أسعار مرتفعة وسرقة ومجاعة.. كيف يعيش سكان غزة وما علاقة حماس بالمأساة؟
أوضاع مأساوية يعيشها سكان قطاع غزة، ما بين القتل والتهجير وقلة الموارد أو ربما انعدامها، لدرجة جعلتهم يسأمون من الحياة بما فيها، وينقمون على حركة حماس وقادتها، معتبرين أنها ورطتهم في هذه الأوضاع بخلقها حربا جديدة مع حماس، يدفع ثمنها أبناء الشعب الفلسطيني فقط.
وأعلنت منظمة الفاو إن أكثر من 46% من الأراضي الزراعية في غزة دمرت جراء الحرب، وأن 97% من المياه في القطاع غير صالحة للاستهلاك البشري، ووفقًا لتقارير وكالة الأونروا، فإن المساعدات التي تدخل قطاع غزة توفر ما لا يزيد عن 3% من احتياجات سكان القطاع.
وقد سئم سكان غزة الوضع الذي خلقته قيادة حماس لها بعد نشوب حرب أكلت الأخضر واليابس؛ فالأسعار مرتفعة جدا، وسرقة المواد الغذائية.
بعض الأصوات الفلسطينية عبرت عن غضبها مما تفعله حماس، فمع تزايد الاستياء الشعبي من قيادة حماس،تصر الحركة على تشتيت الانتباه نحو الحرب مع إسرائيل وتصدير أن هذه الحرب هي سبب مشاكلهم الحالية، ولكن تحويل التركيز نحو إسرائيل هو خطة من قيادات حماس التي فشلت في إدارة القطاع وسلمته لحرب دمرت كل شيء.
حاليا يعيش أهالي القطاع مأساة كبرى ومجاعة يشاهدها الجميع ومنهم من يوجه اصابع الاتهام لحركة حماس.
وقبل بدء الحرب الأخيرة، كانت تدخل غزة يوميا 500 شاحنة محملة بالإمدادات التجارية والإنسانية. أما اليوم فقد تضاءل هذا العدد إلى حوالي 98 شاحنة في المتوسط لهذا الشهر
وأكد المتحدث باسم منظمة اليونيسيف بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا سليم عويس، أن الواقع الآن في غزة صعب جدا، وأن هناك أكثر من 96% من السكان بشكل عام في قطاع غزة يعانون من مستويات انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية ومرحلة 5 وهى أعلى مرحلة من التصنيف الدولي.
وقال عويس - في تصريحات صحفية - "نحن نوجه النداء ليس لإعلان المجاعة، ولكن للتعامل مع الوضع ومنع المجاعة التي ما زالت وشيكة وما زالت خطر يحدق بآلاف الأطفال، لذلك يجب الآن وقبل كل شيء وقف فوري لإطلاق النار لتلك الأسباب الموجودة على الأرض، ولكن وفي غياب وقف النار يجب أن يكون هناك دخول مستمر للمساعدات وهو ما لا يحدث".
وشدد عويس على أن غزة الآن تعاني من نقص حاد في الغذاء والتغذية وهو ما يمثل خطرا شديدا على 3 آلاف طفل قد يواجهون الموت جوعا إذا ما حصلوا على التغذية اللازمة، لذلك "اليونيسيف" تعمل على إدخال الإمدادات الغذائية بشكل كبير، ولكن الذي يتم السماح له بالدخول من المساعدات قليل جدا".
وذكر تقرير دولي صادر عن الأمم المتحدة أن الوضع تدهور بعد تجدد الأعمال القتالية في أوائل مايو الماضي، وقد نزح أكثر من مليون شخص منذ بدء العملية الهجومية في رفح بعد هجمات بالبر والبحر بأنحاء قطاع غزة وتوسيعها إلى دير البلح وخاصة مخيم النصيرات.
وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى المحافظات الجنوبية التي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي والعراقيل عند معبر كرم أبو سالم. وأشار إلى أن تركز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض مما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.
وذكر التقرير الدولي أن أحدث البيانات تفيد بأن أكثر من نصف الأسر اضطرت- من أجل شراء الطعام- إلى استبدال ملابسها بالمال فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها. وأفادت أكثر من نصف الأسر بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20% من الأسر أياما وليال كاملة دون تناول أي طعام.