حاكم بلا مملكة ويتبعه ملايين البشر.. من هو الآغا خان الذي سيدفن في مصر؟
![حاكم بلا مملكة ويتبعه](images/no.jpg)
في العشرين من عمره، ورث الأمير كريم الحسيني، الآغا خان الرابع، مقاليد حكم سلالة مسلمة شيعية تنتشر في 35 دولة حول العالم، ويبلغ عدد أتباعها نحو 15 مليون شخص، هي الطائفة الإسماعيلية، واستخدم ريادة الأعمال ليصبح واحدًا من أغنى الحكام الوراثيين في العالم.
توفي أغا خان الرابع، الذي جمع بين ريادة الأعمال والعمل الخيري، باعتباره زعيم المسلمين الإسماعيليين في العالم، يوم الثلاثاء الماضي، في منزله بالعاصمة البرتغالية لشبونة، عن عمر ناهز 88 عامًا.
كان الأمير كريم الحسيني الآغا خان الرابع، رجلًا حضريًا ومتحضرًا، وُلِد بجنيف في 13 ديسمبر 1936، ونشأ في نيروبي بكينيا، قبل أن يعود إلى جنيف من جديد ليلتحق بالمدرسة في معهد لو روزي، كان دائم الابتعاد عن الظهور في وسائل الإعلام، ورفض فكرة أن توسيع ثروته الشخصية قد يتعارض مع مشاريعه الخيرية. لكونه يرى أن قدرته على الازدهار، تستكمل واجبه في تحسين حياة المسلمين الإسماعيليين، وهم فرع من التقليد الشيعي للإسلام.
آغا خان الرابع.. الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الإسماعيليين
قال ذات مرة بعد أن أصبح آغا خان: «لا يُتوقع من الإمام أو زعيم دينه أن ينسحب من الحياة اليومية، بل على العكس من ذلك، يُتوقع منه أن يحمي مجتمعه ويساهم في تحسين نوعية حياتهم، وبالتالي، فإن فكرة الانقسام بين الإيمان والعالم غريبة على الإسلام».
وتضمنت مشاريعه تطوير منطقة المنتجع الفاخر «كوستا سميرالدا» في جزيرة سردينيا، وتربية خيول السباق الأصيلة، وإنشاء مبادرات صحية للفقراء في العالم النامي.
كان يعترض على وصف أسلوب حياته بالبذخ، رغم أنه كان يسافر على متن طائراته الخاصة وعلى متن يخت فاخر، وكان يمتلك جزيرة خاصة في البحر الكاريبي.
كان يتنقل بين مجموعة متنوعة من المساكن، بما في ذلك «إيجليمونت» شمال باريس، والتي أصبحت المقر الرئيسي لشبكة تطويره ومركز لتدريب خيوله.
وقال الأمير كريم الحسيني، في خطاب ألقاه عام 2006: «إن دور الإمام ومسؤوليته، هو تفسير الإيمان للمجتمع وكذلك القيام بكل ما في وسعه لتحسين نوعية وأمن حياتهم اليومية».
ورغم أنه لم يكن لديه مملكة موروثة على غرار غيره من الحكام الوراثيين، فقد قُدِّرَت ثروة الآغا خان بشكل متفاوت بين مليار دولار إلى 13 مليار دولار، مستمدة من الاستثمارات والمشاريع المشتركة والممتلكات الخاصة في الفنادق الفاخرة وشركات الطيران وخيول السباق والصحف، بحسب ما ذكرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وعلى نحو غير معتاد، ورث الآغا خان ــ وهو الاسم الذي يُترجم غالبًا على أنه مزيج من الكلمة التركية والفارسية بمعنى القائد الأعلى ــ لقبه من جده الآغا خان الثالث، الذي تجاوز أحفاده الآخرين ليعين حفيده خليفته.
ومع توليه الزعامة باعتباره الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الإسماعيليين في عام 1957، تولى الآغا خان الرابع زمام الأمور وفرض عليه ما قال إنه مسؤوليات واضحة.
كان في ذلك الوقت طالبًا في العشرين من عمره يدرس التاريخ الإسلامي في جامعة هارفارد.
تكريم الملكة إليزابيث الثانية لـ أغا خان الرابع
وفي العام نفسه، منحته الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا لقب سمو الأمير، وهو اللقب غير الوراثي، وهو ما يعكس الروابط الوثيقة بين الأسرتين، اللتين ارتبطتا بشغف مشترك بالخيول الجميلة.
وفي وصيته، قال جده السلطان محمد شاه إنه اختار تخطي جيل جزئيًا لأن «الظروف المتغيرة جذريًا في العالم» -بما في ذلك التقدم في العلوم الذرية- تتطلب «شابًا نشأ وتطور خلال السنوات الأخيرة وفي خضم العصر الجديد، ويجلب نظرة جديدة للحياة إلى منصبه».
في الواقع، واجه الآغا خان الرابع، العديد من الأزمات الحديثة التي عانى منها اتباعه، الذين يتركزون في آسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان وإيران وشرق أفريقيا.
وواجه العديد منهم اضطرابات، مثل القرار الذي اتخذه الدكتاتور الأوغندي عيدي أمين في عام 1972 بطرد الآسيويين والاضطرابات في طاجيكستان في أعقاب انهيار الاتحاد السوفييتي.
عُرف الآغا خان منذ فترة طويلة، بأنه شخص يتمتع بعلاقات جيدة، وعلى هذا النحو، كان قادرًا على إقناع رئيس الوزراء الكندي بيير إليوت ترودو، الذي التقى به في الستينيات، بالسماح لآلاف المسلمين الإسماعيليين بالهجرة إلى كندا عندما أُجبروا على مغادرة أوغندا.
بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، كان اتباع الآغا خان في منطقة بامير الجبلية في طاجيكستان، من بين أولئك الذين تورطوا في حرب أهلية مدمرة في تسعينيات القرن العشرين ضد الحكومة بقيادة إمام على رحمن.
وردًا على ذلك، سارع الآغا خان إلى الاستثمار في توليد الطاقة وشركة للهاتف المحمول في طاجيكستان، ثم بنى لاحقًا مرافق للرعاية الصحية والتمويل الأصغر وغيرها من المرافق، بالإضافة إلى جامعة آسيا الوسطى في «خوروج».
ولكن المكانة الموقرة التي كان يتمتع بها الآغا خان بين المسلمين الإسماعيليين، الذين يعيشون بشكل رئيسي في مقاطعة «جورنو باداخشان» المتمتعة بالحكم الذاتي في طاجيكستان، أثارت، على ما يبدو، استياء ومقاومة بين الزعماء العلمانيين في البلاد، الذين سعوا إلى منع المظاهرات الداعمة للآغا خان.
من هو الأمير كريم الحسيني الآغا خان الرابع؟
- وُلِد الأمير كريم الحسيني في جنيف في 13 ديسمبر 1936
- كان الابن الأكبر للأمير علي خان، رجل الأعمال المشهور
- زوجته الأولى جوان (يارد بولر) خان، وهي من نسل الأرستقراطية البريطانية.
- وُلِد شقيقه الأصغر أمين آغا خان في العام التالي.
- في عام 1949، انفصل والداه، وتزوج الأمير علي -والده- من الممثلة الأمريكية ريتا هيوارث، التي رزق منها بابنة، هي الأميرة ياسمين أغا خان.
- عُرف في شبابه باسم الأمير كريم، ونشأ الآغا خان في نيروبي بكينيا، قبل أن يلتحق بالمدرسة في معهد لو روزي في جنيف.
- ذهب إلى جامعة هارفارد، لدراسة التاريخ الإسلامي، بعدما أصبح آغا خان الرابع بعد وفاة جده.
وقال في مقابلة أجريت معه عام 2013 مع مجلة «فانيتي فير» عن شعوره وقت تنصيبه آغا خان في العشرين ربيعًا من عمره: «لقد كانت صدمة، لكنني لا أعتقد أن أي شخص في وضعي كان ليكون مستعدًا».
وأضاف أن وضعه الجديد يعني أن مسار حياته أصبح من الآن فصاعدًا محددًا بإحداثيات ثابتة: «كنت طالبًا جامعيًا أعرف ما سيكون عليه العمل لبقية حياتي». ونسب إليه بعض أتباعه مكانة إلهية، لكنه رفض مثل هذه المفاهيم عن التقوى.
- في عام 1969، تزوج من سارة كروكر بول، عارضة أزياء بريطانية، التي أصبحت سليمة آغا خان بعد زواجهما.
- أنجب الزوجان ثلاثة أطفال، الأميرة زهرة والأمير رحيم، والأمير حسين، قبل أن ينفصلا في عام 1995.
- عمل الأشقاء الثلاثة في منظمات آغا خان.
- تم تسمية الأمير رحيم لخلافته كآغا خان الخامس.
- في عام 1998، تزوج الآغا خان من الألمانية جابرييل تيسن زو لينينجن، التي أصبحت إنارا آغا خان، وأنجبا ابنًا، الأمير على محمد.
- انفصل الزوجان بعد بضع سنوات وقضيا عقدًا من الزمان في التفاوض على تسوية طلاق قيل إنها بلغت قيمتها حوالي 60 مليون دولار عند تعديل التضخم.
وقد ترك خلفه أبنائه، شقيقه الأمير أمين محمد، وأخته غير الشقيقة الأميرة ياسمين، وأربعة أحفاد.
في عام 1960، توفي الأمير علي، والد آغا خان، في حادث سيارة في سوريسن، خارج باريس، وورث أبناؤه إمبراطوريته المربحة في مجال الفروسية، والتي تضمنت تسع مزارع في أيرلندا وفرنسا.
قال الأمير علي لمجلة «فانيتي فير» في عام 2013: «لقد وجدنا أنفسنا نحن الثلاثة مع هذا التقليد العائلي الذي لم يكن أحد منا يعرف عنه شيئًا على الإطلاق».
ومنذ ذلك الحين، امتلك آغا خان العديد من الخيول البطلة وقام بتدريبها وتربيتها، وفي فرنسا، فازت مهرته فاليرا بسباق بري دي ديان المرموق في عام 2012، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا للملاك بسبعة انتصارات.
وفاة الآغا خان الرابع
توفي الأمير كريم الحسيني الآغا خان الرابع، يوم الثلاثاء الماضي، في العاصمة البرتغالية لشبونة.
مكان دفن الآغا خان
في بيان لها، أعلنت الإمامة الإسماعيلية، إن آغا خان الرابع سيدفن في أسوان بمصر يوم الأحد المقبل، بعد مراسم جنائزية تقام في المركز الإسماعيلي في لشبونة، يوم السبت، بحضور زعماء الطائفة وأعضاء من الحكومة البرتغالية وشخصيات أجنبية بارزة.