يسيل الدم من العينين والفم.. مخاوف من تفشي فيروسي مرعب بنسب وفيات تصل لـ88%
حمى نزفية تصيب الأعضاء والأوعية الدموية فيسيل الدم من العينين أو الفم والأذنين، ليصبح الفيروس المسؤول عنها والمعروف باسم «ماربورج»، واحدًا من أكثر مسببات الأمراض فتكًا على الإطلاق، ما أودى مؤخرًا بحياة 8 أشخاص في منطقة كاجيرا، شمال شرقي تنزانيا، وسط ترقب عالمي لجائحة جديدة قد تكون الأوسع انتشارًا وتأثيرًا من فيروس كورونا.
تفشي فيروس ماربورج
انطلق فيروس ماربورج من المدينة التي سُمي باسمها في ألمانيا نتيجة حركات السفر من وإلى أفريقيا، وصنفته منظمة الصحة العالمية ضمن فصيلة الفيروس المسبب لمرض الإيبولا الذي حصد أرواح الكثيرين في القارة السمراء.
ومع ظهور حالات إصابة بفيروس ماربورج في الدول المجاورة لتنزانيا مثل رواندا وبوروندي، تلقى الأطباء هناك تحذيرات بضرورة توخي الحذر من الفيروس الذي تظهر أعراضه بشكل مفاجئ وتشمل الصداع الشديد والحمى والإسهال وآلام المعدة والقيء، على أن تزداد حدة الأعراض بشكل متزايد حتى يصبح المرضى المصابون بالعدوى أشبه بالأشباح، إذ غالبًا ما تكون لديهم عيون غائرة ووجوه خالية من التعابير، وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
خطر داهم على أفريقيا
يمكن أن ينتشر الفيروس عن طريق لمس أو التعامل مع سوائل جسم شخص مصاب أو أشياء ملوثة أو حيوانات برية مصابة، وينتقل في البداية إلى الأشخاص بعد التعرض لفترة طويلة للمناجم أو الكهوف التي يسكنها خفافيش الفاكهة.
وأعلنت الأطقم الصحية في تنزانيا عن إصابة نحو 66 شخصًا بفيروس ماربورج، نحو 80% منهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية، فضلًا عن 15 حالة وفاة حتى الآن.
منظمة الصحة العالمية تشير إلى إن معدل الوفيات بسبب فيروس ماربورج يصل إلى 88%، مما يعني أنه يمكن أن يقتل 9 من كل 10 أشخاص يصابون به، وفي ظل عدم توافر أي لقاحات أو علاجات متاحة في الفترة الحالية، ينصّب تركيز الأطباء في تنزانيا على مساعدة المرضى في البقاء على قيد الحياة بعد إصابتهم بالعدوى.
تهديد مميت يعيد القلق من جائحة جديدة
عبّر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، في وقت سابق من هذا الأسبوع عن مخاوف المنظمة من ظهور المزيد من الحالات في الأيام المقبلة على الرغم من تحسن مراقبة المرض، موضحًا أن مصدر تفشي المرض لا يزال مجهولًا، كما أن التأخر في اكتشاف الحالات وعزلها، إلى جانب التتبع المستمر للمخالطين، يشير إلى عدم وجود معلومات كاملة عن تفشي المرض المرعب.
وترتفع نسبة الخطورة الإقليمية بسبب الموقع الاستراتيجي لمنطقة كاجيرا كمركز عبور، مع حركة حدودية كبيرة للسكان إلى رواندا وأوغندا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما تشير تقارير إلى أن بعض الحالات المشتبه بها توجد في مناطق قريبة من الحدود الدولية، مما يسلط الضوء على إمكانية انتشار المرض إلى البلدان المجاورة.
فيما أكدت «الصحة العالمية»، أن فيروس ماربورج لا ينتقل بسهولة، وفي أغلب الحالات يتطلب الأمر ملامسة سوائل جسم مريض أو الأسطح الملوثة بهذه السوائل، إلا أن الخطورة تكمن في احتمالية أن يكون الشخص المصاب بالفيروس مسافرًا فينقل العدوى إلى دول أخرى.