أعلى قمة جبل.. لماذا اختار كريم آغاخان الرابع أن يدفن في مصر؟

وقع الاختيار أن تكون مدينة أسوان المصرية، المثوى الأخير لضم جثمان كريم آغا خان الرابع، وهو الإمام التاسع والأربعين للمسلمين الشيعة الإسماعيليين، وذلك بعد الانتهاء من مراسم جنازته التي أقيمت في العاصمة البرتغالية لشبونة، السبت، لينتقل جثمان الأمير إلى آخر محافظات صعيد مصر.
وفاة كريم الحسيني آغا خان الرابع
توفى كريم الحسيني آغا خان السبت 8 فبراير 2025، عن عمر يناهز 88 عامًا في مراسم جنائزية مميزة وخاصة، على أن يستقر جثمان آغا خان أخيرًا في أسوان، جاء هذا القرار ليثير علامات استفهام كثيرة في مصر، عما قدمه آغا خان لمصر، حتى يصر على الدفن فيها.
لم يكن الأمير كريم الحسيني الأول في عائلة آغا خان الذي يدفن في مصر، بل سبقه سلفه وجده، السير سلطان محمد شاه آغا خان الثالث، في أسوان في ضريح الآغا خان على طول نهر النيل.
مراسم دفن آغا خان في مصر
قال بيان أصدره ديوان الإمامة الإسماعيلية، السبت، إن جثمان كريم آغا خان، سيوضع في ضريح جده لبعض الوقت، وجاء في البيان: «سيتم دفنه في ضريح جده الراحل السير سلطان محمد شاه آغا خان الثالث، حتى يتم بناء ضريح جديد ليكون مثواه الأخير على الأرض المجاورة للمبنى الحالي» كما حضر مراسم الجنازة، التي أقيمت يوم السبت في المركز الإسماعيلي في لشبونة، الأمير رحيم آغا خان الخامس، الإمام الإسماعيلي الخمسين، وأعضاء آخرين من عائلة الآغا خان.
حفل دفن الأغا خان كريم الحسيني
جاء في بيان الإمامة الإسماعيلية: «كان من بين قادة العالم الحاضرين الرئيس البرتغالي ريبيلو دي سوزا، ورئيس وزراء كندا ترودو، وكبار المسؤولين من الأردن وقيرغيزستان وباكستان والبرتغال وقطر وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة وغيرهم» كما «اجتمع المجتمع الإسماعيلي العالمي حول العالم في الجماعة خانة (أماكن العبادة والتجمع) ليشهدوا الحفل من خلال البث المباشر، وللإشادة بالحياة الاستثنائية لإمامهم في القيادة والخدمة.
مراسم دفن كريم آغا خان الرابع
كان نعش سموه ملفوفًا بقطعة قماش بيضاء، وكان رايته الشخصية مطرزة بالذهب، وقد حملها إلى قاعة الاحتفالات متطوعون من الطائفة الإسماعيلية، بينما تمت تلاوة الصلاة على النبي محمد وآله (عليهم السلام). ووفقا للتقاليد الإسلامية، تم تلاوة آيات من القرآن الكريم، وبعد ذلك مر الضيوف أمام النعش لإلقاء احترامهم الأخير.
اختيار الآغا خان أن يدفن في مصر
تعددت إنجازات الآغا خان في مصر، كان من بينها:
1- إنشاء حديقة الأزهر كواحدة من أبرز مشروعات التنمية المستدامة في القاهرة.
2- ترميم الآثار الإسلامية، ومنها:
- السور الأيوبي: تم ترميمه على امتداد 1.5 كيلومتر، ويعود تاريخه إلى عهد صلاح الدين الأيوبي.
- مجموعة خاير بيك الأثرية.
- مسجد ومدرسة أم السلطان شعبان.
- مسجد أصلم السلحدار.
- أثر طراباي الشريفي.
- الجامع الأزرق (أق سنقر).
- مسجد الماريداني.
3- صيانة العديد من الآثار التي قامت المؤسسة بترميمها.
4- تدريب وتنمية المجتمع المحلي: ساهمت المؤسسة في تدريب أهالي منطقة الدرب الأحمر على الحرف التقليدية مثل صناعة الحُلي، الخزف، والنجارة العربية، إلى جانب تنمية مهارات رواد الأعمال وأصحاب الورش.
5- ترميم المباني السكنية: تم ترميم أكثر من 100 مبنى سكني بمنطقة الدرب الأحمر وإعادتها للأهالي بعد تحسينها.
6- مشروعات البنية التحتية: (رصف العديد من الشوارع والحواري- تنفيذ مشروع متكامل للصرف الصحي بشارع باب الوزير).
وتأتي هذه الجهود ضمن رؤية مؤسسة أغاخان لتعزيز التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الثقافي، والتي تركت بصمة واضحة على محافظة القاهرة.
تفاصيل مقبرة الأمير كريم الحسيني
تقع المقبرة أعلى جبل بالبر الغربي للنيل، والتي اختارها السلطان محمد شاه الحسيني «آغا خان الثالث»، الذي توفى سنة 1957، إذ بنى مقبرة ضخمة على الطراز الفاطمي على ربوة عالية، صممها رائد العمارة الإسلامية الدكتور فريد شافعي، وجعل من المقبرة تحفة معمارية، وجرى بناء المقبرة بالمنطقة التي شفي منها من المرض فصمم المقبرة على التراث المعماري الفاطمي من الحجر الجيري الوردي بناء على رغبة آغا خان، الذي أوصى بأن يُدفن في هذه المقبرة بعد وفاته، وبالفعل دفن بها ومن بعده زوجته البيجوم آغا خان «أم حبيبة»، كان الدكتور إسماعيل كمال، محافظ أسوان، نعى الأمير كريم آغا خان، حيث أشاد بالدور الرائد لشبكة آغا خان، ومنها مؤسسة أم حبيبة، والتي قامت بتنفيذ العديد من البرامج التنموية في خدمة المجتمع الأسواني لكونها رافدًا هامًا من روافد العمل الخيري والأهلي على مدار العقود الماضية، بداية من عشق الراحل آغا خان وزوجته البيجوم لأسوان، لافتًا إلى دعم شبكة الآغا خان لخطط المحافظة من أجل رفع المستوى الصحي والمعيشي لأهلها في القرى والمناطق السكنية الشعبية، خاصة مشروع القروض المتناهية الصغر.