مكنش عاوز ينام.. تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الطفل ضحية العقرب بسوهاج
عقارب الساعة تدق الـ11 مساءًا، وصوت الهدوء يعُم أرجاء قرى مركز جرجا جنوب محافظة سوهاج، بعكس الحال في المدن الكبيرة بالمحافظة، لكن "جمال" ذو الوجه البرئ وخفة الظل التي جعلته قريبًا من قلوب الجميع بالرغم من بلوغه عامين فقط من سنين عمره، كان مستيقظا دون باق اشقائه.
لم يرغب الطفل جمال في الخلود إلى النوم وقرر أن يلهو حتى يغلبه النعاس، وذهبت والدته حتى تطمئن على شقيقتيه اللتان خلدتا إلى النوم منذ أكثر من ساعة، وتركته وحيدًا يلهو بين أرجاء حوش منزلهم الذي يشابه أغلب منازل القرية، المبنية بالطوب والطين، وكان يلهو منتظرًا والده يدخل المنزل وبحوزته الحلوى التي يطلبها دائمًا.
ووصل الأب إلى المنزل ليفاجئ بطفله مسجي على الأرض لا حول له ولا قوة، وأخذ يقلبه يسارًا ويمينًا ليطمئن عليه لكنه لم يكن يتنفس، هرول به الاب مسرعا إلى أقرب طبيب بجواره ليقل له ما لم يرغب في سماعه، "البقاء لله الطفل اتوفى"، وعقب وصوله المستشفى وبعد استخراج تقرير الطب الشرعي تبين أن سبب الوفاة لدغة عقرب للطفل جمال.
تعود أحداث الواقعة عندما انتهت حياة طفل يبلغ من العُمر عامين؛ إثر تعرضه لـ لدغة عقرب، أثناء تواجده بمنزل أسرته دائرة مركز شرطة جرجا جنوب محافظة سوهاج.
كان اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، تلقى اخطارًا من مأمور مركز شرطة جرجا، يفيد بورود بلاغ من الأهالي، مفاده مصرع طفل إثر تعرضه لـ لدغ عقرب اثناء تواجده بمنزل عائلته بدائرة المركز.
وبالانتقال والفحص تبین انتهاء حياة الطفل 'جمال ا.ع.ا' الذي يبلغ من العمر عامين، ويقيم بدائرة المركز، وأفاد والده المدعو 'السيد ع.ا.ا' 31 سنة، عامل، ويقيم بذات الناحية، بأنه أثناء تواجد نجله المذكور بالمنزل لدغه عقرب مما أدى إلى وفاته، ولم يتهم أحدًا بالتسبب في ذلك ونفي الشبهة الجنائية.
وبتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة أفاد بأن سبب الوفاة نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية أدى إلى توقف بعضلة القلب، بسبب لدغ العقرب، وحرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.