مدرج بقوائم الإرهاب ومنزله «لا يمكن اختراقه».. من هو القيادي الإخواني يوسف ندا؟
على ارتفاع شاهق فوق بحيرة لوغانو، وفي موقع منعزل هادئ بإطلالة خلابة، يقع صرح ضخم يبدو منيعًا، وعلى بوابته المغلقة يتردد صوت سيدة عجوز عبر جهاز «إنتركم» تسأل: «من أنت؟ هذا منزل يوسف ندا».
يقع منزل يوسف ندا، مؤسس الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان الإرهابية وأحد أبرز قياداتها المدرجين على قوائم الإرهاب في مصر، في بلدة «كامبيوني» بمقاطعة كومو في منطقة لومبارديا الإيطالية. البلدة تقع على الشاطئ الجنوبي الشرقي لبحيرة لوغانو، ضمن شريط ضيق من الأراضي الإيطالية المحاطة بسويسرا.
هذا الصرح الشاهق كان ملكًا ليوسف ندا، الذي وافته المنية اليوم الأحد عن عمر ناهز 94 عامًا، وأدين بتمويل عمليات إرهابية لصالح جماعة الإخوان في مصر، وأدرج اسمه مؤخرًا ضمن قوائم الإرهاب مع 76 من قيادات الجماعة، وذلك لمدة 5 سنوات تبدأ من 9 ديسمبر 2024، وجاء إدراج ندا والمتهمين الآخرين بناءً على الطلب رقم 8 لسنة 2024 المُقدم من النيابة العامة في القضية رقم 1983 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
ونشرت الجريدة الرسمية في عددها الصادر 15 ديسمبر الجاري، حكم محكمة الجنايات الدائرة الثانية «جنائي بدر»، بإدراج 76 متهمًا على قائمة الكيانات الإرهابية، لمدة 5 سنوات.
وفي نوفمبر 2001 اتهمه الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، بضلوع شركاته في دعم الإرهاب وتمويل هجمات 11 سبتمبر.
وأعدت الإدارة الأمريكية تقريرًا أدرجت فيه اسم يوسف ندا في القائمة السوداء للداعمين للإرهاب، ورغم أن مجلس الأمن قام بشطب اسمه من الداعمين للإرهاب بناء على طلب سويسري، إلا أن الإدارة الأمريكية رفضت شطبه من القوائم السوداء.
من هو يوسف ندا؟
وُلد يوسف ندا في الإسكندرية عام 1931، وانضم لجماعة الإخوان الإرهابية عام 1947، وتخرج في كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية في بداية الخمسينيات، واعتقل مع الكثير من عناصر وقادة الجماعة بعد اتهامهم بمحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في ميدان المنشية بالإسكندرية في أكتوبر عام 1954.
وبعد أن أُفرج عنه في إبريل من العام 1956، بدأ ندا نشاطه الاقتصادي لحساب الجماعة الإرهابية، وفي أغسطس من العام 1960 قرر نقل نشاطه المالي من مصر، حيث توجه إلى ليبيا ومنها إلى النمسا، وتوسع نشاطه بين البلدين، حتى لُقِّب نهاية الستينيات بأنه «ملك الأسمنت في منطقة البحر المتوسط».
وبعد ثورة سبتمبر عام 1969 في ليبيا، فر «ندا» إلى اليونان ومنها إلى سويسرا، وأسس عدة شركات اقتصادية تعمل لحساب الجماعة الإرهابية، كما كان له دور بارز في تمويل أنشطتها، واتهم في مصر، وعدة دول بأنه أحد داعمي الإرهاب.
وانطلاقًا من الرغبة في البعد عن ربا البنوك والبحث عن نظام آخر، أسس ندا أول بنك إسلامي، بنك التقوى، يرتكز على عناصر أهمها الخبرة والأموال.
وأسس ندا «بنك التقوى» في جزر البهاما عام 1988، وكان أول بنك إسلامي يعمل خارج الدول الإسلامية، واستطاع البنك تحقيق مكاسب كبيرة في سنواته الأولى، ما دفع يوسف ندا إلى أن يكون شخصية بارزة في عالم الاقتصاد والمال في أوروبا، ودول العالم الإسلامي.