الكفن بدل البدلة.. القصة الكاملة لقتل أب لابنه العريس وسط الشارع بالهرم
داخل أحد المنازل البسيطة بمنطقة الهرم في الجيزة، كانت الأحلام تتزين باللون الأبيض، والزغاريد تتهيأ لاستقبال ضيوف الفرح المنتظر. الأب، بملامح مثقلة بحكايات الصعيد ويدين تعودتا على العمل الشاق، كان منشغلًا بالترتيبات النهائية. اللحوم وُزعت، الدعوات أُرسلت، والفراشة حجزت المكان ليكون المسرح لليلة العمر، ولكن، وسط كل هذه التفاصيل، كانت هناك عاصفة خفية لم يتوقع أحد أنها ستحوّل الفرح إلى مأتم، إذ أنهى الأب حياة ابنه العريس طعنًا بالسكين خلال مشاجرة دارت بينهما.
أب ينهي حياة ابنه ليلة زفافه في الهرم
حين جلس الأب مع ابنه في مساء يوم هادئ، ألقى عليه الخبر كصاعقة: «قررت تأجيل الفرح». كانت كلمات الابن أشبه بسكين غرزت في كبرياء الأب، الذي جهّز كل شيء أمام أهله القادمين من الصعيد. مشادة كلامية اشتعلت بينهما. الابن، وهو في مقتبل العمر، لم يدرك أن صوته المرتفع في لحظة غضب قد يشعل النار في قلب أبيه.
«كنت في حالة غضب لا أراها إلا مرة في العمر»، هكذا بدأ الأب روايته أمام المقدم مصطفى الدكر، رئيس مباحث قسم شرطة الهرم، بعد أن قُبض عليه. «ابني أجل الفرح من غير ما يقولي، وأنا خسرت فلوس كتير أوي بسبب التجهيزات، ولما واجهته، ردّ عليّ بطريقة ما قدرتش أتحملها».
في لحظة فارقة، فقد الأب السيطرة على نفسه. استلّ سكينًا كان في متناول يده، وألقاه على ابنه، لم يكن يتخيل أن تلك الطعنة ستصيب قلب ابنه، وتنهى حياته أمام عينيه.
وأمام رئيس المباحث، قال الأب وهو يبكي بحرقة: «كان نفسي أشوفه عريس، أفرح بيه وأزفه، أشوفه واقف قدامي لابس البدلة. والله ما كنت أقصد أموته، لكن غضبي عمى عيني».
قرارات النيابة العامة
على الفور، أمرت نيابة الهرم، برئاسة المستشار هاني شتا، بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، كما أصدرت قرارًا بتشريح جثمان المجني عليه لمعرفة سبب الوفاة بشكل دقيق، وكلفت فريقًا من الأدلة الجنائية بمعاينة مسرح الجريمة وجمع الأدلة.
