هل قتل الرئيس الإيراني ومرافقيه؟.. سيناريوهات سقوط طائرة ابراهيم رئيسي
خلال الساعات الماضية كان نبأ سقوط طائرة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي وعدد من المسؤولين من بينهم وزير الخارجية حسين عبد اللهيان، جدلا كبيرًا دفعت البعض لاعتقاد أن "رئيسي" ورفاقه تم اغتيالهم وأن الطائرة لم تُسقط نتيجة سوء الأحوال الجوية كما أعلنت السلطات الإيرانية حينها والتي لم تكشف مزيد من التفاصيل المتعلقة بالواقعة حتى اللحظة.
في 19 مايو توجه الرئيس الإيراني بوفد مكون من وزير الخارجية، ومسؤولين إيرانيين في ثلاث مروحيات إلى أذربيجان لافتتاح سد " Giz Galası Barajı " الذي يقع في أذربيجان وأثناء عودته بالمروحيات تعرضت مروحيته لحادث غامض ليتم بعد ذلك إعلان وفاة كل من في المروحية.
العديد من الأسئلة تطرقت لأذهان الكثيرين المهتمين بالحادثة، أبرزهم لماذا يذهب الرئيس الإيراني لأذربيجان من أجل افتتاح سد وماعلاقة طهران بهذا السد وأيضًا لماذا قد يذهب بمروحية وليس بطائرة الرئاسة الخاصة به، المحلل السياسي التركي محمد كانبكلي، أجاب على السؤالين على صفحته بموقع إكس "تويتر سابقا"، البداية مع مشروع سد Giz Galası Barajı، هذا السد الذي تم إنشائه في منطقة حدودية مع إيران، وكان يخضع للاتحاد السوفيتي قبل إعلان استقلال أذربيجان.
وتم تطوير المشروع عام 1977 على موجب اتفاقية بين إيران والاتحاد السوفيتي، للاستفادة من الطاقة الكهرومائية، لكن وبعد استقلال أذربيجان، وخلال أول زيارة للرئيس الأذري حينها حيدر علييف إلى إيران في 1994، كان أول موضوع أرادت إيران التفاهم فيه مع أذربيجان هو موضوع السد، وحينها تم توقيع مذكرة حول تنفيذ المشروع.
وفي عام 2016 تم توقيع اتفاقية لبناء السد بشكل مشترك بين ايران واذربيجان والاستفاده مع بشكل مشترك من موارد السد، بينما في عام 2024 أكتمل بناء السد وتوجه الرئيس الايراني الى أذربيجان لافتتاح حدث تاريخي مهم لإيران من 1977، هذا السبب الذي كان وراء زيارة الرئيس الإيراني إلى أذربيجان والمشاركة في افتتاح السد.
أما تفسير سر سفر الرئيس الإيراني لدولة أخرى باستخدام مروحية بدلا من طائرة فذكر السياسي التركي، أن البعض قد يفسر ذلك بأنه لا يوجد مطار أذربيجاني قريب من مكان السد، وقد يضطر الرئيس الإيراني لركوب وسيلة نقل لمسافات بعيدة داخل أذربيجان للوصول للسد، هذا التفسير صحيح نسبيا في حال فسرنا من أين أقلعت مروحية الرئيس الإيراني.
حسب السياسي التركي، فهناك مدينتين إيرانيتين فقط قريبتين من مكان بها مطارات، الأولى مدينة مشكين شهير والأخرى تبريز، المسافة بين مشكين شهير ومكان السد تقريبا 105 كم بالمروحية، والمسافة بين المدينة وأقرب مطار أذري 120 كم تقريبا، ويفسر وجود حاكم أذربيجان الشرقية وإمام تبريز على المروحية وبما أن موقع سقوطها في منطقة سونجون فهذا يؤكد أنها كانت في طريقها إلى تبريز، لأنها لو كانت متجهة إلى مشكين شهير فمن المستحيل أن تمر فوق منطقة سونجون.
وبالرغم من ذلك ووفقا للسياسي والمحلل التركي محمد كانبكل، فإن الرئيس الإيراني كان يملك حلا للوصول لموقع السد باستخدام الطائرة الرئاسية دون استخدام المروحية، فكان يمكن الذهاب إلى مطار في جنوب أذربيجان يدعى مطار زنجيلان، ولا يبعد عن مطار تبريز سوى 115 كم فقط، والمسافة بين المطار ومكان افتتاح السد بالسيارة لا يبعد سوى 30 كم فقط.
والأهم من هذا أنه في حال تم الذهاب بالطائرة فستتخذ الطائرة مسار مختلف للوصول لمطار زنجيلا،.وهذا يعني أنها لن تمر فوق منطقة سونجون التي سقطت فيها المروحية، لكن حسب السياسي التركي، فإن الرئيس الإيراني لم يقف بافتتاح سد واحد بل سدين في أذربيجان بينهما مسافه قصيره وربما هذا ما يرجح لاستخدامه للمروحية.
البعض تحدث أيضًا عن إمكانية اسقاط المروحية عن بعد خاصة وأنها أمريكية الصنع وتستخدم GPS أمريكي الصنع، لكن من الممكن تقنيا أن يحدث ذلك لكن بحسب مسؤولين إيرانيين، فإن طهران نجحت في وضع برامج محلية على المروحية.
الجزء الأهم في قصة سقوط طائرة الرئيس الإيراني ووفقا لما ذكره السياسي التركي، فإن ثلاث مروحيات تنطلق من أذربيجان لإيران بها وفد إيراني كبير مكون من 8 أشخاص، الرئيس الإيراني ووزير الخارجية ومسؤولين آخرين، أما المروحيات الأخرى فهي للحماية وبعد أن حلقت من مكان السد بـ 60 كم داخل ايران، وصلت لمنطقة سونجون واختفت طائرة الرئيس عن الأنظار ليتبين أنها سقطت وقتل جميع من فيها، في حين أن مروحيتي الحماية وصلت لوجهتها بنجاح.
وفقا للسياسي التركي، فإن وضع مسؤولين كبار في مكان واحد والسفر بهم عبر مروحية في البروتوكولات الأمنية، يعتبر ضعف أمني، وإذا كانت إيران مضطرة لذلك، فإنه من المفترض أن طيار المروحية دوما ما يكون على ارتباط بالمركز في ايران، ويحصل على تفاصيل الطقس الدقيقة والموافقة على التحليق، وإذا وافق الطيار على القيام بالرحلة رغم سوء الأحوال الجوية، فإنه من المفترض أن تلك المروحيات دوما تكون مسلحة تحسبا لأي حدث أمني.
البعض تداول أن طيار مروحية الرئيس كان على اتصال بمروحيات الحماية الأخرى التي كانت ترافقه في الرحلة، فالسؤال الأهم هنا إذا كان طيار مروحية الرئيس اتصل بمروحيات الحماية، وعرفوا بالعطل الذي أصابها فكيف يتركون مروحية الرئيس تهبط أو تسقط ويواصلون تحليقهم كأن شيئا لم يحدث، حسب السياسي التركي، ففي حالات كهذه عندما تهبط مروحية الرئيس فيجب أن تهبط مروحيات الحماية، وعندما تسقط فيجب أن تجد مروحيات الحماية مكانا عاجلا لهبوط اضطراري.
حينها مروحيات الحماية أثناء هبوطها، ستحدد مكان موقع المروحية وتتصل بالمركز فورا لإجراءات البحث والإنقاذ، ولا يمكن أن تترك مروحيات الحماية مروحية الرئيس.
أما بالنسبة لعملية البحث التي استغرقت وقتا طويلا تجاوز الـ15 ساعة، فإن الأمر أثار بعض الشبهات فمن المفترض أن تحدد السلطات الإيرانية موقع الطائرة على الرادار من جهاز GPS، وبما أن السلطات الإيرانية لم تحدد موقع الطائرة فأكد السياسي التركي أن هناك عدة احتمالات الأول أن الطيار أغلق جهاز GPS في المروحية أثناء الهبوط وهذا يستحيل فعله إلا عمدا.
والثاني أن الجهاز تم تدميره بعد سقوط المروحية واصطدامها بأحد الصخور، وإذا كان الرادار وحتى لو الرادار مغلقا فمن المفترض أن يتوصلوا إلى موقع من كانوا على متن الطائرة عن طريق الهواتف التي يملكها الرئيس والوفد والتي تعمل عبر الأقمار الصناعية، وحسب السياسي التركي فإنه عندما يتم الإبلاغ عن فقدان طائرة ما فإن نطاق البحث عن الطائرة يكون في دائرة كبيرة لأنها تسير بسرعة كبيرة واحتمال سقوطها في مكان بعيد من مكان سقوطها.
أما حينما يتم فقدان مروحية على الرادار ويتم الإبلاغ عن هبوطها، فإن نطاق البحث عن المروحية يكون في دائرة أصغر من ذلك النطاق الذي يتم تخصيصه للطائرة، لأنها في الغالب لا تبتعد كثيرا عن مكان فقدانها، لهذا السبب لا أحد يمكنه تفسير لماذا بحثت فرق الإنقاذ الإيرانية عن أهم شخصية في الدولة لمدة 15 ساعه في المكان الخطأ، ويتم العثور عليه بعد ذلك في مكان يبعد عن نطاق البحث المخصص بـ10 كم تقريبا.
مروحية الرئيس كانت تحلق في منتصف مروحيات الحماية بينهما دقيقة كمسافة فاصلة بين المروحيات، إذا كان الحادث اصطدام المروحية بالجبل كان المفترض أن تصطدم مروحية الحماية أولا، لكن العجيب هو نظام إرسال الإشارات في المروحية، فإما أنه غير موجود وإما أن الطيار قام بإغلاقه.
ومن خلال التدقيق فيديوهات وصور الحطام، والتي أظهرت قطع صغيرة من الطائرة تدل على آثار أنها محترقة، فمن المؤكد أن الطائرة تعرضت لانفجار في الجو ولم تصطدم بجبل، الغريب أيضًا أن وزير الخارجية في الأساس كان سيذهب في المروحية الأخرى وفي اللحظات الأخيرة صعد على مروحية الرئيس.