كان بيجهز لفرحه وراح فجأة.. القصة الكاملة لعامل الدليفري ضحية ابن زوجة شيف شهير

كان بيجهز لفرحه وراح
كان بيجهز لفرحه وراح فجأة.. القصة الكاملة لعامل الدليفري ضحي

في مسقط رأسه بقرية بسيطة بمحافظة بنى سويف، شُيع جثمان عبدالرحمن فراج محفوظ سيد، الشاب الذي لقي مصرعه في حادث دهس مأساوي تسبب به ابن زوجة شيف شهير. عبدالرحمن، البالغ من العمر 24 عامًا، كان يعمل سائقًا في شركة توصيل، يحلم بغدٍ أفضل لنفسه ولأسرته الصغيرة، لكنه رحل فجأة تاركًا خلفه أحلامًا لم تكتمل وقلوبًا مكلومة.

رحيل مفاجئ لـ دليفري الشيخ زايد ضحية ابن زوجة شيف شهير

بين دموع الأم المكلومة وصوت شقيقه المخنوق بالحزن، بدت جنازة عبدالرحمن وكأنها لحظة صادمة لكل من عرفوه، تحدثت والدته بصوت يملؤه الألم: «عبدالرحمن كان السند.. كان طيب القلب وشقيان عشاننا، وكان بيجهز شقته وبيفكر في فرحه، ما عرفش إن نهايته هتيجي بالطريقة دي».

في لحظة مؤثرة، وقف شقيق عبدالله بجوار قبره، ودموعه تنهمر بغزارة، وقال بصوت غلب عليه التأثر: «أخويا كان بيحلم يعيش، يكمل شغله ويتجوز زي أي شاب، اللي حصل ده حرام، ومش هنسيب حقه يضيع».

«رانج روفر» هاربة

في ليلة الحادث، كان عبدالرحمن يقوم بتوصيل طلبٍ جديد عبر دراجته النارية، عندما جاءت السيارة التي غيرت كل شيء. سيارة دفع رباعي من طراز «رانج روفر» بيضاء، يقودها ابن زوجة شيف شهير، كانت تسير بسرعة جنونية تتجاوز 160 كم/ساعة وفقًا لشهادات الشهود، قبل أن تصطدم بالدراجة وتسحق أحلام عبدالرحمن تحت عجلاتها.

حسام عقرب، شاهد عيان على الحادث، روى تفاصيل اللحظات الأخيرة لعبدالرحمن: «السيارة كانت طايرة، كأنها في سباق مش على طريق. حاول عبدالرحمن يغير الحارة بهدوء، لكن السيارة جت عليه مباشرة. سمعنا صوت خبطة رهيب، وبعدها جسمه طار في الهواء ووقع على الأرض. مازن (قائد السيارة) نزل مرتبك ومعاه حد، وبدل ما يحاولوا يساعدوا الضحية، اتصلوا بحد يجي يحل المشكلة وهربوا».

تحقيقات النيابة تكشف التفاصيل

وفقًا للتحقيقات الأولية التي أجرتها نيابة الشيخ زايد، فإن المتهم «مازن»، ابن زوجة الشيف الشهير، كان يقود السيارة وقت الحادث برفقة أحد أصدقائه. أظهرت المعاينة أن السيارة كانت تسير بسرعة هائلة مع وجود أعطال في نظام الفرامل، مما جعل التحكم فيها أمرًا مستحيلًا.

وقررت النيابة عرض المتهم على الطب الشرعي لإجراء تحليل المخدرات، لمعرفة ما إذا كان يقود السيارة تحت تأثير مواد مخدرة أو كحولية وقت الحادث، وسط اتهامات بالسرعة الجنونية والإهمال. كما أمرت النيابة بتفريغ الكاميرات المحيطة بموقع الحادث وتحليلها للوقوف على تفاصيل اللحظات الأخيرة لعبدالرحمن.

القصاص القانوني

وسط هذه المأساة، تقف عائلة عبدالرحمن مطالبة بالقصاص من المسؤول عن مصرع ابنهم. تقول والدته بصوت متحشرج: «عايزة حق ابني، مش عايزة أي أم تاني تعيش اللي أنا فيه. ابني راح، لكن حقه لازم يرجع».

شقيق عبدالله أيضًا أكد تصميم العائلة على الاستمرار في الإجراءات القانونية حتى النهاية: «مش هنسيب حق عبدالرحمن يضيع. اللي حصل معاه كان بسبب استهتار وإهمال. لازم الناس تعرف إن حياة الشاب ده مش رخيصة».

وداع لا ينسى

شهدت جنازة عبدالرحمن حضورًا كثيفًا من أهالي قريته، الذين لم يتمكنوا من حبس دموعهم أثناء وداعه. يقول أحد أصدقائه: «عبدالرحمن كان أطيب شخص عرفته، دايمًا مبتسم ومكافح، ما يستحقش النهاية دي».

بقي المشهد الأخير مؤثرًا للجميع، بينما تحمل الأسرة ألم الفقدان بقلوب مكسورة.

لم يكن عبدالرحمن مجرد عامل دليفري عادي، بل شاب مليء بالأحلام، أراد أن يصنع مستقبلًا مشرقًا لنفسه وأسرته، وكانت النيابة أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، وقررت إخلاء سبيل زوجة والدته- الشيف الشهير- بكفالة 20 ألف جنيه على ذمة التحقيقات، إذ كان المتهم يقود سيارته الملاكى وهو دون السنّ القانونية.