بعد تنحي بشار الأسد.. مصير الليرة وصور الرئيس على العملات السورية
قب أحكام هيئة تحرير الشام، سيطرتها على العاصمة السورية دمشق، صباح الأحد، بعد معارك حاسمة، أنتهى رسميا أكثر من عقدين من حكم بشار الأسد، الذي تولى السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، ومع سقوط نظام بشار الأسد، أثيرت تساؤلات حول وجود صورة بشار الأسد على العملة السورية ومصيرها في ظل التحولات الجديدة.
بشار الأسد.. 13 عامًا من القمع
رغم صغر سنه، تولى بشار الاسد حكم البلاد بعد وفاة حافظ الأسد عام 2000، في ظل تعديل دستوري سريع مكّنه من تولي المنصب.
بدأ بشار يميل إلى الإصلاحات الاقتصادية والانفتاح، لكنه سرعان ما كرّس سياسات القمع والاستبداد، واندلعت الثورة السورية في عام 2011، لتحول حكم الأسد إلى مواجهة دموية مع معارضيه، استمرت 13 عامًا وشهدت دمارًا واسعًا للبلاد، أدى إلى سقوط دمشق أخيرًا في يد المعارضة المسلحة.
ازالة صورة الأسد الأب عن الليرة
في عام 2015، أثار طرح ورقة نقدية جديدة من فئة الألف ليرة الجدل بعد إزالة صورة حافظ الأسد واستبدالها بمشهد تاريخي لمدرج بصرى الشام.
هذا القرار تم بالتزامن مع تصاعد الضغوط على النظام داخليًا وخارجيًا، وهو ما أثار استياء الموالين للنظام، الذين اعتبروه خيانة لتراث "القائد الخالد"، ورُبطت إزالة الصورة بتوجيه مباشر من بشار الأسد نفسه.
هل تتغير صورة بشار الأسد الآن؟
مع سقوط نظام الأسد، من المتوقع أن تتغير العملة السورية لتكون أكثر حيادية وتعكس مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، ولكن عملية تغيير التصميم ليست مجرد إجراء فني، بل هي قرار سياسي يعكس رمزية التحولات الحاصلة.
- العملة كرمز للسلطة: وجود صورة الأسد على العملة لطالما كان دلالة على هيمنة النظام، وإزالة هذه الصورة تعني انقطاع الصلة بالنظام السابق.
- المعارضة وقراراتها: من المتوقع أن تقوم قوى المعارضة بإزالة صور بشار الأسد عن جميع الفئات النقدية، بما في ذلك الأوراق والقطع المعدنية.
- إعادة صياغة الهوية الوطنية: قد تسعى القوى الحاكمة الجديدة إلى وضع رموز وطنية تمثل جميع السوريين، مثل معالم تاريخية أو شخصيات وطنية جامعة.
تطور العملة السورية في عهد بشار
خلال حكم بشار الأسد، استمرت صور والده بالظهور على العملة، بينما ظهرت صورته الشخصية على بعض الفئات، أبرزها فئة 2000 ليرة التي تم إصدارها في عام 2017.
وفي 2015، عندما أُزيلت صورة حافظ الأسد من فئة الألف ليرة، انقسم السوريون بين مؤيد للتغيير ورافض له، حيث رأى البعض أن ذلك تراجع عن تقديس "رموز الوطن"، بينما رآه آخرون بدايةً للتخلي عن الهيمنة الأسدية على الرموز الوطنية.
الاقتصاد السوري تحت الضغط
ومع انهيار النظام السوري، يتوقع الخبراء أن تواجه البلاد تحديات اقتصادية هائلة:
- العملة المهترئة: العملة السورية تعاني بالفعل من اهتراء مادي ورمزي، حيث فقدت قيمتها بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
- الليرة في الحضيض: سعر صرف الدولار قفز إلى مستويات غير مسبوقة، حيث بلغ 22 ألف ليرة في دمشق و36 ألف ليرة في حلب يوم 8 ديسمبر 2024.
- إعادة الإصدار: قد تضطر السلطات الجديدة إلى إصدار عملة جديدة كليًا لاستعادة الثقة بالنظام المالي
علاقة الليرة بالتغيير
بينما تتطلع سوريا إلى مرحلة ما بعد الأسد، ستكون العملة السورية شاهدة على التحولات الجذرية في البلاد. إزالة صورة بشار الأسد، كما حدث مع والده من قبل، ستكون إحدى الخطوات البارزة لتأكيد القطيعة مع الحقبة الماضية، وستكشف الأيام المقبلة كيف ستعيد سوريا صياغة رموزها الوطنية وهويتها الاقتصادية في ظل التحديات التي تواجهها.