يتمنون عودة الأوضاع لسابق عهدها.. مأساة تجار القدس تصل لمواقع التواصل الاجتماعي
شهدت البلدة القديمة في القدس، المشهورة بأزقتها الضيقة وأجوائها التاريخية، عامًا يعتبره العديد من التجار الأصعب في حياتهم. مع تراجع أعداد السياح بشكل ملحوظ خلال العام الماضي، واجه تجار المنطقة صعوبات اقتصادية خانقة أجبرتهم على البحث عن طرق جديدة للتعبير عن معاناتهم، حيث لجأ العديد منهم إلى وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لإيصال صوتهم.
يعتمد التجار في البلدة القديمة بشكل كبير على السياح كمصدر أساسي لدخلهم، سواء من بيع التحف والهدايا التذكارية أو المنتجات اليدوية التي تعكس التراث الثقافي الفلسطيني. لكن الأحداث التي شهدها العام الماضي، سواء من تضييقات اقتصادية أو سياسية أو حتى التراجع في حركة السياحة بسبب الظروف الدولية، أسهمت في انخفاض حاد في عدد الزوار، مما أدى إلى تراجع الإيرادات بشكل كبير.
يقول محمد جابر، وهو صاحب متجر لبيع التحف في سوق العطارين: "في السابق، كانت هذه الأزقة تعج بالسياح من مختلف أنحاء العالم، لكن الآن أصبحت شبه خالية. لم نعد نرى الزبائن إلا نادرًا، والوضع يزداد سوءًا."
لم يكن تراجع حركة السياحة هو التحدي الوحيد. فالقيود المفروضة على الوصول إلى البلدة القديمة بسبب الحواجز والإجراءات الأمنية ساهمت في تقليل عدد الزوار المحليين، مما جعل الوضع أكثر صعوبة.
من أجل مواجهة هذه التحديات، بدأ التجار باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لإبراز معاناتهم والترويج لمنتجاتهم. عبر صفحاتهم الشخصية أو التجارية، يعرضون صورًا للمتاجر شبه الفارغة، وينشرون قصصهم الشخصية عن الصعوبات التي يواجهونها، ويحثون الناس على زيارة البلدة القديمة ودعم التجارة فيها.
يقول أحمد نصار، وهو مالك متجر للأقمشة اليدوية: "فيسبوك وإنستغرام أصبحا وسيلتنا الوحيدة للوصول إلى الزبائن. نشارك المنتجات عبر الإنترنت ونحاول جذب الناس من خلال العروض. لكن هذا لا يعوض عن غياب الزوار الميدانيين."
ورغم هذه الجهود، لا يزال الأمل يراود التجار في عودة الأمور إلى طبيعتها. فهم يعولون على أن تساهم الحملات الإلكترونية في إعادة تسليط الضوء على أهمية البلدة القديمة كوجهة سياحية وثقافية.
واختتم محمد حديثه بالقول: "نحلم بيوم تعود فيه الأزقة مكتظة بالناس، والابتسامات تعود إلى وجوه التجار. هذه المدينة تحمل تاريخًا عظيمًا، وعلينا أن نحافظ عليه."
يأمل التجار أن تتغير الظروف قريبًا، وأن يستعيدوا عافيتهم الاقتصادية والاجتماعية. وحتى ذلك الحين، سيواصلون الكفاح بطريقتهم الخاصة، في انتظار أن تتحول أحلامهم إلى واقع.