جدل واسع حول احتفال حماس بإعادة جثث الأسرى الإسرائيليين

أثار الاحتفال الذي نظمته حركة حماس أثناء إعادة جثث أربعة أسرى إسرائيليين إلى الصليب الأحمر موجة واسعة من الانتقادات في العالم العربي والإسلامي، حيث وصفته جهات متعددة بأنه "غير لائق" و"انحراف عن تعاليم الإسلام".
تفاصيل الحدث
في 20 فبراير 2025، قامت حركة حماس بتسليم جثث أربعة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين في قطاع غزة، بينهم شيري بيباس وطفلاها كفير وأرييل، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتز. المراسم التي أقيمت في مدينة خان يونس تضمنت استعراض التوابيت السوداء، مصحوبة بلافتات وصور تسلط الضوء على مسؤولية الحكومة الإسرائيلية عن مقتلهم.
ردود الفعل العربية والإسلامية
واجهت هذه المشاهد استنكارًا شديدًا من مختلف الجهات في العالم العربي، حيث شددت العديد من الأصوات على أن هذا الاحتفال لا يتناسب مع القيم الإسلامية التي تؤكد على احترام الإنسان بعد وفاته، بغض النظر عن هويته.
• موقف العلماء والمؤسسات الدينية: صرح مفتي المملكة العربية السعودية، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، بأن "الإسلام يحث على معاملة الموتى بكرامة واحترام، بغض النظر عن هويتهم أو معتقداتهم، وما حدث لا يمثل روح الإسلام السمحة".
• منظمة التعاون الإسلامي: عبرت المنظمة عن استغرابها لهذا التصرف، مؤكدة أن "مثل هذه الأفعال تسيء إلى صورة المسلمين عالميًا وتتنافى مع المبادئ الإنسانية التي يجب أن تظل معيارًا في جميع الظروف".
• مواقف شعبية وإعلامية: على مواقع التواصل الاجتماعي، عبر العديد من المستخدمين العرب عن استيائهم، معتبرين أن "الاحتفال بموت أي إنسان، حتى لو كان من العدو، ليس سلوكًا حضاريًا".
الموقف الإسرائيلي والدولي
على الجانب الآخر، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المشهد بـ"الصادم"، متوعدًا بأن إسرائيل "لن تمرر هذا الأمر دون رد". كما وصفت وسائل الإعلام الإسرائيلية المشهد بأنه "إذلال لإسرائيل واستعراض للقوة من قبل حماس"، معتبرة أن الحركة تستخدم مثل هذه المناسبات لتوجيه رسائل سياسية.
بين السياسة والأخلاق
يرى محللون أن ما قامت به حماس يأتي في سياق الحرب الإعلامية والنفسية التي تخوضها الحركة مع إسرائيل، ولكن البعض يحذر من أن مثل هذه الممارسات قد تؤدي إلى مزيد من الاستقطاب، ليس فقط بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن أيضًا داخل العالم الإسلامي.
ويبقى التساؤل قائمًا حول مدى تأثير مثل هذه التصرفات على صورة القضية الفلسطينية، ومدى توافقها مع المبادئ الإسلامية والإنسانية. في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة، يدعو المراقبون إلى الالتزام بالقيم الإنسانية والإسلامية في التعامل مع مثل هذه القضايا الحساسة، والابتعاد عن الممارسات التي قد تؤدي إلى مزيد من التوتر والانقسام.