بعد إعلان مقتله.. من هو هاشم صفي الدين "خليفة نصر الله"؟
أعلن حزب الله رسميا اغتيال رئيس المجلس التنفيذي بالحزب هاشم صفي الدين في غارة إسرائيلية، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وكان هاشم صفي الدين، المولود عام 1964، قد تردد اسمه مؤخرًا كخليفة محتمل للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل في 27 سبتمبر الماضي.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاجاري، إن الجيش ما زال يفحص نتائج الهجوم الذي استهدف صفي الدين في الضاحية الجنوبية.
كما أكد مصدر أمني لبناني لقناة "الجزيرة" أن حزب الله فقد الاتصال بصفي الدين منذ الغارة الإسرائيلية، حيث كان في مقر تحت الأرض وقت الاستهداف.
وأضاف المصدر أن إسرائيل قصفت فرق الإنقاذ لمنعها من الوصول إلى مكان الغارة، وأن هناك اتصالات دولية جارية للسماح بعمليات الإنقاذ، إلا أن إسرائيل أبلغت تلك الأطراف رفضها السماح بدخول الفرق إلى المنطقة المستهدفة.
من هو هاشم صفي الدين؟
هاشم صفي الدين هو ابن خالة نصر الله وصهر قاسم سليماني، القائد السابق لـ "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، ولد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر في منطقة صور جنوبي لبنان، وتلقى تعليمه في النجف وقم، مثل حسن نصر الله، وكان من بين مؤسسي حزب الله في عام 1982.
طُلب منه في عام 1994 تولى رئاسة المجلس التنفيذي في حزب الله خلفا لنصر الله، بعد عامين من تولي الأخير منصب أمين عام الحزب في أعقاب اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في غارة بطائرة مروحية، ويرى خبراء أنه قد أُعد لتولي قيادة الحزب منذ عام 1994، بعد دراسته في مدينة قم الإيرانية.
أُسندت لصفي الدين مهام الإشراف على الأنشطة السياسية والاجتماعية والثقافية والتعليمية لحزب الله، ويعد أحد الأعضاء السبعة المنتخبين في مجلس الشورى الحاكم لحزب الله، ويقال إنه التالي في ترتيب القيادة كخليفة لنصر الله، وقد أدرجته الولايات المتحدة والسعودية على قائمة الإرهاب في مايو عام 2017.
هاشم صفي الدين
تربط صفي الدين علاقات مصاهرة مع إيران إذ تزوج شقيقه، عبد الله صفي الدين، وهو ممثل حزب الله في طهران، من ابنة رجل الدين الشيعي، محمد علي الأمين، عضو الهيئة الشرعية في المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في البلاد، كما تزوج ابنه، رضا، عام 2020 من زينب قاسم سليماني، ابنة القائد الإيراني البارز الذي اغتيل في هجوم أمريكي بمسيّرة في بغداد في العام نفسه.
"تشابه بين الرجلين"
يرى الخبراء أن ما يزيد من حظوظ اختيار صفي الدين لخلافة نصر الله، هو المسار المتشابه بين الرجلين في قيادة الحزب.
وكان قد برز اسم صفي الدين على الساحة السياسية اللبنانية، بعد فترة طويلة في أداء دوره في الظل، في أعقاب تشديد الإجراءات الأمنية التي أحاطت بنصر الله، وهو ما دفعه إلى الظهور بدلا عنه في مناسبات عديدة ضمن أنشطة الحزب، لاسيما خلال المشاركة في مراسم تشييع جنازات عناصر وقيادات الحزب، ممن قُتلوا في لبنان أو خلال معارك الحزب في سوريا ضد المعارضة دعما للرئيس بشار الأسد.
ويرى البعض أن السنوات التي قضاها صفي الدين في مدينة قم الإيرانية أثرت في فكره السياسي، ففي إحدى كتاباته تطرق صفي الدين إلى تجربة رجال الدين الشيعة في قم وأهميتها مقارنة بتجربة النجف، وتأثيرها على الفكر السياسي لدى الشيعة بلبنان.
حسن نصر الله
ويعد صفي الدين مؤيدا لفكرة ولاية الفقيه، إذ يرى أن "نظرية ولاية الفقيه من أهم النظريات التي أخرجها الإمام الخميني من الأدلة الشرعية والعقلية لتكون مشروعا كاملا يعالج أهم المشكلات التي واجهت الحركات الإسلامية والتي أدت إلى حالة التشرذم التي تعيشه"، بحسب ما ذكر موقع المركز العربي لدراسات التطرف.
كما يُعرف عنه انخراطه في شؤون الحزب العسكرية، ويعتقد البعض أنه ينهض بدور مهم في إدارة الجناح الأمني لحزب الله، مما يجعله شخصية محورية في بناء العلاقات الدولية للحزب، لا سيما مع إيران وسوريا.
"العقاب آت حتما"
كان حزب الله قد بدأ في الثامن من أكتوبر العام الماضي عمليات عسكرية دامت لشهور شن فيها هجمات بإطلاق الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه شمالي إسرائيل، وردا على هجمات حزب الله المستمرة، شن الجيش الإسرائيلي في 11 يونيو 2024 هجوما صاروخيا على مركز قيادة للحزب في جويا في جنوبي لبنان، وأسفر الهجوم عن مقتل طالب سامي عبد الله، وهو قائد ميداني مخضرم، بالإضافة إلى ثلاثة آخرين من حزب الله.
وتحدث صفي الدين في جنازة عبد الله في 12 يونيو، متوعدا تكرار حزب الله هجماته ضد إسرائيل، وبحلول ذلك المساء، أطلق حزب الله عشرات القذائف باتجاه إسرائيل، مستهدفًا مقرا عسكريا إسرائيليا ومحطة مراقبة جوية عسكرية.
حزب الله
وردا على قصف حزب الله الصاروخي، شن الجيش الإسرائيلي في 14 يونيو هجوما صاروخيا استهدف منزل صفي الدين في مسقط رأسه في دير قانون في جنوبي لبنان، وأفادت مصادر إعلامية أن الهجوم استهدف صفي الدين ونائب زعيم حزب الله، نعيم قاسم، والمؤسس المشارك والزعيم السابق للحزب، صبحي الطفيلي، وبعد فترة وجيزة أعلن متحدث باسم حزب الله، لم يتم الكشف عن هويته، أن المبنى كان فارغا أثناء الهجوم.
كما أكد صفي الدين، في 18 سبتمبر الماضي، في كلمة أثناء مراسم تشييع عدد من قتلى تفجيرات "البيجر" التي استهدفت أعضاء في حزب الله أن هذا العدوان "سيكون له عقابه الخاص، وأن هذا العقاب آت حتما"، مضيفا: "سنكون أمام نمط جديد ومواجهة جديدة مع العدو حتى يعرف أننا قوم لا يتراجعون".