"سماوي" و"وجود" منصات دعم الإبداع الحر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025

سماوي ووجود منصات
"سماوي" و"وجود" منصات دعم الإبداع الحر في معرض القاهرة الد

يُمثل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 حدثًا ثقافيًا بارزًا يجمع تحت سقفه نخبة من الأدباء، الناشرين، والفنانين. وفي جولة داخل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، التقت "صورة" بعدد من منصات الدعم الإبداعي الحر التي تسعى إلى تسهيل عملية النشر والتوزيع للمؤلفين، الناشرين، والفنانين والمصورين. تهدف هذه المنصات إلى تمكين المبدعين من نشر أعمالهم بسهولة، من خلال توفير خدمات متطورة تشمل النشر الذاتي، الطباعة عند الطلب، والفرص الرقمية للوصول إلى الجمهور المستهدف. وخلال السطور التاليه نستعرض تلك المنصات الرقميه التي تستهدف دعم الإبداع الحر في العالم العربي.

"سماوي".. منصة النشر الذاتي للمؤلفين والناشرين
أشار أحمد دسوقي، مدير الشراكات في مِنصه "سماوي"، أن تلك المِنصه تُعد واحده من أبرز المبادرات الداعمة للنشر الذاتي، حيث بدأت رحلتها في عام 2022 تحت اسم "مكتبة اطبع"، لتصبح أول منصة عربية تعتمد نموذج الطباعة عند الطلب. وفي وقت وجيز، استطاعت أن تُحدث تحولًا في مجال الطباعة والنشر العربي. حيث انضمت إليها أكثر من 120 دار نشر عربية وأجنبية، بالإضافة إلى 900 مؤلف ذاتي بحلول مايو 2023. وفي ديسمبر من العام نفسه، تجاوز عدد عملائها نصف مليون مستخدم. ثم، في يونيو 2024، تحولت "مكتبة اطبع" إلى مِنصه "سماوي"، لتكون أول منصة عربية متخصصة في طباعة الكتب عند الطلب.

خدمات متكاملة للمؤلفين والناشرين
وفي حديثه إلى أكد أحمد دسوقي، مدير الشراكات بمنصة سماوي، أن المنصة ليست دار نشر، بل وسيط يربط بين المؤلف أو الناشر وبين القراء. ومن أبرز الخدمات التي تقدمها:
مكتبة سماوي: وهي عباره عن متجر إلكتروني يضم أعمال مؤلفين وناشرين من مختلف الدول العربية.
الطباعة والنشر الرقمي: وهي تتيح للمؤلفين والناشرين إطلاق أعمالهم والوصول لأسواق جديدة، مع إمكانية متابعة المبيعات وإدارة الأعمال من خلال لوحات تحكم متقدمة.
مدونة سماوي: وهي عباره عن منصة ثقافية وأدبية تستقبل مقالات من المدونين والكتّاب المحترفين، حيث يتم نشر المقالات المجانية بعد التحرير، بينما يحصل المحترفون على مقابل مادي لنشر مقالاتهم بعد مراجعتها.
الكتب الإلكترونية والصوتية: تتيح للقراء الاختيار بين شراء الكتب أو الاشتراك في المكتبة الإلكترونية، مما يوفر تجربة مرنة تناسب جميع الفئات.

النشر الذاتي: تجربة مرنة وبدون تكاليف مسبقة
كما كشف دسوقي أن عملية النشر على "سماوي" تتم بخطوات بسيطة، حيث توفر سماوي نموذجًا ميسرًا للنشر الذاتي، فيمكن لأي كاتب أو ناشر رفع كتابه على المنصة خلال دقائق، بدءًا من تسجيل الحساب وحتى تحديد سعر البيع، دون أي تكاليف مسبقة. وتتم طباعة الكتاب عند الطلب، وتُحسب نسبة أرباح المنصة بعد إتمام البيع.
وفي 2023، وزّعت المنصة كتبها في 33 دولة و72 مدينة، مما يعكس نجاح نموذج الطباعة عند الطلب. كما توفر المنصة خدمات أخرىى مدفوعة، تشمل مراجعة النصوص، تحريرها، وتحويلها إلى كتب صوتية.

تطبيق سماوي: تجربة رقمية متكاملة
وكشف دسوقي أيضًا عن إطلاق "سماوي" تطبيقًا يجمع بين الكتب الإلكترونية والصوتية، ويتيح للقراء خيارين: إما الشراء المباشر لامتلاك كتب محدده. أو الاشتراك في مكتبه الكتب للوصول إلى جميع الكتب المتاحة خلال فترة الاشتراك. كما توفر المنصة، بمناسبة معرض الكتاب، اشتراكًا مجانيًا لمدة شهر للمستخدمين الجدد. مما يسهل تجربة المنصة والتعرف على محتواها.
وأوضح أن تطبيق سماوي يتشابه إلى حد كبير مع  نموذج "أمازون كيندل" من حيث النشر الذاتي والطباعة عند الطلب، لكنها علاوه على شراء الكتب تتميز بإمكانية الاشتراك في مكتبة الكتب الرقمية، إضافة إلى خدمات لوجستية أكثر سهولة تناسب السوق العربية.
وفي خطوة جديدة لتعزيز تجربة الكتب الصوتية، قدمت المنصة "كرسي سماوي"، وهو مقعد مصمم لعزل الضوضاء، مما يسمح للقراء بالاندماج مع الكتب الصوتية أثناء الاستراحة.

“وجود”.. نافذة جديدة للفن العربي
وفي خطوة جريئة تعكس التحول الرقمي في المشهد الفني العربي، شاركت منصة "وجود" السعوديه في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، حيث كشف محمد علامة، المدير التنفيذي للمنصة، عن رؤية المنصه التي تهدف إلى تمكين الفنانين العرب من الوصول إلى جمهور عالمي، كما استعرض علامه الرحلة التي مرت بها "وجود" منذ كانت فكره على الورق وحتى مرحلة الإطلاق. موضحًا أن المنصة ليست مجرد مشروع تقني، بل هي منظومة متكاملة تسعى إلى تعزيز مكانة الفن العربي على الصعيد العالمي، مع التركيز على تقديم حلول مبتكرة تدعم الاقتصاد الإبداعي والرقمي.

منصة فريدة تربط الفن بالإبداع الرقمي
وأكد علامة في حديثه أن "وجود" تُعد الأولى من نوعها في العالم العربي، التي توفر تجربة متكاملة تجمع بين الفنون المطبوعَة، الرقمية، والأعمال الأصلية. وأوضح أن المنصة تقدم مساحة شاملة ومتطورة للفنانين من مختلف التخصصات، سواء كانوا رسامين، مصممين، خطاطين، أو مصورين، حيث يمكنهم رفع أعمالهم بدقة واحترافية، مع إمكانية تحديد صيغة البيع والتي تأتي في ثلاته أشكال:
- الأعمال المطبوعَة التي يمكن إنتاجها في نسخ متعددة.
- الأعمال الرقمية التي تلبي احتياجات العصر الرقمي.
- الأعمال الأصلية، التي تُباع لمرة واحدة فقط لتعكس تفردها وقيمتها العالية.
وأشار علامه لنسبه الأرباح التي تقدمها "وجود" للفنانين قائلا: "نمنح المبدعين العرب نسبة أرباح تصل إلى 60%، وهي من الأعلى عالميًا، لأننا نؤمن بأن الفن العربي يستحق منصات تدعمه وتنصفه."

إطلاق مرتقب بثقة عالية من الفنانين
وكشف علامة عن موعد الإطلاق الرسمي لمنصه وجود في أبريل 2025، مشيرًا إلى أن المنصة استطاعت جذب أكثر من 80 فنانًا عربيًا حتى الآن، والذين أبدوا ثقتهم الكبيرة برؤية وأهداف المشروع. وأردف قائلًا: أن البدايات لم تكن سهلة. حيث واجهنا الكثير من التحديات، لكن الإصرار والرؤية الواضحة كانا وقود نجاحنا. واستطعنا في النهايه تحويل الحلم إلى حقيقة. وهذه التجربة تؤكد أن التحديات هي الطريق إلى النجاح إذا اقترنت بالإرادة والعمل الجاد."

دعم التحول الرقمي وتحفيز الاقتصاد الإبداعي
وشدد علامه على أن "وجود" تسعى لتحقيق تأثير إيجابي واسع النطاق عبر أهداف استراتيجية طموحة، تتضمن تعزيز التحول الرقمي من خلال تقديم منصة مبتكرة تُسهّل للفنانين العرب عرض وبيع أعمالهم عالميًا. ونشر الفن العربي وإيصاله إلى الجمهور الدولي بأسلوب يليق بتاريخه العريق وحضارته المتميزة. وأيضًا تحفيز الاقتصاد الإبداعي من خلال دمج الفن بالتكنولوجيا، وخلق فرص اقتصادية جديدة للمبدعين. وعن رؤيته المستقبلية، قال علامة: "أطمح لأن تكون منصة "وجود" الوجهة الأولى للفن العربي في العالم، وأن تتحول إلى جسر حقيقي يربط الفنانين العرب بعشاق الفن والمقتنين من كل مكان. رؤيتنا قائمة على الابتكار والاحتفاء بالإبداع العربي في جميع صوره."

واختتم علامة حديثه قائلًا: "الإبداع لا حدود له، والأفكار هي ثروتنا التي لا تنضب. مهما بدت البدايات صعبة، فإن المثابرة والتعلم من التجارب هما الطريق نحو تحقيق المستحيل. تجربتنا في منصة وجود تُثبت أن العمل الجاد والدعم المناسب يمكن أن يحوّلا الحلم إلى واقع مشرف، يُلهم الآخرين للسير على الطريق ذاته."

منصات تُقدم رؤية شاملة للنشر والإبداع
وفي سياق متصل أكد خالد بامحمد؛ الرئيس التنفيذي لمجموعة أيقونات السعودية التي تضم منصات “اطبع”، “سماوي”، و”وجود”، الدور الريادي للمجموعة في إعادة تعريف مشهد النشر والإبداع الفني في العالم العربي.
واختتم “بامحمد” حديثه بالتأكيد على دور مجموعة “أيقونات” في دعم الاقتصاد الإبداعي وتحفيز التحول الرقمي في المنطقة. وقال: “نحن نعمل من خلال منصاتنا المختلفة على تحقيق نقلة نوعية في صناعة النشر والفن العربي”.
وتابع: “رؤيتنا قائمة على الإبداع المستمر، والانتشار العالمي، وتقديم حلول تقنية تسهّل على الناشرين والمؤلفين تحقيق طموحاتهم. نحن في «أيقونات» نؤمن أن الوقت قد حان ليأخذ الفن والكتاب العربي مكانتهما التي يستحقانها على الساحة العالمية.”