آخر تطورات مفاوضات وقف النار بين إسرائيل وحزب الله.. فماذا عن غـ زة؟
تشهد المنطقة حالة من الترقب الشديد إثر تداول العديد من التقارير التي تشير إلى اقتراب توقيع اتفاق وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحزب الله.
ويرى المحللون أن كلا الجانبين يسعى إلى تجنب تصعيد أكبر على الجبهة الشمالية، خاصة مع تصاعد وتيرة الاشتباكات والتوترات التي شهدتها الأسابيع الماضية بين الطرفين. وقد أكد بعض المصادر أن وساطات دولية تعمل على تسهيل الاتفاق في محاولة للحد من الخسائر البشرية ومنع انزلاق الأمور نحو مواجهة شاملة.
يأتي هذا في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا كبيرة على عدة جبهات، حيث أن الانخراط في حرب على عدة محاور قد يشكل تحديًا استراتيجيًا كبيرًا. ويبدو أن حزب الله، المدعوم من إيران، على استعداد للقبول بوقف إطلاق النار إذا ما حصل على ضمانات كافية بشأن وقف التصعيد الإسرائيلي وتخفيف الحصار المفروض على بعض المناطق اللبنانية. وفي هذا السياق، تم رصد تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية تهدف إلى تهدئة الأوضاع، حيث تسعى دول مثل فرنسا وروسيا إلى لعب دور الوسيط للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويجنب المنطقة تصعيدًا قد يمتد إلى دول أخرى.
من جانب آخر، لا يبدو أن الأمور تسير بنفس الوتيرة في الساحة الغزية، حيث تواجه المفاوضات بشأن اتفاق تبادل الأسرى جمودًا كبيرًا. وتتمحور هذه المفاوضات حول الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية مقابل جنود إسرائيليين تقول حماس إنها تحتجزهم في قطاع غزة. ورغم أن هذه القضية هي واحدة من أهم الملفات التي تثير جدلًا داخل المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء، إلا أن الفجوة الواسعة بين مطالب الجانبين تحول دون الوصول إلى اتفاق.
في المقابل، كثفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في شمال قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة، حيث شنت عدة غارات جوية استهدفت مواقع تابعة لحماس وفصائل فلسطينية أخرى. ويقول الجيش الإسرائيلي إن هذه العمليات تأتي في إطار ما يسميه "مكافحة الإرهاب"، مشيرًا إلى أنه يستهدف بنية تحتية عسكرية قيد الإنشاء ومخازن أسلحة. وبالنسبة للمراقبين، فإن استمرار هذه العمليات يعكس استبعاد إسرائيل لحل سريع على الساحة الغزية، ويعتبر البعض أن التصعيد المستمر يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على حماس، لدفعها إلى تقديم تنازلات في ملف تبادل الأسرى.
وفي ظل هذه التطورات، تعيش غزة حالة من التوتر، حيث أثرت الضربات الإسرائيلية على البنية التحتية وأدت إلى انقطاع في بعض الخدمات الأساسية، مثل الكهرباء والماء. كما تسببت هذه العمليات في تزايد الأعباء الإنسانية على السكان، خاصة مع استمرار الحصار المفروض منذ سنوات طويلة. وفي المقابل، ما زالت المقاومة الفلسطينية متمسكة بموقفها، حيث تؤكد حماس أن مسألة تبادل الأسرى مرتبطة بشروط واضحة، ترفض التنازل عنها تحت ضغط العمليات العسكرية.
وفي هذا الصدد، يرى بعض المحللين أن إسرائيل ربما تسعى لاستغلال الضغط العسكري كورقة في المفاوضات، إلا أن هذا النهج قد يؤدي إلى مزيد من التأزيم. ويتوقع آخرون أن تستمر حالة الجمود على الساحة الغزية لفترة طويلة، خاصة في ظل عدم وجود مؤشرات واضحة على إمكانية الوصول إلى اتفاق قريب.
بالمجمل، تعكس هذه التطورات الوضع المعقد والمتشابك في المنطقة، حيث تسعى بعض الأطراف إلى تحقيق تهدئة على جبهات معينة، في حين يبقى الوضع في غزة على صفيح ساخن مع احتمالية استمرار التصعيد في ظل غياب حل سياسي مستدام.