4 جثث بسبب علاقة محرمة.. قصة قضية معقدة كشفتها رسالة من السجن
بدلا من أن يرعى عمه المريض الذي كرس حياته من أجله وشقيقه، أقام علاقة مُحرمة مع زوجة عمه قبل أن يشتركا في قتله وحاولا إلصاق التهمة بشقيقه الأصغر، وعندما هددته بفضح أمره قتلها وطفلهما ثم انتحر داخل محبس.
من واقع كتاب "أغرب القضايا" للمستشار بهاء أبو شقة، وكيل مجلس الشيوخ، نروي قصة جريمة كشفتها رسالة من داخل السجن.
العم محمود لم ينس وصية شقيقة وهو في النزع الأخير؛ راعى ولديه "أشرف وسمير" وكرس حياته من أجلهما، وتزوج من أرملة شقيقه رغم أنها تعاني أمراض مستعصية.
بعد 10 سنوات أتم أشرف وسمير تعليمهما وماتت أمهما، فتعرف عمهما على سيدة تصغره بـ 15 سنة، فعرض عليهما أن يتزوجها، رفض الأول كان يرى أنها غير مناسبة بينما وافق الثاني وبارك زواجهما.
كان الليل هادئًا عندما قطعت سكينته صرخات زوجة العم باكية "الحقوني زوجي اتقتل وهو بيصلي.. أشرف قتل عمه بساطور على سجادة الصلاة".
وادعت الزوجة أنها شاهدت "أشرف" يعتدي على "عمه" زوجها بساطور أثناء سجوده في الصلاة، وعندما شاهدته هوى عليها بالسلاح محاولا قتلها لكنها نجت بأعجوبة وصرخت مستغيثة بالأهالي.
وكانت المفاجأة أن شقيق المتهم الأكبر شهد ضده أيضًا، وأكد صحة ما قررته زوجة عمه، وأضاف في التحقيقات أن شقيقه ناصب عمه في العداء منذ أن فكر في الزواج بل وهدده أكثر من مرة، وتوعده بأنه سيقاوم هذا الزواج ولن يسمح باستمراره.
ألقت أجهزة الأمن القبض على أشرف بتهمة قتل عمه، وقضت محكمة أول درجة بإعدامه شنقًا.
أداة القتل كانت الخيط الأول لتبرئة المتهم، إذ ادعت زوجة الضحية أن المتهم استخدم ساطور وضربه أثناء سجودة في الصلاة، بينما تقرير الصفة التشريحية أوضح أن الإصابة أحدثت تفتتًا بمقدمة الجبهة وهو ما يستحيل حدوثه ما دام أن المجني عليه كان ساجدًا يصلي وجبهته على الأرض، كما أن إصابات مقدمة الجبهة قطع الطبيب الشرعي أنها أحدثت تفتيتًا في عظام الرأس، وهو ما يحدث من الاعتداء بآلة راضة كعصا ولا تحدث فنيًا من الاعتداء بساطور يتعين أن يخلف إصابات قطعية رضية؛ فقضت المحكمة ببراءة المتهم.
بعد تبرئته من قتل عمه، حضر أشرف إلى مكتب المستشار بها أبو شقة طالب منه الترافع في قضية أخرى، وكانت المفاجأة سمير قتل زوجة عمه وابنها الطفل الصغير، وسلم نفسه للشرطة معترفا بارتكاب الحادث.
علاقة آثمة جمعت سمير بزوجة عمه منذ زواجها، وأصبح عمه "زوج على ورق" أما هو الزوج الفعلي، حتى فاجأته في ذات ليلة أنها حامل.
حدث ما لم يكن في الحسبان فالعم عقيم، فطلب سمير من زوجة عمه منها التخلص من الجنين منعًا للفضيحة، ولكنها رفضت وأفصحت له أنها تعمدت ذلك حتى تستولي على ثروة عمه ويعيشا معا في ثراء.
بدأ سمير وزوجة عمه يبحثان عن مخرج لتلك الأزمة فاتفقا على قتل العم، فضربه على رأسه وهو يصلي وحاولا إلصاق التهمة بشقيقه الأصغر.
وأضاف المتهم في اعترافاته، بعد قتل عمه وضعت الزوجة طفلا هو ابنه ولا أحد يعلم ذلك فشقيقه الأصغر لم يكن يعلم أن عمه عقيم.
في يوما ما اكتشف سمير أن عشيقته على علاقة بشاب آخر، غضب وعنفها، فهددته بفضح أمره وإبلاغ الشرطة أنه قتل عمه، فأنهى حياتها والطفل الصغير، معترفا بارتكاب الواقعة.
ومن داخل محبسه أرسل سمير رسالة لشقيقه أشرف طالبا مسامحته عما حدث، ثم انتحر داخل محبسه.