رعب بالوادي الجديد.. تفاصيل هجوم الطريشة على المنازل بالواحات
حالة من الرعب ومأساة حقيقية يعيشها أهالي الوادي الجديد في فصل الصيف من كل عام وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تسببت في خروج العقارب والأفاعي من جحورها ودخولها منازل الأهالي حماية لها من أشعة الشمس الحارقة، الأمر الذي تسبب في تعرض العديد من الأهالي للدغات العقارب والطريشة السامة.
وكانت مديرية الصحة بالوادي الجديد قد سجلت 78 حالة لدغ عقرب و4 حالات لدغ ثعبان خلال 22 يومًا فقط، الأمر الذي تسبب في جدل وذعر واسع بين المواطنين حول انتشار الثعابين والعقارب، خاصة في القرى النائية بالواحات، وذلك في ظل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة الذي تسبب في خروج العقارب والثعابين من جحورها، بحثًا عن مصادر المياه والظل وهربًا من درجات الحرارة المرتفعة التي تُصبح قاتلة في بعض الأحيان.
يقول صبحي أبو النصر، قصاص أثر الثعابين، إنه يوجد أكثر من طريقة لمواجهة الثعابين والعقارب والتي كانت تتمثل في وضع البيض والتونة لجذبها ثم اصطيادها بعد ذلك، موضحًا أن هذه الطريقة أصبحت لا تجدي، خاصة مع انتشار هذه الزواحف بصورة كبيرة نتيجة التغير المناخي والارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
وتابع أبو النصر أن هذا الانتشار سبب أضرارًا كبيرة على المواطنين، وخاصة الأطفال الذين لا يتحملون هذه اللدغات والتي كادت أن تؤدي بحياتهم.
وأضاف أن انتشار هذه الزواحف يؤثر كذلك على فرص الاستثمار، خاصة في الأماكن الصحراوية التي يكثر فيها، إذ إنه دفع البعض إلى الفرار منها نظرًا لعدم قدرته على منع هذه الزواحف من التسلل إلى مكان سكنه، وعدم قدرته كذلك على تحمل تكاليف الشركات الخاصة بمكافحة هذه الزواحف التي تتسم بأنها باهظة.
وأكد أبو النصر أن أسباب انتشار العقارب والثعابين وخروجها من جحورها تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، حيث تكون جحورها حارة للغاية، مما يُشكل خطرًا على حياتها، كما أكد أنها تخرج كذلك بحثًا عن الماء، فمع قلة مصادر المياه في فصل الصيف، تبحث تلك الكائنات عن أي مصدر ماء متاح للبقاء على قيد الحياة، لذا من الوارد أن تنجذب إلى بعض مصادر المياه المنزلية، مثل خزانات المياه وحمامات السباحة.
ولفت إلى أن من بين أسباب خروج العقارب والثعابين من جحورها أيضًا هو تفضيلها أماكن الظل هربًا من أشعة الشمس الحارقة، وهو ما يجعلها تختبئ تحت الصخور أو الأشجار أو تحت الأثاث المنزلي.
وأكدت مديرية الصحة بالوادي الجديد أنها وفرت كميات هائلة من الأمصال لمحافظة الوادي الجديد، بحيث أصبح هناك وفرة في عددها داخل الوحدات الصحية القروية البالغ عددها 62 وجميع المستشفيات بالمراكز والمدن بواقع 7 مستشفيات، بحيث أن الأمصال تتوافر بشكل كبير جدًا نظرًا لطبيعة المحافظة الصحراوية، وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الفترة الحالية مما يعرض المواطنين لهجمات الزواحف السامة مثل العقارب والثعابين أو ثعبان الطريشة.
واتخذت وزارة الصحة حزمة إجراءات تزامنًا مع الموجة الحارة، خاصة في المحافظات النائية، تمثلت في تجهيز غرف للاحتباس الحراري مع توفير الأمصال المضادة لسم العقارب والثعابين في جميع المستشفيات والوحدات الصحية، ونشر فرق للتوعية بمخاطر التعرض لدغ العقارب والثعابين وطرق الوقاية منها.