تحديات غير مسبوقة مع ذكرى التأسيس.. هل نشهد نهاية عهد حركة حماس في غزة؟

تحديات غير مسبوقة
تحديات غير مسبوقة مع ذكرى التأسيس.. هل نشهد نهاية عهد حركة ح

مع اقتراب ذكرى تأسيس حركة حماس في 14 ديسمبر، تعود الأسئلة لتطرح حول مدى استمرار الدعم الشعبي الذي لطالما شكّل أحد أبرز أسس قوتها في قطاع غزة. هذه المرة، يبدو أن المشهد مختلف، إذ تزايدت المؤشرات على وجود اتجاه تنازلي في شعبية الحركة، ما يثير قلق قياداتها من المستقبل القريب.

لطالما عُرفت حركة حماس، التي تأسست عام 1987، بتقديم نفسها كحركة مقاومة تمثل طموحات الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة. إلا أن حكمها لقطاع غزة منذ عام 2007 جعلها تتحول إلى سلطة سياسية تتحمل المسؤولية عن إدارة الحياة اليومية لسكان القطاع. ومنذ ذلك الحين، شهدت الحركة تقلبات كبيرة في مستوى الدعم الشعبي، لكنها نجحت في الحفاظ على قاعدة جماهيرية واسعة لفترة طويلة.

إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا في المزاج العام داخل قطاع غزة. يعاني السكان من تدهور اقتصادي حاد نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر، والقيود المفروضة على القطاع، بالإضافة إلى تداعيات السياسات الداخلية التي لم تُرضِ الكثيرين. البطالة المرتفعة، وأزمات الكهرباء والماء، وضعف الخدمات الصحية والتعليمية، جميعها عوامل أثرت على ثقة السكان بحماس كحكومة قادرة على تحسين أوضاعهم.

تآكل الدعم الشعبي

رغم محاولات حماس تعزيز شرعيتها من خلال مشاريع خيرية وإطلاق مبادرات لدعم الأسر الفقيرة، إلا أن هذه الجهود لم تعد كافية لاحتواء غضب الشارع. يشير مراقبون إلى أن الحركة باتت تواجه صعوبات في حشد الجماهير للمناسبات العامة، بما في ذلك احتفالات يوم تأسيسها.

بينما كانت احتفالات ذكرى التأسيس في السابق تمثل تظاهرة جماهيرية ضخمة تعكس حجم الدعم الشعبي، يبدو أن الإقبال عليها بدأ يتراجع تدريجيًا. هذا التراجع يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحركة على الحفاظ على هيمنتها السياسية في قطاع غزة، خاصة مع وجود منافسة متزايدة من أطراف أخرى تسعى لاستغلال هذا التراجع.

هل اقتربت نهاية عهد حماس؟

رغم التحديات، يرى مراقبون انه لا يمكن القول إن استمرار تجاهل المطالب الشعبية وتفاقم الأزمات قد يؤدي إلى تصدع في علاقة الحركة بسكان القطاع، وهو ما قد يضعها أمام تحديات وجودية في المستقبل.

مع اقتراب يوم التأسيس، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن حماس من استعادة ثقة الشارع الغزي، أم أن هذه الذكرى ستكون تذكيرًا بنهاية عهد بدأ بالتراجع؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة.