مُسعف استشهد خلال عمله بغزة يوصي بتسليم أمانة مسروقة
بعد استشهاده خلال عمله كمسعف في قطاع غزة، سارع أصدقاؤه بالبحث عن متعلقاته الشخصية لتسليمها لأقاربه، ليفاجأوا بأمانة أوصى بتسليمها حال استشهاده، إذا لم يستطع تسليمها بنفسه، لكن القدر حال أن يسلمها لأصحابها.
كانت المفاجئة أن الشهيد المسعف عبدالله البريم، استطاع استرداد بضاعة من أحد المحلات التجارية كان قد سرقها بعض اللصوص، لكنه تمكن من إيقافهم والحصول عليها، وقام بتغليفها وكتب عليها اسم «مركز كهرمانة»، داعيا أقاربه لتوصيلها إليهم.
وحسبما نقلت وكالة «صفا» الفلسطينية، فقد واجه المسعف خلال فترة عمله بهذه الحرب مواقف عدة، عمل على تنفيذها إلا هذا الحق، وهو وجب عليه رده لأصحابه لكنه لم يستطع الوصول إليه، ولم يكن أحد يعرف بتلك القصة إلا بعدما نشر مركز »كهرمانة« للملابس في قطاع غزة منشورًا عبر صفحته على موقع فيسبوك مرفقًا بصورة تحتوي أكياس وورقة كتب عليها كلمات الشهيد المسعف.
وجاء في وصية الشهيد، من باب الأمانة إن ربنا قدر ولم أتمكن من توصيل هذه الأغراض لأصحابها في مركز كهرمانة فإني أطلب منكم توصيلها لهم، وتابع: «هذه أغراض قمت بأخذها من لصوص سرقوها من المحل واحتفظت بها في خزانتي، إن لم أتمكن أنا من توصيلها فعلى من يقرأ هذه الورقة من أهلي أو زملائي توصيل الأمانة لأصحابها، سامحونا».
ووفق رواية الأهل فقد شاهد المسعف الشهيد مجموعة لصوص تخرج من المركز التجاري يحملون بعضًا من بضاعته فقام باعتراض طريقهم واستعادة المسروقات وحفظها داخل خزانته الشخصية بالمستشفى، وعند استشهاد المسعف أبلغت إدارة ذويه بوجود أمانة ومتعلقات لابنهم، وبعد ذهابهم لاستلامها وجدوا بضاعة المركز التجاري، ورغم عناء التواصل وصعوبة التحرك والتنقل آثر أهل الشهيد المسعف أن تنفذ وصية ابنهم بعد استشهاده.