أسطورة عضة الثعبان.. ماذا يحدث للطماطم عند تعرضها للثقوب السوداء؟

 صورة لايف

في الآونة الأخيرة، انتشرت شائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الطماطم التي تحتوي على ثقوب سوداء، مُدعيةً أنها نتيجة لعضة ثعبان، هذا التحذير أثار حالة من الخوف والقلق بين المستهلكين، مما يستدعي توضيح الحقيقة حول هذا الادعاء وما يحدث للطماطم عند تعرضها لمثل هذه الظروف.

من جانبها قالت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، إن ما تم تداوله من صور ومقطع صوتي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشأن مظاهر إصابة ثمار الطماطم، والذي فسره المقطع بأنه ناتج عن سم الثعابين، أمر غير صحيح.

وأضافت الوزارة في بيان لها، أن أحد الخبراء بقسم بحوث الخضر بمعهد بحوث البساتين، أكد أن مظهر الإصابة الوراد في الصورة، هو مظهر إصابة عادي جدا يرجع إلى إصابة الثمار الخضراء بإحدى الديدان السلكية أو القياسة وأنه تمت مكافحة الآفة ونضجت الثمار لكن الإصابة تركت الأثر الظاهر عليها.

وأشار البيان إلى أنه ليس لتناول ثمرة الطماطم التي تم معالجتها أي ضرر، وتابع: ننصح بقطع الجزء المثقوب كناحية نفسية فقط قبل تناولها.

وتابع البيان: الكلام إن الإصابة تعود إلى عضة ثعبان.. هذا كلام بعيد تماما عن المنطق والعلم فالثعابين ليست نباتية التغذية منها السام وغير السام وجميعها لحمية التغذية أي تتغذى على الحيونات كالضفادع والفئران والأرانب، ومنا الأكبر التي تتغذى على حيوانات أكبر ولا علاقة لها بالنباتات، كما تلجأ السامة منها للعض لقتل ضحيتها أو تخديرها تمهيدا لابتلاعها وهذا الهدف من العض أو في بعض الأحيان دفاعا عن نفسها ضد حيوان أقوى منها.

وناشدت وزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، وسائل الإعلام المختلفة، ورواد مواقع التواصل الإجتماعي، بتحري الدقة فيما يتم نشره وإذاعته، لعدم إثارة البلبلة بين المواطنين، مؤكدة على ضرورة استيفاء المعلومات من مصادرها الرسمية.
هل تتأثر الطماطم بعضة الثعبان؟
فى إطار هذا قال الدكتور عبد الرحمن شمس خبير التغذية أولًا، من المهم أن نفهم أن الثعابين لا تهاجم النباتات أو المحاصيل الزراعية بشكل مباشر. إنهم حيوانات تتغذى على الثدييات والطيور والحشرات، وليس على الفواكه والخضروات، لذا، فإن فكرة أن عضة ثعبان تؤدي إلى تلف الطماطم ليست سوى أسطورة لا تستند إلى أي دليل علمي.
ماذا يحدث للطماطم في حال تعرضها للإصابة؟
1. تأثير الحشرات: في الواقع، الثقوب السوداء التي تظهر على الطماطم عادة ما تكون نتيجة للإصابة بحشرات مثل سوسة الطماطم (التوتا ابسليوتا). هذه الحشرة الصغيرة تدخل الثمار وتبدأ في التغذي عليها، مما يتسبب في ظهور ثقوب وتلف واضح. يمكن أن تؤدي هذه الإصابة إلى تقليل جودة المحصول وإنتاجيته إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال.
2. تدهور الجودة: الطماطم التي تُظهر علامات الإصابة قد تكون أقل حلاوة، مما يؤثر على مذاقها. هذا يجعلها أقل جاذبية للمستهلكين، مما قد يسبب خسائر للمزارعين في السوق.
3. الصحة العامة: على الرغم من المخاوف المحيطة بتناول الطماطم المتضررة، فإن هذه الحشرات لا تُعتبر خطرة على الصحة عند تناولها، شرط أن تكون الثمار مغسولة ومطهية بشكل جيد. تُعتبر الطماطم مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمواد الغذائية، ولا تُشكل تلك الثقوب خطرًا صحيًا مباشرًا.
4. نقص المعلومات الدقيقة: انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة يمكن أن يؤدي إلى إرباك المستهلكين، مما يجعلهم يتجنبون شراء الطماطم المتضررة دون سبب حقيقي. من المهم أن تكون هناك توعية كافية حول كيفية التعرف على الطماطم الصحية وكيفية التعامل مع المحاصيل المتأثرة بالآفات.
5. الإدارة السليمة للمحاصيل: من الضروري على المزارعين اتباع أساليب زراعية مستدامة لمكافحة الحشرات.. هناك عدة طرق لمكافحة سوسة الطماطم، مثل استخدام المبيدات الحشرية البيئية أو زراعة الأصناف المقاومة، مما يساهم في حماية المحاصيل وضمان سلامتها.
أهمية الوعي الزراعي
يتضح أن الشائعات المتعلقة بعضة الثعبان وما ينتج عنها من أضرار للطماطم ليست سوى معلومات مضللة. يتطلب الأمر من المستهلكين أن يكونوا أكثر وعيًا وأن يعتمدوا على المعلومات الدقيقة والموثوقة. من خلال تعزيز الفهم حول الزراعة والصحة الغذائية، يمكننا مواجهة مثل هذه الشائعات وتجنب الفزع غير المبرر.
من المهم أن نتحلى بالمعرفة الكافية حول كيفية الحفاظ على صحة المحاصيل وجودتها، مما يساعد في تعزيز ثقة المستهلكين في المنتجات الزراعية المحلية.