يوم الغدير المثير للجدل.. ما علاقة النبي وعلي بن أبي طالب؟
يحتفل المذهب الشيعي بالعراق في 18 من شهر ذي الحجة بـ «يوم الغدير»، والذي يعد محل جدل بين الشيعة والسنة، حيث يقول الشيعة إنه خلال هذا اليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة الوداع في غدير خم، عَين فيها ابن عمه وزوج ابنته على بن أبي طالب، خليفة للمسلمين من بعده، فيما يؤكد المذهب السني أن هذا القول لا يُعرف عن أحد من طوائف المسلمين، وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
يوم الغدير في العراق
وزادت حالة الجدل حول تلك المناسبة بعدما أعلن البرلمان العراقي، مؤخرًا، «عيد الغدير» عطلة رسمية في عموم البلاد، حيث أصر نواب على إدراج عطلة «الغدير»، رغم الجدل والتحذير من ردود فعل تثير الانقسام.
وأعلنت اللجنة العليا الخاصة بفعاليات أسبوع الغدير في العراق عن استكمال التحضيرات والاستعدادات الخاصة بتلك المناسبة الدينية التي جرى إقرارها عطلة رسمية.
وأظهر نص القانون الذي وزَّعه نواب على وسائل الإعلام أن: «العطل الرسمية ستكون: الجمعة والسبت من كل أسبوع، رأس السنة الميلادية، رأس السنة الهجرية، المولد النبوي، العاشر من شهر محرم، عيد الغدير، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد نوروز، عيد الجيش، عيد العمال، وخول القانون الجديد لـ«المدن المقدسة تعطيل الدوام الرسمي كحد أقصى ثلاثة أيام حسب الضرورة»، ومنح «كافة الديانات والطوائف العراقية كالمسيحية والصابئة والإيزيدية أعيادًا محددة، وتكون العطل خاصة لهم».
ما هو يوم الغدير؟
يوم الغدير هو نسبة إلى منطقة «غدير خم» بين مكة والمدينة، وهى منطقة قريبة من الجحفة (ميقات أهل الشام وبلاد المغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم وبها ينزل الحجاج) نزل فيها النبي محمد بعد إلقاء خطبة الوداع.
وتقول الروايات الشيعية إنه اليوم الذي خطب فيه النبي محمد خطبة الوداع وعيَّن فيه ابن عمه، على بن أبي طالب، خليفة للمسلمين من بعده، ونقل الموقع الرسمي لمركز الارتباط بالمرجعية الشيعية العليا بالعراق، على السيستاني من كتاب الإرشاد ما يلي عن عيد الغدير:
«لمّا قضى رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) نُسُكَه في حجة الوداع، أشرك عليًا (عليه السلام) في هَدْيه، وقَفَل إلى المدينة وهو معه والمسلمون، حتّى انتهى إلى الموضع المعروف بغَدير خُمّ، وليس بموضع إذ ذاك للنزول لعدم الماء فيه والمرعى، فنَزَل (صلى الله عليه وآله) في الموضع ونَزَل المسلمون معه.
وكان سببُ نزوله في هذا المكان نزولَ القرآن عليه بنَصْبه أميرَ المؤمنين (عليه السلام) خليفةً في الاُمّة من بعده، وقد كان تَقَدَّم الوحيُ إليه في ذلك من غير توقيتٍ له فأخَّرَه لحضُور وقتٍ يَأْمَنُ فيه الاختلافُ منهم عليه، وعَلِمَ اللهُ سبحانه أنّه إن تجاوز غديرَ خُمّ انفصل عنه كثيرٌ من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد اللهُ تعالى أن يَجْمعَهم لسِماع النصّ على أمير المؤمنين (عليه السلام) تأكيدًا للحُجّة عليهم فيه، فأنْزَل جلّت عظمته عليه: (يَا أَيُّهَا الرَّسولُ بَلِّغْ مَا اُنْزِلَ إليْكَ مِنْ رَبِّكَ) يعني في استخلاف عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) والنصّ بالإمامة عليه (وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ) فأكَّد به الفرضَ عليه بذلك، وخوَّفَه من تأخير الأمرِ فيه، وضمِنَ له العِصمةَ ومَنْعَ الناس منه».
هل أوصى الرسول بالخلافة لعلي بن أبي طالب؟
في المذهب السني، لم ترد أي من الأحاديث الثابتة عن رسول الله صل الله عليه وسلم بتعين على بن أبي طالب، خليفة للمسلمين من بعده، وقال الراحل عبدالعزيز بن باز، مفتي المملكة العربية السعودية، ردًا على سؤال نصه: «هل أوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالخلافة لعلي؟»، بأن هذا القول لا يعرف عن أحد من طوائف المسلمين سوى طائفة الشيعة، وهو قول باطل لا أصل له في الأحاديث الثابتة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وإنما دلت الأدلة الكثيرة على أن الخليفة بعده هو أبوبكر الصديق وعن سائر أصحاب النبي صل الله عليه وسلم، ولكنه صل الله عليه وسلم لم ينص على ذلك نصا صريحًا، ولم يوص به وصية قاطعة، ولكنه أمر بما يدل على ذلك، حيث أمره بأن يؤم الناس في مرضه، ولما ذكر له أمر الخلافة بعده قال عليه الصلاة والسلام: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ولهذا بايعه الصحابة بعد وفاة النبي صل الله عليه وسلم ومن جملتهم على- رضي الله عنه، وأجمعوا على أن أبا بكر أفضلهم.
وثبت في حديث ابن عمر - رضي الله عنهما- أن الصحابة كانوا يقولون: (في حياة النبي صل الله عليه وسلم خير هذه الأمة بعد نبيها أبوبكر، ثم عمر، ثم عثمان) ويقرهم النبي صل الله عليه وسلم على ذلك.