تكثيف أمني استعدادًا لعيد الأضواء اليهودي.. ماذا يحدث في القدس؟

تكثيف أمني استعدادًا
تكثيف أمني استعدادًا لعيد الأضواء اليهودي.. ماذا يحدث في الق

شهدت البلدة القديمة في القدس الشرقية في الأيام الأخيرة تكثيفا ملحوظًا في التواجد الأمني لقوات الشرطة، وسط استعدادات مكثفة لاستقبال عيد الأضواء اليهودي (حانوكا)، الذي يبدأ يوم الأربعاء ويستمر لمدة أسبوع. هذا العيد الذي يحمل طابعًا دينيًا وثقافيًا يشهد تقليديًا زيارات كبيرة للمواقع الدينية داخل البلدة القديمة، ما يستدعي إجراءات أمنية واسعة لضمان سير الاحتفالات بسلام.

سكان القدس الشرقية أشاروا إلى أن التواجد الشرطي لم يقتصر فقط على البلدة القديمة، بل امتد إلى مختلف الأحياء المحيطة، ما أثار تساؤلات ومخاوف بين الأهالي. في هذا السياق، أفاد بعض السكان بأن هذه التحركات الأمنية المكثفة قد أحدثت حالة من التوتر، لا سيما مع نصب نقاط تفتيش إضافية وزيادة دوريات الشرطة الراجلة والمحمولة.

دعوات لتوخي الحذر

تزامنًا مع هذا التصعيد الأمني، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي دعوات متزايدة من أولياء الأمور في القدس الشرقية لمراقبة تحركات أبنائهم، خاصة الأطفال والمراهقين. وأعرب بعضهم عن مخاوفهم من وقوع صدامات محتملة بين الشرطة والشباب نتيجة سوء تفاهم أو مواقف عارضة. وقال أحد السكان في منشور على إحدى المجموعات المحلية: "يجب أن نكون حذرين، خاصة في هذه الفترة التي تشهد تواجدًا مكثفًا للشرطة، لمنع أي تصعيد غير مبرر".

بين الأمن والتوتر

من جهتها، أكدت الشرطة أن هذه الإجراءات تأتي لضمان أمن وسلامة الزوار والمصلين، ولمنع أي محاولات للإخلال بالنظام العام خلال فترة الأعياد. وأشار متحدث باسم الشرطة إلى أن تكثيف الدوريات هدفه الردع المبكر لأي تهديد محتمل، مضيفًا أن "الشرطة ملتزمة بالحفاظ على التوازن بين ضمان الأمن واحترام الحياة اليومية للسكان المحليين".

إلا أن هذا التوازن يبدو صعبًا تحقيقه على أرض الواقع، حيث يعتبر البعض أن التواجد المكثف للشرطة يزيد من حدة التوتر بدلًا من تخفيفه. وقال أحد التجار في البلدة القديمة: "نحن معتادون على إجراءات الشرطة خلال الأعياد، لكنها في بعض الأحيان تعيق الحركة اليومية وتثير قلق الزوار والسكان على حد سواء".

مشهد متكرر

الجدير بالذكر أن البلدة القديمة تشهد عادة تعزيزات أمنية مماثلة خلال المناسبات الدينية الكبرى للأديان الثلاثة، وذلك بسبب الحساسية العالية لهذه المنطقة التي تعد مركزًا روحيًا وثقافيًا للمسلمين واليهود والمسيحيين. ومع ذلك، تبقى الدعوات للهدوء وضبط النفس ضرورة لضمان مرور هذه الفترة دون أحداث تذكر.

مع اقتراب بدء الاحتفالات، يترقب الجميع ما ستؤول إليه الأوضاع، في ظل استمرار هذه الإجراءات الأمنية التي تثير مشاعر مختلطة بين السكان والزوار.