جريمة كشفت المستور.. حكاية سعاد وشقيقها المزيف تزوجته وعاشرته في الحرام
لم تجد "سعاد ح." حيلة للرد على أهالي المنطقة في عين شمس، لتبرير وجود رجل غريب معها في الشقة التي تسكن بها، سوى القول: "ده أخويا"، حتى جاء مقتل ابن طليقها على يد "الخال المزيف" ليكشف المستور بين الأم وعشيقها.
تفاصيل مثيرة في تحقيقات قضية مقتل الطفل "عبدالرحمن في 2018 على يد عشيقها، في منطقة عين شمس بالقاهرة.
تزوجت سعاد من يونس (والد المجني عليه) قبل 5 سنوات، وعند حبسه تطلقا، وأخذت الطفل وشقيقه الأكبر يوسف لتعتني بهما، ثم تزوجت من المتهم الثاني "بيومي أ." موظف أمن، وتطلقا أيضًا إثر خلافات بينهما، لكنهما عادا للعيش سويًا بعلاقة غير مشروعة.
استشاطت "سعاد ح." عندما سمعت ابن طليقها عبد الرحمن يونس، (5 سنوات)، يبكي كعادته، فبدأت وصلة جديدة من تعذيبه بمشاركة "بيومي أ." الذي قدمته لجيرانها باعتباره شقيقها. تناوبا على ضربه وعضه وإطفاء السجائر في جسده، لكن الصغير لم يتحمل هذه المرة ومات متأثرا بجراحه لتكشف وفاته العلاقة بين طليقة الأب و"شقيقها المزيف".
ما إن شاهدت "سعاد" الجريمة هاتفت أحد جيرانها يدعى "بسام م."، تستنجد به لنقل طفل طليقها "عبدالرحمن" إلى المستشفى لإصابته بالحمى. هرع الجار إلى المستشفى حاملا الطفل، ليبلغه الأطباء بوفاة الصغير نتيجة التعذيب، ومن ثمَّ أبلغوا الشرطة بالواقعة.
"جت استأجرت الشقة من شهرين ومعها راجل وطفلين"، يقول "تامر" جار المتهمة في مساكن عين شمس، مشيرا إلى أنها ادعت أنها ستعيش مع شقيقها بيومي، لكن "اكتشفنا إنه طليقها السابق وعايشين مع بعض في الحرام".
ويتابع تامر: "المتهمة وشقيقها المزيف كانوا عايشين حياتهم بشكل طبيعي، لكن في الفترة الأخيرة سمعنا العيال بتصرخ وتستغيث"، مضيفًا أنها بررت صراخهم بقيامها بتربيتهم وعقابهم على الأفعال الخاطئة.
"عبد الرحمن جسمه كله عضّ وآثار حروق"، يصف الجار "بسام" حالة الطفل البالغ من العمر 5 سنوات بعد وفاته: "مكنش عندها رحمة وكانت سايباهم طول الوقت وقاعدة في الدور اللي فوق مع عشيقها، ولو عيل صرخ تضربه عشان يسكت".
وأضاف بسام، أن المتهمة اعتادت على تعذيب الطفلين ببشاعة، "كانت بتضرب يوسف، وربطته في السلم فترات طويلة من إيديه ورجليه زي الحيوانات، لكن ربنا نجاه".
سارع الأطباء بإبلاغ الشرطة التي حضرت في ثوانِ معدودة، واستجوبت جار المتهمة عن حكاية الطفل، ليرد قائلًا: "أمه قالتلي عنده حمى وجيت ألحقه"، ليخبره أحد الضباط بضرورة إيصالهم للمتهمة بعدما تأكدوا من آثار التعذيب التي سببت موته.
ظل بسام مُحافظًا على هدوئه، ليتمكن من إحضار المتهمة دون قلق أو خوف، وزعم أن الطفل لازال على قيد الحياة، وعليها الذهاب معه للاطمئنان عليه، رفضت في البداية، ولكن مع ظهور ملامح السَكينة على وجهه، رافقته للمستشفى، وعندما وطأت أقدامها البوابة ضبطها رجال الشرطة بقيادة المقدم محمد السيسي، واعترفت أن عشيقها كان يساعدها في تعذيب الطفلين.
بتفتيش مسكنهما عثر على طفلها الأكبر مربوطا في إحدى زواياه، وبه كدمات وسحجات، فتم عرضه على المستشفى الأردني بعين شمس، وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة.
وقررت نيابة عين شمس، برئاسة المستشار محمد الفخراني، حبس المتهمين على ذمة التحقيقات في اتهامهما بتعذيب المجني عليه حتى الموت، وسلَّمت الطفل يوسف لأحد رجال الأمن للاعتناء به، لحين تسليمه لوالدته.