7 حقائق لا تعرفها.. هل الاحتفال بمولد النبي حرام أم حلال؟

 صورة لايف

لعل ما يطرح مسألة هل الاحتفال بمولد النبي حرام ؟، هو تلك الدعاوى التي تزعم أن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- بدعة ومن ثم تحرمه، فيما لا يمكننا قبول أن تمر ذكرى مولد أشرف الخلق نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- دون احتفالات، فليست بالحدث العادي، من هنا ينبغي الوقوف على حقيقة هل الاحتفال بمولد النبي حرام أم لا؟.
هل الاحتفال بمولد النبي حرام
قالت الدكتورة يمنى أبو النصر، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- يعد مناسبة تتيح فرصة لتجديد الإيمان وتعزيز القيم النبوية التي جاء بها النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
وأضافت “ أبو النصر” في إجابتها عن سؤال: هل الاحتفال بمولد النبي حرام ؟، قائلة: يا رسول الله، يأتي بعد أيام ميلادك الاحتفال، ويخرج علينا المتنطعون ليقولوا: حرام الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
وتابعت: كيف لا نحتفل بك وأنت نور الله إلينا؟ أنت رحمة للعالمين، أنت من جعلتنا مسلمين، أنت من يسرت لنا وبلغتنا، أنت من سالت الله سبحانه وتعالى أن يخرج من ظهور هذه الأمة من يوحده، يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
واستطردت: "اللهم صلِّ على سيدنا محمد في الأولين، اللهم صلِّ على سيدنا محمد في الآخرين، اللهم صلِّ على سيدنا محمد في الملا الأعلى في عليين. اللهم ارزقنا سنته، وارزقنا شفاعته، وارزقنا رؤيته في الدنيا والآخرة."
وواصلت: "اللهم إننا نشهدك أنه قد أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، يا رب العالمين، يا رسول الله، ما أوفينا حقك. يا رسول الله، بلغت وكلنا مقصرون، يا رسول الله، نسالك الصحبة، يا من اخترت الصديق صاحبا لك في الهجرة.
وأكملت: نسالك يا رسول الله صحبتك في الآخرة. يا رب، حرمنا أن نجتمع معك في الدنيا، نسالك يا رب العالمين أن تدخلنا مدخلك، وأن تسقينا من يدك الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا، يا رسول الله، نسالك مرافقتك في الجنة."
وأفادت: "أرى أنسًا يساعدك في الوضوء، يا رسول الله، وتسأله: 'يا أنس، أسألني.' يقول: 'يا رسول الله، ليس لي إلا أن أسالك مرافقتك في الجنة.' تقول له: 'يا أنس، أعني بكثرة السجود.' يا رسول الله، نسالك الرفقة، نسالك الرفق، يا رسول الله، شفاعتك. يا رسول الله، نسالك أن تجعل لنا في مدينتك مستقرًا ومقامًا ودفنًا بالبقيع.
ودعت قائلة:  ارزقنا يا رب زيارة المسجد الحرام، وزيارة منزل نبيك صلى الله عليه وسلم، وارزقنا الإقامة في مدينة رسول الله. يا رب، إنها من أحب البقاع إلى قلوبنا لوجود الحبيب فيها صلى الله عليه وسلم.
وأوضحت: "قصرنا يا رسول الله، قصرنا.. نعلم أننا مقصرون.. جئناك نسالك يا رسول الله أن تقف شافعًا لنا يوم القيامة، وتقول: 'يا رب، أمتي، أمتي، أمتي.' نعلم أننا أحدثنا بعدك، ولكن ضعفنا يا رسول الله. ضعفنا يا رسول الله."
وأفاضت: "اللهم نسالك رضاك، ولا تشغلنا بأحد سواك. اللهم، إنا نعوذ بك من أن نشرك بك ونحن نعلم، ونعوذ بك من أن نشرك بك ونحن لا نعلم.. جئناك نسالك أن تسأل الله لنا المغفرة، وتسأل الله لنا الرحمة، وتسأل الله لنا رفقتك. نسالك يا رسول الله، يا من توسل آدم بك إلى الله فقال: 'أسالك بحق محمد.' قال الله: 'وما أدراك بمحمد؟' قال: 'رأيت اسمه مقرونًا بلا إله إلا الله.' نشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدًا عبد الله ورسوله. اللهم ثبتنا يا رب بقولها، وانفعنا يا رب بفضلها.. ثبتنا يا رب بقولها، وانفعنا بفضلها، يا رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد. صلِّ على سيدنا محمد".
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
وكانت دار الإفتاء المصرية قد بينت أن الاحتفالُ بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان؛ فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري، كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف؛ فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم.
وأكدت أن المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين، وهذه الرحمة لم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره ﴿وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ﴾ [الجمعة: 3].
ونبهت  إلى أن الاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صَحَّ عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري.
واستندت لما قال ابن رجب: [محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوعَّدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ﴾ [التوبة: 24]، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رَسُولَ اللهِ، لأَنتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِن كُلِّ شَيءٍ إلا مِن نَفسِي، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «لا والذي نَفسِي بيَدِه؛ حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فقالَ له عُمَرُ: فإنَّه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِن نَفسِي، فقالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «الآن يا عُمَرُ» رواه البخاري] اهـ.
وأشارت إلى أن الاحتفال بمولدهِ صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علِمَ الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
الرد على من ينكر الاحتفال بالمولد النبوي
ولفتت إلى أنه مما يلتبس على بعضهم دعوى خُلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذهِ الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغًا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم رضي الله تعالى عنهم به صلى الله عليه وآله وسلم ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولاحرج في الأسَاليب والمسالك؛ لأنَّها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة، والتعبيرُ عن هذا الفرح إنما هو وسيلةٌ مباحةُ، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.
ودللت بما قد ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنَّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلا فلا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
وذكرت أنه إذا كان الضرب بالدُّفِّ إعلانًا للفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغزو أمرًا مشروعًا أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بالوفاء بنذره، فإنَّ إعلان الفرحِ بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا بالدفِّ أو غيره من مظاهر الفرحِ المباحة في نفسها أكثر مشروعية وأعظم استحبابًا.
وأفادت بأنه إذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربةً لله ورسولهِ بفرحه بمولِد خير البشر بأن يَجعلَه يشرب من نُقْرَةٍ مِن كَفِّه كل يوم إثنين في النار؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لَمَّا بَشَّرَتْه بميلادهِ الشريف صلى الله عليه وآله وسلم، كما جاء في صحيح البخاري، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون.
ونوهت بأنه قد سنَّ لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنَفسِهِ الشريفةِ جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف، فقد صح أنَّه كان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر مِنه عليه الصلاة والسلام على مِنَّةِ الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاتِه الشريفة، فالأَولى بالأُمَّة الائتساءُ به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على مِنَّتِهِ ومِنْحتهِ المصطفوية بكل أنواع الشكر، ومِنها الإطْعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، وكل ماعُونٍ يَنضَحُ بما فيه.
وأوضحت أنه قد نقل الصالحيُّ في ديِوانهِ الحافل في السيرة النبوية "سُبُل الهُدى والرشاد في هَدي خيرِ العِباد" عن بعضِ صالحي زمانه: "أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه، فَشكى إليه أن بعض مَن ينتسب إلى العلم يقول ببدْعِيَّةِ الاحتفال بالمولد الشريف، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: مَن فرِح بنا فَرِحنا به.