بعد العثور على خاتم ابراهيم رئيسي.. ما قصة خواتم زعماء إيران؟ | فيديو
نشرت وسائل إعلام إيرانية مقطع فيديو للحظة العثور على الخاتم الخاص بالرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، عقب مصرعه في تحطم طائرته فوق محافظة أذربيجان الشرقية خلال عودته من اجتماع مع الرئيس الأذربيجاني.
ووفقًا لوسائل إعلام إيرانية، فإن الخاتم الذي عثرت عليه فرق الإنقاذ هو هدية من المرشد الأعلى في إيران آية الله خامنئي، إلى الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، عقب توليه رئاسة إيران.
خاتم سليماني
حادثة العثور على خاتم الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي، أعادت إلى الواجهة خاتم قاسم سليماني - القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري - والذي عُثر عليه في المكان الذي قُتل فيه بغارة أمريكية الثاني من يناير 2020.
ولطالما كانت الخواتم في اليد اليمنى من الملامح البارزة على الدوام في مظهر سليماني، ويمكن تمييزها في كلّ صوره التي نشرت في وسائل الإعلام، سواء أثناء إلقائه الخطابات، أو خلال أدائه الصلاة.
هناك عدّة خواتم تظهر في صور سليماني، من بينها الخاتم الشهير الذي كان يرتديه حين مقتله، وآخر منقوش باسم "الله".
وقال محمد باقر عودة، خبير الأحجار الكريمة وصاحب متجر لبيع الأحجار الكريمة في الضاحية الجنوبية لبيروت، لبي بي سي في تصريحات سابقة، إنّ "الأحجار المشهورة للزينة بناءً على الروايات الإسلامية ستة، وهي الفيروز والحديد الصيني والدرّ النجفي والعقيق والياقوت والزمرد".
بحسب عودة، فإنّ خاتم سليماني الذي شوهد في الصورة المنتشرة من موقع الحادثة، مصنوع من العقيق اليماني، "وهو أكثر حجر مستحب عند المسلمين، ويرجّح أن يكون هدية له من مرشد الثورة الإسلامية علي الخامنئي، ما يجعله ذا رمزيّة".
ونظرًا للبعد الذي تحمله الخواتم وألوانها وحجارتها في إيران، تصدّر خبر لون شذرة العقيق التي حملها الخاتم الذي كان يرتديه المرشد الأعلى في إيران آية الله خامنئي حين إدلائه بصوته في انتخابات الرئاسة الإيرانية 2017 عناوين الصحف.
وكان الخاتم يحمل حجر عقيق بنفسجي اللون، ما قاد العديد حينها إلى الاعتقاد بأن المرشد الأعلى ارتداه لإبداء دعمه وانحيازه للمرشح الرئاسي آنذاك، حسن روحاني، خلال حملته الانتخابية. نظرًا لأن اللون البنفسجي كان يرمز للمرشح روحاني خلال حملته الانتخابية.
وبعد لغط واسع بين مؤيد لذلك ومفند من كلا الجانبين، نفى مصدر مقرب من مكتب خامنئي هذا الأمر، مبينًا أن خامنئي يرتدي هذا الخاتم منذ حوالي ثلاثة أشهر، وأن ليس له أي علاقة بانحياز لمرشح بعينه عن الآخر.
ما قصة الشيعة مع الخواتم؟
يعدّ تخَتُّم الرجال بالفضّة والأحجار الكريمة من العادات المتوارثة لدى الشيعة، ومن المظاهر المستحبة الشائعة، للدلالة على إيمان من يتزيّن بها، وفي أغلب الأحيان يوضع الخاتم في خنصر اليد اليمنى، وأحيانًا في البنصر، ومنهم من يجمع بين الاثنين.
ويحث المذهب الشيعي على وجه التحديد إلى التّختم - أي لبس الخاتم - خاصة المصنوع من العقيق أو الفيروز، ويُعتقد أن كل نوع من الحجارة يجلب صفات معينة لصاحبه، مثل الشجاعة أو البركة، أو العكس تمامًا مثل النحس.
ويعتقد الشيخ الشيعي الدكتور حسن البلوشي أن التختم يعود لبداية الثورة الزيدية، عندما ثار الإمام زيد بن علي بن الحسين على الدولة الأموية.
وعندما قُتل الإمام زيد، فر أولاده إلى بلاد خرسان، وهناك اعتُقل ابنه يحيى وقُيد بالسلاسل قبل أن يقتل. وأقدم "الثوار" على صهر السلاسل التي كانت تقيد يديه، وصنعوا منها فص الخواتم التي ارتدوها بيمينهم، كدلالة على "الثأر". وبُني له مرقد بات أول مرقد شيعي تتم زيارته، نظرًا لأنه في الفترة الأموية كان الشيعيون يُمنعون من زيارة مراقد الأئمة.
وقال عالم الدين اللبناني جعفر فضل الله في تصريحات لـ"بي بي سي": "للخواتم لدى الشيعة جانبان، الأوّل ديني، يرتبط ببعض الأحاديث المروية عن الأئمة والصحابة وارتدائهم للخواتم، والثاني اجتماعي يرتبط بتراث البلدان العربية والإسلامية والزينة التقليدية فيها"، لكنه يشير إلى عدم وجود أيّ "جانب شرعي للخواتم أو الأحجار الكريمة، إذ لا يجوز للإنسان أن يرتبط بالحجر باعتقاد أنّه يضرّ وينفع، وحده الله يضرّ وينفع.