هل تحاول حماس رسم صورة كاذبة عن النصر في غزة؟

هل تحاول حماس رسم
هل تحاول حماس رسم صورة كاذبة عن النصر في غزة؟

في الأسابيع الأخيرة، حاولت حركة حماس والجهاد الإسلامي رسم صورة انتصار من خلال إطلاق سراح عدد من الرهائن كجزء من صفقة مع إسرائيل. وفي كل مناسبة، تم إقامة منصات تحمل الأعلام الفلسطينية، مع عرض قوة عسكرية ورمزية تهدف إلى إظهار الصمود والانتصار. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل حماس قوية حقًا؟ وهل يعكس هذا "الانتصار" الواقع على الأرض؟

إطلاق سراح الرهائن: صورة النصر أم تكتيك سياسي؟

أطلقت حماس وحركة الجهاد الإسلامي سراح عدد من الرهائن كجزء من صفقة مع إسرائيل، وهو ما تم تسويقه على أنه انتصار سياسي ومعنوي. ومع ذلك، فإن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية. فهل كان الهدف تحسين صورة الحركة دوليًا، أم تخفيف الضغوط الداخلية والخارجية عليها؟

خسائر حماس وغزة: الثمن الباهظ

رغم العرض العسكري الذي تقوم به حماس، تشير تقارير ميدانية إلى أن الحركة تكبدت خسائر فادحة في البنية التحتية العسكرية والقيادات خلال الأشهر الماضية. فقد دمرت الغارات الإسرائيلية أجزاء كبيرة من الأنفاق العسكرية ومخازن الأسلحة، مما أضعف قدراتها اللوجستية.

أما على مستوى قطاع غزة، فإن الخسائر البشرية والمادية هائلة. فقد أسفرت العملية العسكرية الأخيرة عن سقوط آلاف الضحايا، بينهم مدنيون وأطفال، بالإضافة إلى تدمير آلاف المنازل والبنى التحتية. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تكلفة إعادة إعمار غزة قد تتجاوز مليارات الدولارات، وهو ما يضع عبئًا إضافيًا على الشعب الفلسطيني والدول المانحة.

عملية طوفان الأقصى: الأعداد تتحدث

خلال عملية "طوفان الأقصى"، التي شنتها حماس، قُتل وجرح آلاف الفلسطينيين، بينهم مدنيون. كما أدت العملية إلى تدمير أحياء سكنية كاملة، مما أدى إلى تشريد عشرات الآلاف من العائلات. وعلى الجانب الإسرائيلي، سقط عدد من الضحايا أيضًا، لكن الخسائر الفلسطينية كانت أكبر بكثير، مما يطرح تساؤلات حول الجدوى الاستراتيجية لهذه العمليات.

واقع الشعب الفلسطيني: انتصار أم معاناة؟

رغم الصورة التي تحاول حماس رسمها، فإن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة. فالشعب الفلسطيني في غزة يعاني من تدمير المنازل، وتشريد الأسر، وانهيار البنية التحتية. كثيرون فقدوا أحباءهم، ولم يعد لديهم مكان آمن يعودون إليه. وبينما تحتفل حماس بما تسميه "انتصارات"، يعيش السكان في ظروف إنسانية صعبة، مع نقص حاد في الغذاء والدواء والكهرباء.

هل يعتقد الشعب الفلسطيني أنه انتصر؟

رغم الدعاية التي تروجها حماس، فإن العديد من الفلسطينيين يشككون في هذه الصورة. فالنصر الحقيقي، بالنسبة للكثيرين، لا يقاس بإطلاق سراح رهائن أو رفع الأعلام، بل بإعادة بناء حياتهم المدمرة وتحقيق الاستقرار والأمن. ومع استمرار المعاناة اليومية، يبدو أن "النصر" الذي تروج له حماس بعيد كل البعد عن واقع الناس.

تفاعلات رواد السوشيال ميديا

أثارت الأحداث الأخيرة تفاعلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض. فبينما أشاد بعض النشطاء بحماس واعتبروا إطلاق سراح الرهائن انتصارًا معنويًا، انتقد آخرون الحركة بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الشعب الفلسطيني.

غرد أحد النشطاء قائلًا: "حماس ترفع الأعلام وتتحدث عن النصر، ولكن أين النصر عندما يعيش أطفال غزة تحت الأنقاض؟". بينما كتب آخر: "إطلاق الرهائن خطوة إيجابية، لكن الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني باهظ جدًا".

في الوقت الذي تحاول فيه حماس رسم صورة انتصار من خلال إطلاق سراح الرهائن وعرض القوة، تظل الحقيقة المرة هي أن الشعب الفلسطيني يدفع الثمن الأكبر. فهل يمكن اعتبار هذه الخطوات انتصارًا حقيقيًا أم مجرد تكتيك لتحسين الصورة؟ السؤال يبقى مفتوحًا، لكن الواقع على الأرض يؤكد أن الطريق إلى النصر الحقيقي لا يزال طويلًا وشاقًا.