مراتي اتجوزت عليا.. تفاصيل أغرب قضية خلع في محكمة الأسرة لسيدة تتهم زوجها بإهانتها
في قاعة محكمة الأسرة، وبين جدرانها التي شهدت العديد من القصص المؤلمة، كانت تقف سيدة في الأربعينيات من عمرها، ملامح وجهها تحمل آثار تعب السنين، وعينيها تفيض بالأسى. هي أم لثلاثة أطفال، كلهم يحملون اسم زوجها الذي طالما حلمت أن يكون شريك حياتها وحامي ظهرها. ولكن، بدلًا من أن تجد فيه الأمان والحب، وجدت نفسها ضحية اتهامات وخيانات لم ترتكبها، وضرب وإهانة لم تكن تتوقعها يومًا من الرجل الذي شاركت معه حياتها.
الاعتداء الجسدي والإهانة
تحدثت أمام القاضي وهي تحاول تمالك نفسها، رغم الغصة التي كانت تخنق صوتها: «زوجي اتهمني بالزواج من رجل آخر وأنا ما زلت على ذمته. لم يراعِ أنني أم لأولاده، وأنني تحملت الكثير لأجلهم، كانت كلماتها تنساب ببطء، وهي تحاول أن تنقل صورة حياتها التي تحولت إلى جحيم. «زوجي لا يعرف الرحمة. كان يعاملني بقسوة لم أتصورها في أسوأ كوابيسي. كان يسبني بألفاظ نابية، كلمات لم أسمع مثلها في حياتي. لم يتوقف الأمر عند الإهانة اللفظية، بل تعداه إلى الاعتداء الجسدي. تعرضت للضرب المبرح منه عدة مرات، حتى أنني اضطررت لمغادرة منزل الزوجية، والهروب إلى منزل أهلي».
توقفت السيدة للحظة، وكأن الذكريات تعود لتطاردها من جديد، ثم تابعت: «عندما وقف أخي بجانبي وواجهه، فوجئت بزوجي يحرر محضرا ضدي وضد أخي، متهمًا إيانا بالاعتداء عليه، وتساءلت كيف لرجل أن يدعي بأنه ضحية وهو الذي ضربني وأهانني؟».
رغم كل هذه الأهوال، كانت الزوجة تسعى جاهدة للحفاظ على بيتها من أجل أولادها. «تحملت الكثير لأجل أولادي، كنت أحلم أن يكبروا في جو أسري مستقر. كنت أعتقد أن الأمور ستتحسن مع الوقت، وأن زوجي سيهدأ ويعود إلى رشده. لكن كلما مر الوقت، كان يزداد همجية وتعنتًا. لم يكن يعاملني فقط بوحشية، بل أظهر لي وجهًا آخر رغم أنه مهندس، مهنته التي كنت أعتقد أنها تعني العقلانية والتفكير المنطقي، ولكن للأسف، كان يتصرف بتهور وعنف».
بعد أن غادرت بيت الزوجية، لم تتوقف المعاناة. «لاحقني زوجي بالعديد من القضايا، لكن القشة التي قصمت ظهر البعير كانت عندما اتهمني بجريمة الزنا ادعى أنني كنت أعيش مع رجل آخر بينما كنت ما زلت على ذمته. كان هذا الاتهام بمثابة سكين في قلبي. كيف له أن يشك في شرفي؟ كيف لرجل عاش معي كل هذه السنوات وشهد على تربيتي لأطفاله أن يلقي بي في هذه التهمة البشعة؟»
اتهامات بالزنا باطلة
ومع ذلك، استطاعت السيدة أن تثبت براءتها أمام المحكمة. «المحكمة أصدرت حكمًا بتبرئتي من هذه التهمة الظالمة، لكن ذلك لم يكن كافيًا ليعيد لي كرامتي أو يمحو الألم الذي عشته»، بعد سماع الشهود، ودراسة المستندات التي قدمها محاميها، بما في ذلك الأحكام التي تثبت براءتها، قضت المحكمة بقبول دعوى الطلاق التي رفعتها السيدة. أخيرًا، نالت الطلاق الذي طالما انتظرته، طلقة بائنة تخلصها من سنوات العذاب والاتهامات.