتية العالمية، وبحسب صحيفة «واشنطن بوست»، فإن العواصف الشمسية هي الخطر القادم، إذ ترسل الشمس رشقات نارية أكبر من المعتاد، وهو ما يهدد البشرية.
العاصفة الشمسية تؤثر على الاتصالات
وبحسب التقرير فإن العواصف الشمسية تأتي من أكثر البقع سطوعًا أو ما يعرف بـ«التوهجات الشمسية»، وهي المناطق التي تنبعث منها الرشقات النارية، ما يسبب ضررا كبيرًا بالمكونات الإلكترونية عبر الأقمار الصناعية التي تدور حول الأرض بارتفاع يصل إلى 35 ألف كيلومتر عن سطح الكرة الأرضية، ويؤثر على الاتصالات السلكية واللاسلكية ويسبب أضرارًا بالغة في الأقمار الصناعية الأقرب إلى الأرض، وقد تصل إلى الاصطدام بأجسام أخرى في الفضاء أو الغلاف الجوي.
وكشف ريان فرينش، عالم الفيزياء الشمسية، حقيقة العواصف الشمسية، وقال إنها سحب ضخمة يمكن أن تتحرك بسرعة آلاف الكيلومترات في الثانية، ومع اقترابها من الأرض تتوسع، فتسبب أضرارا كارثية بشبكات الطاقة وتصل إلى كابلات الإنترنت تحت سطح البحر، وقال إن هناك 3 عواصف شهدها العالم خلال الـ150 سنة الماضية، الأولى في سنة 1859، وهي أكبر عاصفة شمسية في التاريخ جعلت الليل نهارًا وأثرت على آلات التليجراف في جميع أنحاء العالم، وبسببها توقفت عن العمل، فما تفاصيل تلك العاصفة؟.
أكبر عاصفة شمسية في التاريخ
في عام 1859 كشف ريتشارد كارينجتون العالم الفلكي الإنجليزي، من خلال المرصد الخاص به في لندن، ما عجز العالم عن تفسيره، حيث وجه التليسكوب نحو الشمس ليكتشف مخططا تقريبيا لعدد من البقع السوداء المتناثرة على سطحها، وتمكن من فهم هذه الحادثة.
وكشف علماء الفلك المعاصرون أنه في سبتمبر من عام 1859 حدث توهج شمسي يعادل طاقة 10 مليارات قنبلة ذرية وأدى إلى إرسال غاز مكهرب وجسيمات دون ذرية إلى الغلاف الجوي للأرض، وتسبب في حدوث عاصفة جيومغناطيسية، كانت هي الأعنف في تاريخ الكرة الأرضية، وتسببت هذه الظاهرة في تعطيل أجزاء من خطوط التليجراف، التي كانت أفضل وسيلة اتصال في العالم في ذلك الوقت.
آثار التوهج الشمسي: حرائق وانقلاب ليلي
وأدى التوهج الشمسي أيضًا إلى حدوث حرائق كبيرة في مناطق عديدة من الولايات المتحدة بعد انفجار آلات التليجراف، فاتجه العاملون على هذه الآلات إلى فصل البطاريات لمنع وقوع كوارث جديدة، ما جعل عددًا كبيرًا من الصحف العالمية تنشر مقالات عن تلك الظاهرة التي حلت بالأرض، وأدت إلى تلون سماء العديد من المناطق بمختلف الألوان.
وفي الولايات المتحدة والكاريبي، أدى التوهج الشمسي إلى تحويل الليل إلى نهار، وزقزقت العصافير في الواحدة صباحًا واستيقظ الجميع مبكرًا اعتقادًا منهم بقدوم الصباح، وشعر عدد كبير من الناس باقتراب نهاية العالم مستندين على نصوص دينية، وعاش الجميع في حالة رعب حتى الصباح.