من غرفة محصنة لاختفاء الطائرة من الرادار..لغز اللحظات الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق

بشار الاسد
بشار الاسد

في تطور دراماتيكي، تضاربت التقارير حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد بعد أنباء عن مغادرته دمشق برفقة عائلته وسط تصعيد عسكري غير مسبوق في البلاد. 

مع تكثيف هجمات المعارضة المسلحة والسيطرة على مواقع استراتيجية مثل حماة وحلب، ظهرت معلومات عن اختفاء طائرة كانت تقله أثناء مغادرتها المجال الجوي السوري، مما أضاف غموضًا على الأحداث.

وقال ضابطان بالجيش السوري، لوكالة رويترز، الأحد، إن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة.

يأتي ذلك مع تصاعد الأحداث في سوريا، ودخول تنظيمات مسلحة إلى العاصمة دمشق، بعد السيطرة على مدينة حمص.

أعلنت فصائل مسلحة في سوريا، فجر الأحد، أنها بدأت بالدخول إلى العاصمة دمشق، بعد ساعات على تأكيدها أنها سيطرت على مدينة حمص، ثالث كبرى مدن البلاد.

وقالت الفصائل في رسالة نشرتها على تطبيق تليجرام: "بدأت قواتنا دخول العاصمة دمشق"، في وقت تحدث سكان لوكالة فرانس برس عن سماع رشقات رصاص كثيفة في شوارع العاصمة.

ومن جهتها، قالت محطة "سي إن إن" الأميركية إن التنظيمات المسلحة دخلت دمشق فجر الأحد، مع انهيار الدفاعات في العاصمة.

ووفقا لوكالة أنباء رويترز، قالت التنظيمات المسلحة إنه "لا توجد مؤشرات لانتشار الجيش السوري في دمشق".

فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأحد، أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر ترك منصب الرئاسة وغادر البلاد.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: «نتابع الأحداث المأساوية التي تشهدها سوريا بقلق بالغ. ونتيجة للمفاوضات بين بشار الأسد وعدد من المشاركين في النزاع المسلح على أراضي الجمهورية العربية السورية، قرر ترك منصبه الرئاسي وغادر البلاد، مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا».

وأشارت إلى أن روسيا لم تشارك في هذه المفاوضات.

ناشدت الخارجية جميع الأطراف المعنية بتوجيه «دعوة مقنعة إلى نبذ استخدام العنف وحل جميع قضايا الحكم من خلال الوسائل السياسية»، وأشارت إلى أن روسيا «على اتصال بجميع فصائل المعارضة السورية».

وقالت الخارجية: «ندعو إلى احترام آراء جميع القوى العرقية والطائفية في المجتمع السوري، وندعم الجهود الرامية إلى إنشاء عملية سياسية شاملة على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 الذي تم اعتماده بالإجماع».

وتابعت: «نأمل أن تؤخذ هذه التوجهات في الاعتبار من قبل الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك في سياق تنفيذ مبادرة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، هيلمان بيدرسن، لتنظيم مفاوضات شاملة بين السوريين بشكل عاجل في جنيف».

وأضافت: «وفي الوقت نفسه، يتم اتخاذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة مواطنينا في سوريا».

ما وراء الكواليس

مصادر من داخل القصر الرئاسي في دمشق تحدثت سابقًا عن اعتماد الأسد على دائرة ضيقة من المستشارين العسكريين والأمنيين لاتخاذ قرارات حاسمة في اللحظات الحرجة.

 الغرفة المحصنة داخل القصر كانت شاهدة على نقاشات حول مستقبل النظام في ظل الضغوط المحلية والدولية، خصوصًا مع انهيار جبهات عسكرية رئيسية وتزايد التوترات الإقليمية.

تفاصيل الهروب المثير

تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن الأسد، الذي طالما وُصف بأنه متمسك بالبقاء في السلطة، قد غادر إلى روسيا، حليفه الأقوى، في محاولة للبحث عن ملاذ آمن. 

الطائرة التي قيل إنها تقله مع أفراد عائلته اختفت من الرادار، ما أثار جدلًا حول احتمال تعرضها لخلل تقني أو عملية استهداف مباشر.

دور العائلة والمقربين

لطالما لعبت أسماء الأسد دورًا مؤثرًا في قرارات الرئيس، خصوصًا في مجالات إعادة الإعمار والتنمية. الأنباء حول مغادرة العائلة معًا تشير إلى أن القرار قد يكون جزءًا من خطة أكبر لإعادة ترتيب الأوراق السياسية، سواء داخل سوريا أو في الخارج.

ماذا بعد؟

فيما يتزايد الغموض حول مصير الأسد، فإن الحديث يدور عن مرحلة جديدة في سوريا، قد تحمل معها تغييرات جذرية. استمرار الصمت الرسمي من النظام السوري وروسيا يزيد من تعقيد المشهد، وسط تكهنات بأن هذه الخطوة قد تكون تمهيدًا لانتقال سياسي أو إعادة تموضع استراتيجي.

يبقى العالم مترقبًا لتطورات هذا الملف الساخن، بينما يواجه السوريون واقعًا قاسيًا يزداد غموضًا يومًا بعد يوم.