يفوق حجم مجرتنا 140 مرة..انبعاث هائل من ثقب أسود يقع في كوكبة التنين
اكتشف علماء الفلك أكبر عملية انبعاث لمادة من ثقب أسود فائق الكتلة في كوكبة التنين، حيث بلغ الطول الإجمالي لهذا الانبعاث أكثر من 23 مليون سنة ضوئية.
تفاصيل الشبكة الكونية
ويُعد هذا الحجم الضخم أكبر بكثير من مجرة درب التبانة، إذ يصل إلى 140 مرة قطرها، مما يجعل الانبعاث يمتد عبر مسافات شاسعة تضاهي في اتساعها الهياكل التي تُعرف باسم "الشبكة الكونية".
تفاصيل حول الثقوب السوداء
وقد أفاد عالم الفلك مارتين لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا أن الانبعاث الكوني ليس مجرد حدث فلكي نادر، بل يكشف عن معلومات جوهرية حول طبيعة الثقوب السوداء فائقة الكتلة وتأثيرها على محيطها الكوني،موضحا أن هذه الاكتشافات تكشف عن الترابط العميق بين الهياكل الصغيرة والكبيرة في الكون.
وأشار أوي إلى أنه إذا تم تصغير حجم الثقب الأسود إلى 0.2 مليمتر، فإن النفاثات العملاقة التي تنتجها ستبدو وكأنها نافورة طاقة هائلة تقارن بحجم الأرض.
وأوضح أن النفاثات ليست شاذة، بل تتبع اكتشافات سابقة، مثل نفاثات ألكيونوس، التي تمتد على مسافة 16 مليون سنة ضوئية.
وتابع أوي:أن الشروط اللازمة لتوليد هذه النفاثات الكبيرة قد تكون شائعة في الكون أكثر مما كنا نعتقد.
ويتغذى الثقب الأسود على المواد الموجودة في قرصه، مما يسمح له بإطلاق النفاثات القوية من البلازما عبر خطوط المجال المغناطيسي إلى القطبين.
رغم أن وجود نفاثات بهذا الحجم يبدو غير عادي، إلا أنه يتطلب أن يكون الثقب الأسود في حالة تغذية مستمرة لمدة تصل إلى مليار عام، مما يثير تساؤلات حول كيفية توفر مثل هذا الخزان الضخم من المواد.
كما أن طول هذه النفاثات يعقد الأمور، إذ أنه مع زيادة طولها، تزداد احتمالية عدم استقرارها. وهذا يشير إلى أن عدم الاستقرار قد يؤدي إلى انهيار النفاثة، مما يجعل كيفية استمرار نفاثات مثل بورفيريون مستقرة على مسافات شاسعة من الزمكان لغزًا يستحق الدراسة.
وتشير الدراسات إلى أن هذه النفاثات قد تلعب دورًا في تشكيل الشبكة الكونية، التي تمثل بنية هائلة تتكون من المادة المظلمة والمجرات.
و يُعتقد أن هذه النفاثات قد تكون المسؤولة عن ارتفاع درجات الحرارة في الفراغات الكونية وهياكل المجال المغناطيسي الموجودة هناك، مما يضيف بُعدًا جديدًا لفهم كيفية تأثير الثقوب السوداء على الكون في مراحله المبكرة.
بناءً على حسابات الفريق، فإن طول نفاثات بورفيريون يعادل حوالي 66% من نصف قطر الفراغ الذي توجد فيه، مما يشير إلى دورها المحتمل في تشكيل الشبكة الكونية. هذه النتائج تفتح أبوابًا جديدة لفهم كيفية تفاعل المجرات والثقوب السوداء، وتأثيرها على تطور الكون.