وصفها أفلاطون بالتفصيل.. حقيقة العثور على مدينة أتلانتس المفقودة

في أعماق المحيط الأطلسي، حيث تلتقي الأساطير بالواقع، اكتشف باحثون في إسبانيا سلسلة من الجزر المفقودة التي غرقت في المحيط منذ ملايين السنين. 
هذا الاكتشاف المذهل الذي يمكن أن يكون له صلة بأسطورة أتلانتس الشهيرة قد يغير فهمنا للنشاط البركاني والجيولوجي تحت البحر.
العلماء يتوصلون لحقيقة أتلانتس
خلال استكشافهم لقاع البحر قبالة الساحل الشرقي لجزيرة لانزاروت، جزء من جزر الكناري الإسبانية، توصل فريق من العلماء إلى اكتشاف جبل بحري يحمل ثلاثة براكين غير نشطة.
وأطلق العلماء على هذا الجبل المكتشف اسم "جبل أتلانتس"، في إشارة إلى الحضارة الأسطورية التي تحدث عنها الفيلسوف أفلاطون، والتي قيل إنها غرقت في المحيط كعقاب إلهي على انحرافها عن الأخلاق.
وقال لويس سوموزا، رئيس مشروع دراسة النشاط البركاني قبالة جزر الكناري والجيولوجي بالمعهد الجيولوجي والتعدين في إسبانيا (IGME-CSIC)، إن هذه الجزر المفقودة تعود إلى العصر الإيوسيني، وهو فترة زمنية تعود إلى ما بين 56 و34 مليون سنة مضت. 
وأوضح سوموزا في تصريحاته أن هذه الجزر كانت نشطة بالبراكين، لكن مع توقف الثوران البركاني، بدأت الحمم البركانية المتجمدة تغرق تحت ثقلها في أعماق المحيط.
وأضاف سوموزا أن بعض معالم هذه الجزر القديمة لا تزال قائمة حتى اليوم، حيث تم تحديد شواطئ ومنحدرات وكثبان رملية على قمة الجبل البحري. 
ويعتقد أن الرمال التي تغطي الصخور البركانية قد تكون ترسبت أثناء عملية غرق الجزر.
شواطئ مدينة أتلانتس
واكتشفت هذه الشواطئ على عمق 200 قدم (60 متر) فقط تحت سطح المحيطات. 
وأشار سوموزا إلى أنه خلال العصر الجليدي الأخير، عندما كانت مستويات سطح البحر أقل بكثير مما هي عليه اليوم، ظهرت هذه الجزر مرة أخرى إلى السطح، حيث يمكن أن تكون قد شكلت موطنًا للحياة البرية.
وفيما يتعلق بالخطوات المقبلة، يخطط فريق البحث لتحليل العينات التي تم جمعها من "لوس أتلانتس" لتحديد تاريخ الصخور البركانية ومعرفة متى بدأت الجزر في الغرق، كما يعتزمون العودة إلى منطقة جزر الكناري لاستكمال أبحاثهم في رحلة استكشافية العام المقبل.
اكتشاف هذه الجزر المفقودة تحت المحيط الأطلسي ليس مجرد إنجاز علمي، بل هو خطوة نحو فهم أعمق لتاريخ كوكبنا وربما حتى إحياء بعض من أساطيره الأكثر غموضًا، من يدري؟ قد تكون هذه الجزر القديمة هي فعلًا الجزء المفقود من أسطورة أتلانتس.