من الأنفاق للاغتيال.. هل كان ينوي يحيى السنوار الهروب من غزة ؟
تم الإعلان عن مقتل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في ظروف غامضة بعد محاولته الهروب من القطاع.
السنوار، الذي ظل مختبئًا لفترة طويلة في شبكة الأنفاق تحت غزة، كان أحد أبرز قيادات حماس ويعتبر من العقول المدبرة لتوجهات الحركة السياسية والعسكرية.
مقتله جاء في وقت حساس للغاية، حيث كان القطاع يشهد تصعيدًا عسكريًا كبيرًا بين إسرائيل وحماس، وسط دمار واسع وارتفاع عدد الضحايا المدنيين.
وفقًا للتقارير، تشير الدلائل إلى أن السنوار كان يحاول الفرار من غزة، الأمر الذي أثار العديد من التساؤلات حول نواياه الحقيقية.
فبينما كانت الحركة تدعو إلى الصمود والمقاومة، بدا أن زعيمها يسعى للهرب والابتعاد عن الأوضاع المتدهورة في القطاع.
هذا الأمر أثار جدلًا واسعًا، حيث يرى البعض أن السنوار كان يعتزم النجاة بنفسه، تاركًا سكان غزة وأعضاء الحركة يواجهون الموت والدمار.
الأنفاق التي كان يستخدمها السنوار كملاذ آمن هي جزء من البنية التحتية التي طورتها حماس على مدى سنوات لمواجهة العمليات الإسرائيلية. ومع ذلك، فإن مقتله في هذه الأنفاق يشير إلى مدى الضغوط التي كانت تتعرض لها القيادة العليا للحركة في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي. فالهجمات المتواصلة واستهداف القيادات البارزة، بما في ذلك السنوار، مثلت ضربة كبيرة لقدرات حماس على مواصلة إدارة القطاع بفعالية.
الحكومة الإسرائيلية سارعت إلى استغلال الحادثة لتأكيد نجاح عملياتها العسكرية، معتبرة أن القضاء على السنوار يمثل خطوة حاسمة في تقويض قدرات حماس وإضعاف سيطرتها على القطاع. وأشارت بعض المصادر إلى أن مقتله قد يمهد الطريق لإعادة ترتيب الأوضاع في غزة، وربما يفتح نافذة لعودة السلطة الفلسطينية للسيطرة على القطاع.
ومع ذلك، يبقى الوضع في غزة معقدًا للغاية. فبينما يحتدم القتال وتستمر الغارات الجوية الإسرائيلية، يواجه سكان القطاع أوضاعًا إنسانية صعبة. الحصار المستمر ونقص المواد الأساسية يزيدان من معاناة السكان، ويجعل من أي تحرك سياسي أو عسكري أمرًا محفوفًا بالمخاطر. وفي ظل غياب قيادة واضحة لحماس بعد مقتل السنوار، يبقى السؤال مفتوحًا حول مستقبل القطاع ومصير سكانه في هذه الظروف القاسية.