بكى بخطبة الجمعة وعاد ليحرق أمه وأخواته.. تفاصيل صادمة جديدة في جريمة سفاح عزبة رستم

ضحايا جريمة عزبة
ضحايا جريمة عزبة رستم

"فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين".. حين تحدث إمام مسجد قرية الشين في خطبة الجمعة عن أول جريمة على الأرض وأثر جرائم قتل النفس في المجتمع، كان محمد الشرقاوي يجمع دموعه في كفيه لسبب لا يعلمه أحد إلا الله.

شقاق بين الأشقاء

لفت محمد أنظار جيرانه بعزبة رستم الذين حضروا خطبة الجمعة الماضية بمسجد القرية، أرجعوا الأمر إلى ما بينه وشقيقه وشقيقته ووالدته من شقاق بسبب الميراث وأطماعه بالدنيا.

حسن الظن

ظن الجيران أن دموع محمد ندم وتوبة وبداية لصلاح الحال، لم يعلم أحد حينها أن محمد كان قبل ساعات يشوى عظام أسرته، وسيعود بعد الصلاة ليستكمل محاولة ترميد جثث والدته وأخته وأخيه لإخفائها في حظيرة المنزل.

لم يتعلم محمد من الغراب الذي علم قابيل الدفن، فقرر حرق جثامين أهله، ليخفى أي أثر لها، ثم يخلط الرماد بالتراب.

تفوق على الشيطان

وسوس الشيطان لقابيل لقتل أخيه، محمد تفوق على الشيطان نفسه، بدم بارد قتل والدته وأخته وأخيه، تلك الجريمة التي كشفت مساء الأحد، لكنها وقعت بحسب الشهود العيان الخميس الماضي.

ربط الجيران بين تغيب الأم المجني عليها وعدم خروجها لري الزرع في الأرض التي يقع منزل الأسرة على أطرافها وبين الجريمة، وما بين صباح الخميس إلى الأحد كان القاتل يحاول إخفاء الجثث بالحرق تارة والإذابة تارة أخرى.

عزبة نائية

تقع عزبة رستم قطور أقصى شمال غرب محافظة الغربية، هي أقرب لمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ منها إلى مركز قطور بالغربية، قطع "مصراوي" محافظة الغربية بالعرض للوصول إلى العزبة النائية، حيث يعتمد سكانها على الدواب كوسيلة انتقال أساسية للوصول إلى قرية شين وهناك يتركون دوابهم ويستقلون وسائل انتقال أخرى دراجة نارية أو توكتوك.

منازل باهتة

في العزبة كان رجال الأمن يحيطون بالمنزل الذي شهد تلك المذبحة، الهدوء أو بالأحرى وقع الصدمة يخيم على البيوت، المنازل بدت باهتة تحت أشعة الشمس فقدت لونها، ويطبق الصمت على أفواه أهلها الذين أغلقوا عليهم منازلهم التي لا تتجاوز العشرة.

يرفض عقلهم ما رأوه بأعينهم، في حظيرة منزل جيرانهم عظام متفحمة باتت هشة من فعل النار لأشخاص يعرفونهم، جمعهم طبق من الطعام وكوب شاي وحديث فاضت به النفوس في مجتمع بدأ الجيران فيه أقارب وأحباء دون نسب أو صلة دم.

 تقول سيدة تقيم في أقرب منزل لهم، إن بدرية جارتها كانت تخرج صباح كل يوم لتجمع البرسيم للماشية، وترعى الأرض، كان آخر لقاء بينهما الثلاثاء الماضي، لم تراها أو تسمع صوتها منذ ذلك الوقت، لم ترى ابنتها أمنية، ولا شقيقها محمود، بينما كان محمد يخرج ويعود وكأن دماءً لم تراق وأوصال لم تقطع وجثث لم تحرق، يتابع حياته ويأكل ويشرب في الطرقات كعادته.

الطمع

تحكي السيدة التي ترفض نشر اسمها، وتقول إن محمد القاتل الهارب عرفه أهل العزبة شابا لم يرض بحاله يوما ساخط على وضعه، لا طموح ولا هدف حصل على ليسانس حقوق وعمل لمدة عامين في مكتب للمحاماة في مدينة قطور، لكنه فصل منه بسبب سلوكه، وعمل بعدها في الزراعة ورعاية الأرض.

عرفه الأهالي طماعًا يرى أن حقه مهدورًا في بيت أهله، وأنه تميز عنهم فهو الذي أتم تعليمه وأصبح محاميا، زاد الوضع سوءا بعد وفاة والده قبل خمس سنوات، لم يرض بالعيش مع أسرته، فقررت والدته الفصل في الميراث، لينفصل عنهم الابن الأكبر ويعيش في شقة بمفرده داخل البيت، لكن ذلك لم يمنع الشجار والخلافات ولم يضع جدا للطمع، لا يدرك الأهالي هل وسوس الشيطان للقاتل، أم أن نفسه الامارة بالسوء هي من قادته إلى ذلك.

رائحة شواء

تكشف المعاينة أن الأم والابنة والابن تم تخديرهم ثم قتلوا ثم نحروا، ثم قطعت أوصالهم، فصل القاتل اللحم عن العظام، ليسهل التخلص من الجثث، بالحرق تارة وبالإذابة تارة أخرى ليخفى أي أثر لهم.

يقول شهود العيان إن رائحة شواء ودخان كثيف تصاعد من حظيرة المنزل عقب انتهاء عيد الأضحى، نادي الجيران على السيدة بدرية، صاح الشباب يا محمود، فخرج محمد مسرعا قبل أن يطرق أحدهم الباب، ويرد "مفيش حاجة أنا مولع في شوية زبالة"، بحسب ما ذكر الشهود لرجال الشرطة.

مشروب وبسكوت

كان محمد يخرج بشكل طبيعي كل يوم، يشتري ما يلزمه من مدينة قطور ويعود للمنزل، يذكر أحد الجيران أنه صلى العصر معهم الأحد الماضي في مسجد العزبة قبل اكتشاف الجريمة بساعتين، ثم اشتري مياه غازية وبسكوت من أحد محلات البقالة في العزبة، واتجه للمنزل، وبعد دقائق توجه لمدينة قطور لشراء مستلزمات لاستكمال جريمته، وعندما اقتحم الأهالي المنزل وجدو المشروب والبسكوت بجانب بقايا الجثث فكان يأكل بجانبها وهو يفكر في كيفية التخلص منهم.

كان الرائحة المتكررة هي للعظام التي حاول ترميدها، ودفنها في فناء المنزل وحظيرة الماشية، أما اللحوم فقرر أن يذيبها بمادة كاوية أحضرها من المدينة وكان في طريقه بها إلى منزله لولا كشف الجريمة.

قلق الأقارب

يضيف الجيران ألا أحد كان يعلم ما يحدث في منزل الست بدرية، تغيب الأهل المفاجئ وانقطاع سبل الاتصال بهم، دفع أقاربهم إلى الحضور للعزبة، هم أكثر دراية بالحقد الذي يملأ نفس الابن، شكوا أنه فعل بهم شيئا، لكن أسوأ الظنون كانت أهون مما رأوه.

يقول الجيران إن أقارب الضحايا حضروا واقتحموا المنزل بعد محاولات عدة للطرق على الباب دون رد، بينما كان محمد في ذلك الوقت خارج المنزل يشتري أغراض لاستكمال الجريمة.

اقتحم الأقارب منزل الاسرة، صعقوا مما رأوا عظام محروقة ودماء تغرق الفناء، بحثوا في المنزل حتى وصلوا لباقي الجثث وقد وضعها في الثلاجة.

مياه كاوية

ترك الأقارب والجيران المنزل بعد الاتصال بالشرطة، بينما كان محمد يستقل دابته "حمار" عائدا للمنزل من مدينة قطور، يحمل كيماوي ومياه كاوية، وحين شاهد من بعيد ذلك الجمع قفز من على الحمار وألقى بما يحمله وفر هاربا.

كانت مشرحة مستشفى المنشاوي استقبلت 3 جثث لعائلة مكونة من أم وتدعى بدرية في العقد الخامس من العمر والجثة الثانية لابنتها وتدعى أمنية الشرقاوي في العقد الثاني من العمر، وشقيقها الأصغر يدعى محمود الشرقاوي في العقد الثاني من العمر.

وأضاف مصدر داخل المستشفى أن الجثث التي تم استقبالها عبارة عن أشلاء متفحمة بدون رأس وغير متعارف على أي معالم لأجسادهم.