الجن حرقها.. تفاصيل مثيرة جديدة في العثور على سيدة متفحمة ببيت مهجور بكرداسة
قرر قاضي المعارضات بمحكمة شمال الجيزة الكلية، تجديد حبس ترزي ١٥ يوما على ذمة التحقيقات في اتهامه بقتل شقيقته وحرق جثتها لإخفاء جريمته بدافع سرقتها.
تحريات المباحث الجنائية بالجيزة كشفت عن مفاجآت مثيرة في العثور على جثة سيدة متفحمة داخل منزل مهجور بمدينة كرداسةـ وادعاء الأهالي أن البيت مسكون مرددين: "الجن حرقها".
اعتاد أهالي قرية بني مجدول شمال الجيزة تحديدا مدينة كرداسة خلال الفترة الأخيرة مشاهدة اشتعال مفاجئ للنيران داخل منزل جيرانهم الذين يهرعون للخارج، ويقومون بمساعد الأهالي بإخماد الحريق ثم العودة للمنزل دون خسائر في أرواحهم حتى أطلق الأهالي على المنزل، لقب "البيت الملعون" بعدما تردد أن "الجن" هو من يشعل النيران في المنزل فاضطر ملاكه لتركه مهجورا والانتقال لمنزل آخر.
البيت الملعون
لم يتبق في "البيت الملعون" كما أطلق عليه أهالي القرية سوى بعض الطيور التي تأتي ابنة أصحاب المنزل يوميا لإطعامهم، إلا أنها في أحد الأيام ذهبت ومر وقت طويل لم تعد فيه لمنزلها، ما أقلق زوجها وبناتها الأربع، وذهب زوجها للاطمئنان عليها والبحث عنها ليصطدم بمفاجأة مرعبة بعدما عثر على جثتها داخل إحدى شقق المنزل متفحمة تماما، لتتعالى صرخات استغاثته ويردد أفراد أسرتها والأهالي "الجن حرقها".
الجن حرق سيدة كرداسة
أثناء مروره على أقسام الشرطة ومتابعته عدد من فرق البحث، أجاب اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية على إشارة عبر جهاز اللاسلكي واردة من رئيس مباحث مركز كرداسة، يخطره فيها بالعثور على جثة سيدة متفحمة داخل منزل في قرية بني مجدول وأسرتها تتهم " الجن والعفاريت" بحرقها، مرددين أن المنزل مسكون وأنهم تركوه بسبب اشتعال النيران فيه بشكل مستمر دون سبب.
ترأس شعراوي فريق بحث رفيع المستوى من ضباط فرقة شمال أكتوبر، كانت أولى خطواته معاينة مسرح الحادث واستجواب زوج وأسرة المجني عليها للوقوف على ملابسات الجريمة، قالت أسرة المجني عليها وعدد من جيرانها إن المنزل منذ فترة طويلة تشتعل فيه النيران دون مقدمات ما أكد لهم أن الجن هو من يحرق المنزل باستمرار، ليقرروا تركه والانتقال إلى منزل آخر إلا أنهم تركوا "الطيور" التي يقومون بتربيتها، وتتولى السيدة المجني عليها رعايتهم وإطعامهم حتى انتقم منها الجن وحرق جسدها.
روايات مرعبة غير مقنعة
ساعات من الروايات المرعبة لم تقنع رجال البحث الجنائي بالجيزة، بعدما أكد الحس الأمني لهم وجود طرف يتلاعب بكل هؤلاء لمصلحة شخصية له، فكانت الخطوة التالية في خطة البحث بفحص خلافات وعلاقات المجني عليها وآخر المترددين على "البيت الملعون" كما يطلق عليه الأهالي حتى عثر ضباط كرداسة على الخيط الأول لحل اللغز بمشاهدة أحد الجيران لشقيق المجني عليها "تروي" أثناء خروجه من المنزل المهجور في وقت معاصر للعثور على جثتها.
انطلقت خطة البحث من تلك النقطة بفحص علاقة المجني عليها لشقيقها ليتبين أنهما على خلاف بسبب اقتراض أخيها مبلغ ٢٠ ألف جنيه منها، ورفضه ردها لها علاوة على ما أكده الطب الشرعي أن المجني عليها تم خنقها ثم حرق جثتها، وأكد زوجها اختفاء قرط ذهبي من إذنها، بعد جمع عدد من الأدلة وإشارة أصابع الاتهام لشقيق المجني عليها انطلقت قوة أمنية نجحت في إلقاء القبض عليه لمواجهته ففجر عدة مفاجآت خلال استجوابه.
شقيق المجني عليها كلمة السر
قال شقيق المجني عليها انه من قتلها بالفعل بعدما استمرت في مطالبته برد المبلغ الذي اقترضه منها، وكان يعلم بارتدائها "حلق دهب" ولعلمه بمواعيد ذهابها لمنزلهم القديم قرر التخلص منها، وبالفعل ذهب إليها واستدرجها إلى داخل شقة فارغة أعلى سطح المنزل حتى لا يشاهده الجيران، وتحجج لها برد المبلغ المالي وعندما طالبته به تشاجر معها وأطبق يديه على رقبتها حتى حجزت عينيها وفارقت الحياة، فتركها لتسقط أرضا واستولى على قرطها الذهبي وهاتفها المحمول وسكب بنزين على جسدها وأشعل فيها النيران حتى يخفي آثار جريمته وفر هاربا.
خلال استكمال استجوابه فجر المتهم مفاجأة أخرى، حيث قال إنه من كان يشغل النيران في منزل أسرته القديم، حيث اعتاد سرقة متعلقات من المنزل ثم يشعل النار في أي جزء من المنزل في غفلة منهم ليشتت انتباههم عن السرقة، وكان السبب في إدخال فكرة حرق الجن للمنزل بعقولهم حتى صدقوها تماما لكثرة الحرائق دون مقدمات أو سبب واضح، وانتشر الأمر في القرية بأكملها ليقرروا ترك المنزل فارغا خوفا منه.
رواية الجن الكاذبة
وأضاف المتهم أن فكرة حرق جثة شقيقته للإيحاء لهم بأن الجن انتقم منها لاستمرارها في الذهاب للمنزل، وهو ما صدقه بالفعل اهله فور العثور على جثتها متفحمة حتى كشف فريق المباحث الجنائية بالجيزة كذب رواية الجن برعاية المتهم.
أدلى المتهم باعترافات تفصيلية بقتل شقيقته أمام نيابة شمال الجيزة الكلية التي قررت حبسه ٤ أيام على ذمة التحقيقات وقرر قاضي المعارضات استمرارها لمدة ١٥ يوما.