كيف يحدث ذلك؟.. حكاية مهندس هولندي يراهن على سيناء لإنقاذ البشرية

 صورة لايف

يرى المهندس الهولندي تييس فان دير هوفن أن شبه جزيرة سيناء يمكن أن تكون حلا محتملا لأزمة المناخ العالمية، من خلال مشروع طموح يهدف إلى إعادة إحيائها وتحويلها إلى منطقة غنية بالحياة البرية والنباتية. في تصوره،  ويمكن لسيناء أن تعود إلى سابق عهدها، عندما كانت مليئة بالخضرة والحياة الطبيعية منذ آلاف السنين، قبل أن تساهم الأنشطة البشرية كالزراعة في تحولها إلى صحراء قاحلة.
وفان دير هوفن، وهو مهندس هيدروليكي، قضى سنوات في تطوير مبادرة لإعادة تأهيل حوالي 13،500 ميل مربع من سيناء بهدف استعادة التوازن البيئي فيها. يعتقد أن إعادة الحياة النباتية والحيوانية إلى هذه المنطقة يمكن أن يساعد في امتصاص كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون، مما يسهم في تقليل ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ويمكن أن تؤدي هذه المبادرة إلى زيادة هطول الأمطار، توفير الغذاء، وخلق فرص عمل للسكان المحليين.
تفاصيل اهتمام فان دير هوفن بالمشروع
وبدأ اهتمام فان دير هوفن بالمشروع في عام 2016 عندما شارك في خطة لاستعادة الحياة البحرية في بحيرة البردويل شمال سيناء. لاحظ أن البحيرة، التي كانت في الماضي أعمق وأكثر امتلاءً بالحياة، قد أصبحت ضحلة ومالحة، مما أثر على التنوع البيولوجي فيها. فاقترح خطة لفتح ممرات المد والجزر لزيادة تدفق مياه البحر إلى البحيرة، مما يساهم في تحسين حالتها البيئية.
ما لفت نظر فان دير هوفن هو أن تضاريس سيناء، وفقًا لصور الأقمار الصناعية، تشبه الأنهار الجافة، مما يدل على أن المنطقة كانت خضراء في الماضي. واستنادًا إلى هذه الملاحظات، وضع خطته الطموحة لاستعادة النظام البيئي في سيناء، بدايةً من البحيرة، حيث يرى أن استخدام الرواسب المستخرجة منها يمكن أن يساعد في تحسين التربة وإعادة الحياة النباتية.
فكرة المشروع
وفكرة المشروع تعتمد على استعادة الأراضي الرطبة المحيطة ببحيرة البردويل لتصبح مأوى جديدًا للطيور والأسماك.
وثم الانتقال إلى مناطق أخرى في سيناء لزراعة نباتات مقاومة للملوحة بهدف تحسين نوعية التربة، وجعلها قادرة على دعم المزيد من النباتات.
وهذه العملية، وفقًا لفان دير هوفن، ستؤدي إلى زيادة التبخر وتكوين السحب، مما يسهم في تعزيز هطول الأمطار، وقد يؤدي إلى تغييرات إيجابية في أنماط الرياح والمناخ.
ويرى فان دير هوفن أن المشروع سيستغرق حوالي 5 إلى 7 سنوات لإعادة إحياء بحيرة البردويل بشكل كامل، ومن 20 إلى 40 عامًا لإعادة تشجير مناطق أوسع في سيناء.
وعلى الرغم من أن التحديات التي تواجهه كبيرة، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي في المنطقة، فإنه يظل متفائلًا بأن المشروع سيسهم في حل العديد من المشكلات البيئية والاقتصادية على المدى الطويل.
إعادة التشجير في هضبة اللوس
إضافة إلى ذلك، استوحى فان دير هوفن الكثير من مشروع إعادة التشجير في هضبة اللوس بشمال الصين، الذي نجح في تحويل منطقة قاحلة إلى مساحات خضراء واسعة. ويرى أن سيناء يمكن أن تشهد تحولًا مماثلًا، مما يعزز فكرته بأن استعادة النظم البيئية على نطاق واسع هو الحل الوحيد للتعامل مع الأزمات البيئية العالمية المتفاقمة.
ويعتقد دير هوفن  أن مشروعه معقد ولكن بالنظر إلى التهديدات المتزايدة من تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي، يعتقد أنه لا يوجد خيار غير المحاولة،ويدعو إلى استعادة الطبيعة بشكل شامل باعتبارها الحل الأمثل للتحديات البيئية التي يواجهها العالم.